السودان .. الصراع المحتدم بين العسكر والمدنيين

آخر تحديث : الجمعة 5 نوفمبر 2021 - 11:18 مساءً
السودان .. الصراع المحتدم بين العسكر والمدنيين


الطيب محمد جاده

بلغت الأزمة السودانية منعرجا خطيرا، بعد الخامس

 والعشرين من أكتوبر للعام 2021 ، حيث قام عبد الفتاح البرهان بحل الحكومة وإعتقال الوزراء وابقاء رئيس الوزراء عبدالله حمدوك تحت الإقامة الجبرية في منزله ، في ظل هذه الأوضاع تدخلت جهات دولية في المشهد لحل الأزمة .

الخلاف الذي حصل بين أطراف الوثيقة الدستورية يثير الكثير من التساؤلات والمخاوف ، والحقيقة أن الانقلاب  الذي حدث أخيرا لم يكن مفاجئا بل كان متوقعاً . هذه الأوضاع المتوترة تقودنا إلي سببين رئيسين هما :  خلفيات ومسببات الصراع ،  والمآلات المحتملة للصراع.

 أولا: خلفيات ومسببات الصراع

تفاعل العديد من العوامل التي أدت لتفجر الصراع والتي اختلطت فيها العوامل الداخلية بالعوامل الخارجية. ويمكن تقسيم عوامل الصراع إلى عاملين رئيسيين داخلي محلي وخارجي إقليمي.

الصراع بين النخب الجديدة وبيروقراطية الجيش والدولة القديمة: يعبر هذا الصراع عن نزاع عميق ممتد بين النخب الجديدة التي أفرزتها الثورة من الداخل أو من معارضة الخارج، والنخب الموروثة من عهد البشير ، أيضا عن تنازع النخبتيين على الثروة والسلطة ما بعد الثورة. كما يعبر هذا الصراع عن رغبة الطرفين في تصفية حساباتهما القديمة . من هنا يتضح بأن البرهان   هو في الحقيقة يعد استمرارا لرمزية هذا الصراع بين المدنيين في الحكومة الانتقالية و بعض الإسلاميين من الضباط الذين يريدون إرجاع النظام السابق .

الصراع بين الحاضنة الجديدة التي تسمي نفسها الميثاق الوطني والحاضنة الأخري التي تعرف بأربعة طويلة ، هذا الصراع الذي قادنا الي المربع الاول ، من هنا فإن الصراع حاليا هو استكمال للصراع السياسي بعد أن فشل الحاضنتين في بناء جسور ثقة وتوافق بينهم ، والرغبة في الاستئثار والهيمنة، وتظهر طبيعة الصراع بين الحاضنتين بشكل واضح في التصريحات التي يتبناها الطرفان، فيما يصف الموالون للبرهان بأنه يريد إنقاذ الدولة بتشكيل حكومة كفاءات وطنية ، ويصف الطرف الآخر بأنه انقلاب مكتمل الأركان .

الذين يدعمون الإجراءات التي اتخذها البرهان ويحملون الفشل للجانب المدني ، نقول لهم أن هذه الإجراءات المتخذة بدءا من إعلان حالة الطوارئ مرورا بأعتقال أعضاء الحكومة الانتقالية من المدنيين وتعليق بعض مواد الوثيقة الدستورية التي ترونها تصحيح المسار ، هذا الموقف أظهر جليا أن نضالكم سببه الأساسي هو السلطة ، وقد راهنتم علي أنقلاب في نظري فاشل ، لأن تشكيل حكومة في ظل هذه الظروف سيجعلها محطة جديدة من محطات الصراع، وليس بداية لحل الصراع  في ظل تشاكس القوة السياسية والحزبية من جهة والعسكر وأتباعهم من جهة أخري .

 التصعيد والمظاهرات : هو السيناريو الأكثر صعوبة وتعقيدا، حيث يؤدي انسداد الأفق السياسي إلى تفجير الأوضاع بشكل كامل، وهذا السيناريو ـ وإن كان غير مستبعد، لكن تواجهه تحديات عدة، أهمها عملية الوساطة الجارية الآن التي يتوقع أن تؤدي إلى تهدئة مرحلية للأوضاع السياسية على المدى القصير .

ثانيا: المآلات المحتملة للصراع المسلح

يبقى الصراع المسلح في السودان مفتوحا لعدة أسباب 

أولا أن هناك حركات لم توقع علي السلام الذي تم توقيعه في جوبا .

ثانياً هناك بوادر لحمل السلاح في عدة جهات من أجل المطالبة بالحقوق ، لأن السلاح هو الطريق الأسهل للوصول الحقوق في الدولة السودانية . 

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com