عبدالواسع الفاتكي
كاتب من اليمن
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍليمنيون حتى الآن ، ﻭﺿﻊ حد لحروبهم ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ أرضهم ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ، ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ لهم ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ، ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ، ﺣﻮﻟﺖ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ، ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ، لقد ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ، ﻭﺑﻘﻲ ﺍلمضمون والجوهر ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ، ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ﻭﺍﻻﻫﺘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﺘﺎﻡ، ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻭﻛﺘﻞ ﻟﻢ ﻳﺤﺴﻨﻮﺍ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ؛ ﻻﺟﺘﺮﺍﺡ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ، ﺗﺨﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ، ﻭﻭﻻﺀ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻋﺴﻜﺮﻱ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ، ﺃﺿﺤﻰ ﺃﻟﻐﺎﻣﺎ ﺗﻤﺰﻕ ﺍﻟﻴﻤﻦ ، وتهدد وجوده وتنسف هويته وعمقه الحضاري .
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﻃﺮﻕ ، ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﻭﺿﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ، ﺁﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻞ، بقوى ولاعبين ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮح أحداث ، مملوء بالنقائض والأضداد ، ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺗﻪ ﺗﺸﺎﺑﻚ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺮ ، ﻭﺍﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻷﻗﻄﺎﺏ ، ﺇﻧﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ، ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﻌﻬﺎ ﻗﻮﺍﻋﺪﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ، ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ، وبقدر ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟمواقف ، ﻓﻼ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺤﻠﻮﻝ داخلية ﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺗﺴﻮﻳﺎﺕ ﻭﺗﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ.
تناقضات وآفات وعيوب المجتمع اليمني ، هي محصلة عقود من الحضور الشكلي للدولة ؛ لنجد أن الاستبداد السياسي الذي أراد اليمنيون التخلص منه ، قدحل محله استبداد فاشي أصولي متطرف ، يكرس الفقر والفساد والبربرية ، أعاق انطلاق اليمن ، نحو الاستقرار السياسي، وأجهض حلم اليمنيين بالدولة اليمنية المدنية الحديثة ، فارضا على اليمنيين استمرار النضال الثوري ، وتقديم مزيد من التضحيات ؛ لتحرير وطنهم من الكهنوت، والمشاريع الهدامة ، بحثا عن دولة المواطنة المتساوية ، التي سترى النور بعون من الله ، ثم بعزيمة اليمنيين الأحرار ، التي لا تلين وإرادتهم التي لا تقهر .
عذراً التعليقات مغلقة