جبار عبدالزهرة
لم يدر في الخلد العام للشعب الليبي ان نجاح ثورته ضد حكم العقيد معمرالقذافي وتضحياته الجسام ودمائه الغزيرة التي سالت على طريق الحرية التي كان ينشدها ومطلب تحين الاوضاع الذي كان يبغيه من ازاحة نظام القذافي ستذهب ادراج الرياح وانه لم يفعل سوى استبدال حاكم رآه مستبدا بمجموعة من محبي التسلط وعشق المصالح الذاتية على حساب الناس وان صراعهم على السلطة من اجل الفوز بكرسي الرئاسة وليس من اجل منفعة الشعب الليبي وانجاح امانيه في الاصلاح وتحقيق رجائه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من اجل بناء البلد بناءا نهضويا معاصرا 0
لذلك فان اجواء القبول بالمرشحين للانتخابات المقبلة وفي مقدمتهم الاربعة الذين اخترتهم ليكونوا مضوع هذه المقالة في نفوس الشعب الليبي ليست فيها فرصة رضا عنهم وان شعبيتهم بين اوساط المجتمع الليبي تكاد تكون متدنية الى ابعد حد وذلك لوجود مؤآخذات سلوكية عليهم ساذكرها لاحقا انتهكوا من خلالها تطلعات هذا الشعب الليبي اضافة الى اخفاقهم في عدم الاهتمام بحقوقه الانسانية 0
هذه مقدمة اردت ان اخلص منها الى تقييم اربعة من الذين رشحوا انفسهم للانتخابات الرئاسية الليبية التي من المقرر اجراؤها في 24/12/2021م وقد يكون اختيار هذا اليوم جاء من مفوضية الانتخابات عن قصد وطني فهو يمثل الذكرى السبعين لاستقلال البلاد واعتقد ان الذي اختاره بهدف هو عسى ان يكون عاملا في تحريك مشاعر واحاسيس الانتماء الوطني لدى المرشحين والناخبين على حد سواء فيصلوا بعد الانتخابات الى حل جذري لمعاناة اهل البلاد المتمثلة في كوارث وخيمة تخيم على سماء ليبيا بغيومها الحامضية من استبداد سياسي مرتقب وفساد سلطوي متجذر في نفوس المرشحين ويعتمل في صدورهم لينطلق باتجاه النهب والسلب والقتل اضافة الى مرارة الانهيار الاقتصادي والخراب الاجتماعي التي تعاني منها ليبيا 0
ولن يحصل الليبيون على مبتغاهم في الازدهار والاعمار والبناء الا عبر بوابة سعي المسؤولين الجدد الذين سيفوزون سعيا وطنيا جادا ومخلصا نحو تحقيق الانسجام والتلاحم الوطني بين الليبيين حكومة وشعبا والعمل باخلاص نحو تحقيق آمال الشعب الليبي في حياة عصرية تحت ظل خيمة الرفاه والسعادة والامن والاستقرار ووضع حد لسنين الاحتراب والنزاع الداخلي الذي كان يجري في ليبيا من اجل مصالح الاطراف المتصارعة على وفق مقاسات اجندة الجهات الخارجية التي تمثل غاياتهم واطماعهم في التواجد الانتهازي على ارض ليبيا والنهب الاناني لخيراتها وثرواتها الطبيعية الوطنية 0
فالكل منهم متهم عند الشعب الليبي بتهم اوتهمة تتعارض مع ارادة هذا الشعب وهم المشير حفتر وسيف الاسلام بن معمر القذافي وعبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة الانتقالية السابقة ورئيس البرلمان عقيلة صالح صدقوني عندما قرات اسمه في الصحف ظننت انه امراة وعندما رايت صورته عرفت انه رجل وان اسمه هو (عقيلة ) على وزن (حذيفة او خزيمة او جهينة ) فالعرب تسمي الذكور بها وذلك بضم الحرف الاول وفتح الثاني وتسكين الثالث وعند تسمية النساء بها فانهم يفتحون الحرف الاول ويكسرون الثاني والثالث وسوف اتناولهم واحدا فواحدا وفق المعلومات التي توفرت عليها من الصحف وبعض المصادر الاخرى :-
فاما المشير حفتر الذي قضت محكمة استئناف طرابلس ببطلان حكم استبعاده من السباق الرئاسي، والذي صدر من قبل المحكمة الابتدائية في مدينة الزاوية وقامت بأعادته للمنافسة في الانتخابات القادمة 0.
فهو متهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية خلال حربه العسكرية والسياسية التي خاضها منذ العام 2014م بغية الوصول الى السلطة وقد حكم غيابيا بالاعدم مرتان آخرها من محكمة مصراته العسكرية وقد تمت ترجمت ما يريده حفتر بقولهم (ليس لدى حفتر سوى مشروع واحد، أن يكون حاكما مطلقا لليبيا سواء عبر صناديق الانتخاب أو صناديق الذخيرة رافعا شعار ( أنا ومن بعدي الطوفان) غير ان قول ابي فراس الحمداني (اذا مت ضمآنا فلا نزل القطر ) اكثر مناسبة للدلالة على ما يبغيه حفتر من وراء ترشيح نفسه للانتخابات 0
واما سيف الاسلام القذافي فهو الاخر ايضا محكوم بالاعدام بسبب ارتكابه جرائم حرب ضد الليبيين دفاعا عن نظام والده القذافي ابان الثورة ضده في العام 2011م الذي أعادته محكمة ليبية، إلى سباق الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بعد طعن قدمه ضد استبعاده، وفق إعلام محلي.
وذكرت قناة “ليبيا الأحرار (خاصة) أن محكمة استئناف سبها (جنوب) قبلت الطعن المقدم من سيف الإسلام القذافي وأعادته إلى سباق الانتخابات الرئاسية دون مزيد من التفاصيل 0
وفي وقت سابق أعلنت مفوضية الانتخابات، في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قائمة أولية تضم 73 مرشحا للانتخابات الرئاسية، بينهم خليفة حفتر، إضافة إلى قائمة أخرى شملت 25 مستبعدا، منهم سيف الإسلام القذافي.
ويعود سيف الإسلام إلى الواجهة السياسية في ليبيا بعد نحو 10 أعوام من مقتل والده معمر القذافي على يد محتجين إبان ثورة 17 فبراير/ شباط 2011، التي أنهت نظام حكمه (1969 ـ 2011 م ) واسقطته 0
وفي نهاية العام 2011م ، ألقت مجموعة مسلحة القبض على سيف الإسلام، ونُقل إلى مدينة الزنتان (غرب)، وقُدّم للمحاكمة أمام القضاء. وصدر بحقه في 2015 حكم بـالإعدام رميا بالرصاص؛ لإدانته بارتكاب ( جرائم حرب ) ، خلال محاولة منه لقمع الاحتجاجات التي اندلعت في 2011م وتمكنت من أسقاط حكم والده معمر القذافي كمكا ذكرت من قبل 0
واما الدبيبة وهو من اثرياء ليبيا واسمه عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية السابقة والمعترف بها دوليا فقد تمكن من العودة للسباق الرئاسي بعد طعنه لدى محكمة الاستئناف عقب قبول محكمة طرابلس الابتدائية في وقت سابق طعون مرشحين آخرين ضده ، وكان احد الاسباب الموجبة لهذه الطعون ضده هو عدم تخليه عن منصبه كرئيس للوزراء وفق قانون الانتخابات الليبي الذي ينص على وجوب تخلي المرشح للانتخابات اذا كان مسؤولا حكوميا عن منصبه قبل ثلاثة اشهر من ترشيح نفسه 0
واما عقيلة صالح فمن المؤآخذات الانتقادية عليه انه ايد هجوما فاشلا شنته ميليشيات المشير حفتر في نيسان 2019م للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب) وكان هدف حفترمن الهجوم هو اسقاط حكومة الوفاق الوطني آنذاك وهي حكومة معترف بها دوليا ليكون هو حاكم ليبيا 0
وهو متهم ايضا من قبل مؤسسات رسمية وقوى سياسية في ليبيا بتمرير قانون الانتخابات الرئاسية الحالي بالشكل الذي يفتح بابا اوبالاحرى فتح على مصراعيه ليسمح لحفتر بترشيح نفسه للرئاسة.0
اما انا كعربي تهمني مصلحة اخواني العرب في أي مكان فاقول متوسما على لوحة افق الامل الاكرم ان المصالحة الوطنية ركن أساس ومطلب جماهيري ملح لاستقرار ليبيا ، وذلك عبر توحيد المؤسسات الرسمية ودعم الأمن ووضع آلية للمحاسبة على الفساد بمختلف اشكاله بلا هوادة وممارسة الرقابة الصارمة والشديدة على ادارة البلاد من قبل أي مؤسسة رسمية او مسؤول حكومي من اجل اصلاح المسار الاداري الحكومي 0
ويأمل الليبيون ونحن معهم نبتهل ونصلي من اجلهم أن تساهم هذه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التالية لها في حالة اجرائها في موعدها المقرر او تاجيلها الى موعد آخر في إنهاء الصراع المسلح الحفتري الذي عانى منه بلدهم الغني بالنفط والخيرات الاخرى، وذلك على خلفية دعم من دول عربية وغربية ومرتزقة أجانب منهم ( فاغنر) الروسية قاتلت مليشيا حفتر لسنوات حكومة الوفاق الوطني السابقة المعترف بها دوليا وقد ادى هذا القتال الى ارباك الاوضاع العامة في ليبيا بشكل دمر قدرات البلاد على النهوض وعطل مساعي الخيرين من ابناءها بالتعاون مع المجتمع الدولي نحو بناء ليبيا واعادة اعمارها 0
عذراً التعليقات مغلقة