أمينة المريني شاعرة مغربية.. ناشدة الطهرانية والصفاء والسكينة، بأجنحة لغوية متلألئة إشراقاً
د.أحمد بلحاج آية وارهام
شاعر وباحث من المغرب
إن النص الشعري العرفاني لدى الشاعرة أمينة المريني هو نص حالةٍ، لا نص تشكيل، ونص أذواق ومواجيد، وأحوال ومشاهدات، ومغامرات ومعانقة حية للسر المطلق، ومشاركة مباشرة للأصل الأونطولوجي للوجود، ومن ثمَّ فهو خارج دائما عن المواضعات اللغوية، وداخل في كونية روحية غامرة.
تجد الشاعرة فيه عاشقة تكني بما تريد، وتطلب المستحيل، وكل ما يتمناه قلبها، كما تجد الرمز فيه دالاًّ على باطن الأشياء، وعلى الجوهر المستتر خلف المادة، والمستجلي للمجهول القابع وراء عالم الحس، أو داخل نفوسنا، توظفه للتعبير عن تجاربها وأحوالها.
ولهذا كانت تجربتها الصوفية برمتها تجربة مجازية، وتجربة منبثقة من الفطرة، يُمكن وصفها بأنها بحر إشارات، لا يحمل معنى واحدا فقط، بل عدة معانٍ قد تعرفها الشاعرة ويجهلها غيرها.
وكل إشارة من هذه الإشارات تتعدد دلالتها بين الشعراء والشواعر، كل حسب تجربته الروحية وممارسته الوجودية وإحساسه الوجداني.
فنصوصها بقوة داخلية ترقى إلى الأعلى، وإلى البعيد الأبعد، وكأنها تنطلق إلى ما وراء هذا العالم، ناشدة الطهرانية والصفاء والسكينة، بأجنحة لغوية متلألئة إشراقا.
*مقتطف من كتاب: ” كَفرَاشٍ يَشْرَبُ الْمِصبَاح عشرُ رؤياتٍ للشعر والتصوف ” للشاعر والباحث المغربي د.أحمد بلحاج آية وارهام .
عذراً التعليقات مغلقة