كتب المراسل السياسي لقريش:
انتقلت ايران عشية استئناف مباحثاتها النووية في فيينا ، امس الى مرحلة جديدة من العلاقات مع دول جوارها عبر لقاءات رئاسية مهمة ، تمّت فيها تفاهمات استراتيجية قائمة على مبادىء التعاون الاقتصادي وفتح الحدود لمصالح جميع البلدان وتحريك ملف المحور الاستراتيجي التركي الايراني الروسي بدعم من دول آسيوية مهمة حضرت قمة التعاون (ايكو) امس ، حتى مع باكستان جرت تفاهمات تمنع اي تأثير سعودي مستقبلي على اسلام آباد ضد ايران ومحاورها الاقليمية . فقد
أكد الرئيس الإيراني آية الله ابراهيم رئيسي، خلال لقاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ان تعزيز العلاقات بين طهران وأنقرة يخدم الشعبين والسلام والاستقرار في المنطقة.
وأشار رئيسي إلى أن امكانيات طهران أنقرة على تعزيز العلاقات والتبادلات التجارية والاقتصادية تتجاوز المستوى الحالي، وقال: يمكن لإيران وتركيا تقريب العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين إلى المستوى الاستراتيجي من خلال تحسين المستوى للتجارة و التبادلات. فيما بدوره قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تعتبر تطوير وتعزيز التعاون الثنائي والإقليمي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية “ضرورة”، وأضاف: يمكننا إحداث قفزة في العلاقات بين البلدين، لا سيما في المجالات الاقتصادية.
كما وصف الرئيس التركي التطورات في أفغانستان بأنها مثيرة للقلق، وقال إن البيت الأبيض يدرب ويسلح جميع الجماعات الإرهابية في المنطقة، بما في ذلك داعش وحزب العمال الكردستاني، ويزودهم بالمعدات والأدوات الإرهابية لخلق حالة من انعدام الأمن، لذا فإن التعاون المشترك ضروري لتحقيق السلام في المنطقة.
وأشار اردوغان إلى ضرورة الترتيبات الأمنية على أساس الوجود النشط لدول المنطقة، وقال: يمكن للجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا وتركيا الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة بالتعاون مع باقي دول المنطقة.
ولفت رئيسي إلى مجالات التعاون الواسعة والمتنوعة بين إيران وتركيا في مختلف القطاعات، بما في ذلك الطاقة والمصارف والتبادلات التجارية والتجارية، وقال: علينا تسهيل تعزيز العلاقات الاقتصادية وفي هذا الصدد يمكن مراجعة التعريفات التفضيلية.
واعتبر رئيسي التعاون والعلاقات الوثيقة بين إيران وجمهورية أذربيجان وتركيا بالمهمة، وقال: ان الدول الثلاث لديها الكثير من القواسم المشتركة ثقافيا ودينيا، ويجب ألا نسمح بتعكير هذه العلاقات، بل يجب أن نخيب آمال أعدائنا المشتركين من خلال تقريب العلاقات قدر الإمكان.
واعرب الرئيس الإيراني عن القلق من وجود داعش في أفغانستان وتزايد انعدام الأمن في هذا البلد، مؤكدا أن الجماعات الإرهابية لا تسبب فقط انعدام الأمن في أفغانستان بل تهدد أيضا أمن المنطقة، لذلك يجب ألا نسمح للجماعات الإرهابية مثل داعش وحزب العمال الكردستاني بتعريض أمن دول المنطقة للخطر.
واضاف: إن إيران تؤيد تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان ونعتقد أن مختلف قوميات الشعب الأفغاني يجب أن يكون لها دور ومشاركة في مستقبل أفغانستان.
وأشار آية الله رئيسي إلى إرساء الاستقرار والأمن في سوريا، وقال، يجب أن نستخدم قدراتنا لإحلال السلام والهدوء والأمن في سوريا. مشاكل المنطقة يجب أن تحلها دول المنطقة، ووجود الأجانب وتدخلهم لن يساعد في حل المشاكل فحسب، بل سيعقد الوضع.
كما شدد الرئيس الإيراني على أهمية الاستقرار والسلام واحترام وحدة أراضي العراق، مشيرا إلى أن إيران تدعم وتشدد على إقامة حكومة قوية ومقبولة من الشعب العراقي.
كما التقى إبراهيم رئيسي، الرئيس الباكستاني عارف علوي على هامش زيارته لتركمانستان، واشار إلى القواسم المشتركة للبلدين والقدرات الهائلة لتطوير التعاون بين طهران وإسلام أباد وقال، إن البلدين لاتربطهما علاقة جوار فحسب، بل تربطهما أيضا علاقة قلبية وتاريخية وثقافية عميقة وإن استخدام هذه القدرات في تطوير العلاقات يصب في مصلحة الشعبين وتنمية وازدهار البلدين.
واكد أن بلاده تعتزم تنمية العلاقات الشاملة مع باكستان، قائلا: “نعتبر العلاقات بين البلدين غير كافية نظرا للقدرات الواسعة الموجودة ونحن عازمون على تنشيط كل القدرات بما يخدم مصالح البلدين وشعوب المنطقة”.
واشار رئيسي إلى فرص وقدرات التعاون بين طهران وإسلام أباد في تطوير الأسواق الحدودية وترانزيت السلع والنقل والطاقة والسياحة وقال : “إن الجمهورية الإسلامية الايرانية ليس لديها قيود لتطوير العلاقات مع باكستان”.
وشدد الرئيس الإيراني على ضرورة دعم الشعوب المظلومة خاصة شعب أفغانستان وقال: “إن عشرين عامًا من التواجد الأجنبي في أفغانستان لم يحل مشاكل أفغانستان فحسب ، بل لم تسفر عن شيء سوى القمع والقتل والنهب وانعدام الأمن. “
وأشار إلى أن “الجمهورية الإسلامية الايرانية تؤيد تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان تمثل كل الأفغان والمجموعات العرقية والجماعات السياسية ونحن مستعدون للتعاون مع باكستان في هذا الصدد”.
و في نفس توقيت تلك الاجتماعات الرئاسية المهمة وقعت ايران واذربيجان وتركمانستان اتفاقية ثلاثية بشان تبادل الغاز عبر الأراضي الإيرانية وذلك بحضور الرئيسين الايراني والاذربيجاني. وتنتظر ايران توقيع اتفاقية الممر المائي مع اذربيجان .
وأفادت وكالة تسنيم الايرانية للأنباء، انه تم مساء الاحد ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢١ في عشق اباد التوقيع على اتفاقية ثلاثية لتبادل الغاز من تركمانستان إلى جمهورية أذربيجان عبرأراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وذلك بحضور الرئيسين الايراني والاذربيجاني.
وتنص الاتفاقية التي وقعها وزيرا النفط الايراني والاذربيجاني بعد انتهاء الاجتماع الثنائي بين آية الله إبراهيم رئيسي وإلهام علييف ، على نقل ما بين 1.5 مليار إلى ملياري متر مكعب من الغاز سنويا من تركمانستان إلى جمهورية أذربيجان عبر اراضي الجمهورية الإسلامية الايرانية .
كما اكد ابراهيم رئيسي خلال لقائه الرئيس الاوزبكي “شوكت ميرضيائيف” اليوم الاحد استعداد ايران لتعزيز علاقاتها مع أوزبكستان في كافة المجالات منها الاقتصاد و النقل و الطاقة و مكافحة الارهاب في المنطقة.
واعتبر رئيسي في اللقاء الذي جرى على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي “ايكو” ،ان امكانيات البلدان الاقليمية لمنظمة “ايكو” تعد فرصة مناسبة لتعزيز العلاقات بين هذه البلدان مؤكدا ” في الظروف الراهنة للعالم فان التعاون بين دول المنطقة من شانه ان يؤدي الى تحويل العديد من التهديدات الي الفرص وان التواجد الفاعل لدول المنطقة سيحول دون تدخل الدول الاجنبية.
واشار رئيسي الىاهمية تعزيز العلاقات مع أوزبكستان لافتا الى حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين و قال: علي وزيري الخارجية الايراني و الاوزبكي رسم خارطة طريق لتعاون طويل الامد .
وأكد الرئيسان الايراني و الاوزبكي علي ضرورة تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان تضم فيها كافة القوميات و الاطياف و الفئات الافغانية وايضا استتاب الامن والسلام في هذا البلد.
من جانبه اشاد الرئيس الاوزبكي في اللقاء بتوجه ايران الفاعل في المنطقة وقال : ان السلام و الاستقرار في هذه المنطقة يتحقق بمشاركة الدول الاقليمية و أوزبكستان ترحب بأي نوع من التعاون مع ايران.
واعتبر شوكت ميرضيائيف القدرات الاقتصادية والتبادل بين البلدين بانها أرضية مناسبة لتنمية العلاقات الثنائية داعيا إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
عذراً التعليقات مغلقة