جبار عبدالزهرة
النجف – العراق—
من المعروف الذي لا خلاف عليه ولا اختلاف فيه ان الجيش في أي بلد مسؤول مسؤولية كاملة عن الدفاع عن ارض البلد ضد مختلف انواع العدوان وتوفير الحماية لمواطنيه ضد أي نوع من انواع التهديد وذلك في جميع الظروف وفي جميع الاماكن داخل حدود ارض الوطن 0
وتاسيسا عليه فان اي عذر من القيادة العامة للقوات المسلحة في العراق وقد لمست هكذا عذر في ما جاء عن مصادر عسكرية لم تسمها الصحف التي ذكرت الخبر بعد مقتل العقيد ياسر علي الجوراني مدير جوازات منطقة الاعظمية في العاصمة الاتحادية بغداد والذي نصه في جريدة قريش اللندنية :- وقالت مصادر عسكرية ان جبال حمرين مناطق وعرة جدا ، لا توثر فيها عمليات قصف الطائرات غالبا، وهي اكبر ملاذ لداعش بعد اندحاره وطرده من المدن العراقية قبل اربع سنوات0
اكرر لا عذر للقوات المسلحة والمتجحفلين معها من القوات الامنية والحشد الشعبي وقوات الصحوة في عدم تمكنها بعد اندحار داعش في الموصل من وضع حد نهائي في القضاء التام على فلول عصاباتها ،مرفوض كما تقول العرب جملة وتفصيلا لان هذه القيادة هي المسؤولة مسؤولية عليا في الدفاع عن ارض العراق وعن الشعب العراقي بمختلف مكوناته وانتماءآته اينما كان على مستوى الافراد والمجموعات ضد اي عدوان سواء كان عدوانا من الداخل او من الخارج0
ان القوات المسلحة يجب ان تتوفر على قدرات قتالية فعالة في السلاح والتدريب والخبرة القتالية والاستخباراتية لرصد العدو رصدا دقيقا من اجل تحيد اماكن تواجد هذا العدو ومعرفة نوع اسلحته معرفة دقيقة لمقاتلته باسلحة تتفوق عليها نوعا واداءا ومدى ولمواجهته على طريق المباغته السريعة بشكل مؤثر وتحقيق اصابات بين صفوفه مدمرة لطاقاته السلاحية والبشرية والمعنوية لذلك فان اساليب التعبئة والسوق ومنها الاسلحة المتطورة في نوعيتها او في قدرتها التسديدية او الاطلاقية وكذلك في مدياتها مطلوبة بغية الحصول على ملاحقة دائمة ومداهمة عالية جدا لا يقف بوجهها حائل لتحقيق الاهداف العسكرية القتالية المطلوبة في توفير الامن والامان للمواطن العراقي على اي شبر من ارض العراق0
وعلى الرغم من أعلان العراق على لسان رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي عام 2017 النصر على “داعش” باستعادة كامل أراضيه من قبضة التنظيم والتي كانت تقدر بثلثي مساحة البلاد، على أثر معارك عنيفة استمرت ثلاث سنوات بدعم من تحالف دولي قادته الولايات المتحدة الأمريكية 0
بيد انه لا يفوتني هنا ان اشير الى ان حيدر العبادي حاول استغلال هذا النصر للدعاية لقائمته في الانتخابت التشريعية التي جرت وقائعها في 10/10/ 2021م بان تناول ذكر ذلك النصر على لافتات مرشحي قائمته وهو يقول :- ( من انقذ العراق من الارهاب ) واضاف اليها امرا آخرا وهو ( ومن الافلاس فهو قادر على انقاذه غدا ) غير انه لم يحصد سوى الخيبة فقائمته لم تفز ولا بمقعد واحد ومن الجدير بالذكر قوله انه انقذ العراق من الاستفلاس ولكن عبر عمل الحق اضرارا فادحة بمعيشة المواطن العراقي فقد امر برفع سقف الضرائب والرسوم القديمة الى ما لا يقل عن خمسة عشر ضعفا عن السابق المعمول به وهي جريرة لم ولن ينساها له الشعب العراقي 0
ولا بد من القول من عصابات داعش لا تزال تملك خلايا منتشرة في أرجاء البلاد وتشن هجمات في اوقات متباينة على طريقة حرب العصابات التي تتسم بالهجمات الخاطفة وتسمى قديما طريقة الكر والفر
ان الملاحقة الضعيفة وغير الدقيقة من قبل القوات المسلحة لخصوم الحكومة والشعب كانت وما تزال هي السبب الاساس لاستمرار وجود الارهاب على ارض العراق المتمثل بعصابات داعش وغيرها وقيامها بشكل دائم باثارة الارهاب على ارض الرافدين بعمليات ارهابية من حين لاخر تستهدف بها المواطنين الابرياء والمسؤولين الحكوميين 0
ان القوات المسلحة يجب ان تكون ذات عزيمة لا تلين واصرار لا يتعثر وقدرة لا تضعف وهي بذلك تجعل المستحيل ينحني امام قوتها ذليلا خائرا لا يحول في طريقها حائل الا وازاحته ولا يقف في وجهها عائق الا وذللته ولا تقوم لها عثرة الا وسوتها فاي عذر لها في تواجد عصابات داعش في جبال حمرين منذ اندحارها في العام 2017م تلوذ بين تضاريس هشة ووعورة ميثاء فتجد القوات المسلحة لنفسها عذرا لكي تتقاسع عن شن هجوم كاسح على فلول داعش في هذه المناطق وتقضي على المتواجدين فيها من العصابات الاجرامية 0
في العام 2019م وتحديدا بتاريخ 22/10/2019 م نقلت وكالة الانباء العراقية الرسمية عن وزير الداخلية في ذلك الوقت ياسين الياسري قوله :- إن “قائد الفرقة الرابعة شرطة اتحادية اللواء الركن علي اللامي استشهد أثناء التصدي لاعتداء من قبل عصابات داعش الإرهابي في محافظة صلاح الدين شمالي البلاد في منطقة يقال لها (مطيبيجة) وفي حينها تحركت القوات المسلحة مع الحشد الشعبي لتصفية هذه الجيوب الداعشية في هذه المنطقة 0
ورغم مضي ثلاث سنوات على هذه الجريمة فان الجرائم اللاحقة ومنها مقتل الجوراني وما حدث قبله من مؤشرات واقعية اكدت ان الجيش والمتجحفلين معه لم يفعلوا شيئا يذكرللخلايا الارهابية المتمترسة بجبال حمرين ومن هذه المؤشرات ما وقعت من اعمال دموية في العام 2021م في قضاء المقدادية في محافظة ديالى بين بني تميم الشيعة في قرية الهواشة والسنة في قرية الامام وهي مجزرة تتحمل مسؤوليتها القوات المسلحة كاملة لعدم تعاملها القتالي المطلوب في تصفية الخارجين على القانون في هذه المنطقة وتوفير الحماية اللازمة للمواطنين العراقيين وهي من اولويات وجباتهم الحمايوية والدفاعية ، ورغم استمرار العمليات العسكرية فيها فانه لم يتحقق الهف المطلوب وهو القضاء التام والمبرم على عصابات الاجرام والذي يشكل دليلا على فشل الحكومة في تصفية خصمها وخصم الشعب وهوالخصم الاجرامي الدموي 0
ونفس العصابات اليوم تتحرك بحرية كاملة لغياب المتابعة والمراقبة الحقيقيتين لها كما تحركت بالامس وستتحرك غدا في هذه المنطقة بحثا عن صيد تنفذ فيه جرائمها المعادية للشعب العراقي فعثرت على الجوراني فكان صيدا لا يقدربثمن بالنسبة لها فهو ضابط برتبة كبيرة وينتمي الى مكون طالما اعتبرته داعش كافرا وقتله حلالا 0
ومن هنا يتبين الخلل الفاضح في اعمال وخطط ملاحقة الخارجين على القانون وكذلك في الاعمال الدفاعية التي تقوم بها القوات المسلحة المشتركة في هذه الارض ويتبين بوضوح التقصير في اداء المهمات الاستخباراتية والقتالية المناطة بها0
واجدني كضابط كنت في الجيش العراقي متقاعد الان ان المطلوب بعد تكرار الماساة الارهابية ردا عليها وعلى آخرى مستقبلي غيرها من القيادة العامة للقوات المسلحة ان تتعامل مع ارض العراق على انها ساحة حرب بالكامل من الجنوب الى الشمال ومن الشرق الى الغرب وان تتعامل مع اية منطقة منها يتواجد فيها ارهاب او عصابات خارجة على القانون على انها تشكل جبهة حرب وان تتعامل مع منطقة جبال حمرين على مستوى (جبهة حرب) وتمنع دخولها او الاقتراب منها من قبل المدنيين والسواح والمصطافين وممارسي هواية او رياضة الصيد والاثريين0
ثم تقوم بتشكيل قيادة مشتركة خاصة بكل جبهة حرب تتولى التخطيط للمعارك وادارتها وتاخذ بعين الاعتبار يان اهم شيء في قتال المدن والمناطق الوعرة ومنها التلال والمناطق الجبلية هو ادامة زخم الهجوم بهدف عدم السماح للعدو للقيام في هجوم مقابل فان الاعمال التي يقوم بها الارهاب اليوم في مدن العراق والمناطق الاخرى غير المأهولة هي تندرج ضمن دائرة الهجوم المقابل0
ان ملاحقة العدو المستمرة ومداهمة اماكن تواجده في جميع الاقوات مع استخدام عنصري المباغتة والمناورة لتفويت الفرصة عليه في الاستفادة من عامل الوقت او الاستفادة من اعمال الغش والتخفي والتمويه كل ذلك سوف يشل قدرته على اعادة تنظيم صفوفه ويؤدي الى انهياره التام 0
ان سماح السلطات لهذا الضابط الكبير وربما هناك من سبقه من كبار العسكريين وكانت داعش ترصد تحركاتهم في هذه المنطقة فتمكنت من اختطافه مع رفاقه واعتقد بطريقة استدراجية بان تقدم اليهم البعض من افراد داعش وقام بالقاء التحية عليهم وهو يبتسم لهم ثم سلم عليهم بحرارة وربما عانقهم باسم الاخوة وصلة الرحم العراقية ورحب بهم اجمل ترحيب ودعاهم لضيافته والح عليهم في ذلك فذهبوا معه دون ان يداخلهم الشك في نيته العدوانية وبعد ان اوصلهم الى مكان الخطف اعتقلهم وقادهم الى مصير الموت 0
ان الذنب هو ذنب السلطات العراقية وهو ذنب قبيح بلا شك كيف سمحت لضباط كبار بالقيام برحلة الى هذه المنطقة الخطرة ومن ثم بعد الايقاع بهم من قبل داعش حاولت التماس العذر لنفسها والتنصل من مسؤوليتها بعدم تمكنها من دحر هذه العصابات بحجة وعورة ارض منطقة حمرين هو اقبح من عذرها 0
عذراً التعليقات مغلقة