قريش:
يوما بعد يوم تتكشف صفحات الاهتمام التركي بالعلاقات الجديدة لها مع افريقيا، وابرز الصفحات هو تصدير الجيل الجديد من الاسلحة التي باتت تركيا منافسا عالميا قويا ، فقد
اكدت صحيفة “لوفيغار” الفرنسية، إن تركيا باتت واحدة من أبرز منتجي الطائرات المسيرة المسلحة في العالم.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، الأربعاء ٣ نوفمبر ، إن “تركيا أصبحت واحدة من الدول الرائدة في العالم في تصنيع الطائرات بدون طيار مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والصين في غضون عشر أعوام”.
وذكرت موفدة الصحيفة إلى إسطنبول، دلفين مينوي، أن “تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان زادت من عقود بيع المسيرات التركية التي نجحت في ليبيا و(قره باغ) من أجل توسيع دائرة نفوذها”.
وبيّنت أنه “بعد أذربيجان وأوكرانيا وبولندا والمغرب، أصبحت قيرغيزستان مهتمة بالطائرات بدون طيار”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الطائرات المسيرة التركية فعالة وأرخص 20 مرة من الطائرات الحربية”.
وأوضحت أن “هذه الأسلحة استخدمت ضد تنظيم PKK الإرهابي ولأمن الحدود في الفترة الأولى، ولوحظ أن الوضع في الميدان تغير نتيجة استخدام SİHAs التركية في سوريا عام 2016”.
كما أكدت مينوي أن “المسيرات التركية قد غيرت أيضًا التوازن في ليبيا في العامين الماضيين ومؤخراً في (قره باغ) الأذري”.
واشارت إلى أنه تم بيع مسيرة “بيرقدار” إلى أوكرانيا وأن إصدار الفيديو لها من قبل أوكرانيا باستخدامها في دونباس تسبب في رد فعل روسي، موضحة أن “الـ(ناتو) كان حذرًا بشأن اهتمام بولندا ولاتفيا بـ SİHAs التركية”.
ولعبت الصناعات الدفاعية التركية دورا بارزا في تعزيز مكانة تركيا العسكرية، والانتقال بها من بلد مستورد للاحتياجات العسكرية إلى بلد مصدّر لها.
في 19 تشرين الأول/أكتوبر 2021، أشادت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية في تقرير لها بعنوان “أردوغان يعزز نفوذه الإفريقي”، بدور المسيرات التركية في تعزيز نفوذ تركيا في العديد من مناطق العالم وفي مقدمتها إفريقيا.
وتوقعت الصحيفة أن يقوم أردوغان خلال زيارته إلى نيجيريا وأنغولا، بعقد صفقات لبيع الأسلحة التركية، وفي مقدمتها “الطائرات المسيرة التي أثبتت جداراتها على 4 جبهات”.
وأشادت “لوفيغارو” بالطائرات المسيرة التركية، لافتة إلى ميزات هذا النوع من الأسلحة، سواء من حيث رخص أسعارها 20 مرة من المقاتلات، وتوفيرها للخسائر البشرية.
وأضافت أن الطائرات المسيرة التركية “باتت عاملاً هاماً بتزايد النفوذ التركي في إفريقيا، والشرق الأوسط وآسيا الوسطى”.
وقالت إن الرئيس التركي لاحظ في بدايات الألفية الثانية، تراجع اهتمام “القوى الاستعمارية الغربية” تجاه إفريقيا.
وأضافت أن أردوغان قام لاحقاً بتعزيز نفوذ تركيا في “بلدان إفريقية مسلمة” مثل الصومال في المرحلة الأولى، وليبيا فيما بعد.
ولفتت إلى إطلاق “الخطوط الجوية التركية” رحلات إلى الصومال “التي كانت مسرحاً للعمليات العسكرية الغربية بين عامي 1992-1994″، لتنفرد بذلك بين كبرى الخطوط الجوية الدولية.
ولفتت إلى عدم تردد أردوغان في تحدي فرنسا، مردفة “أردوغان كسب المصارعة ضد فرنسا في حزيران/يونيو 2020، قبالة السواحل الليبية”.
بدوره قال الصحفي الفرنسي رونو جيرار في التقرير، إن “تركيا لا تنوي أن يقتصر نفوذها في منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، بل تريد أن توسعه ليشمل إفريقيا أيضاً ضمن مناطق أخرى”، مضيفاً “إنها تريد أن تلعب هناك مع الكبار”.
وأضاف الكاتب أن “زيارة أردوغان إلى أنغولا ونيجيريا ستتناول ملف بيع الأسلحة التركية، وستركز على تزويد هذين البلدين بطائرات الهجوم العسكري من دون طيار (مُسيّرات مقاتلة)، بالخصوص طائرة Bayraktar TB2”.
وأشار الكاتب إلى أن “هذه المسيرات باتت وسيلة لنقل النفوذ التركي إلى إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، من دون الاصطدام بقوى مثل أمريكا والصين وروسيا”، موضحا أنه “لكنه نفوذ لا يتردد في تحدي قوى مثل فرنسا”.
عذراً التعليقات مغلقة