/
الطيب محمد جاده
كاتب من السودان
دارفور جرحك يؤلمني وانا أراكِ أسيرة بين ايدي المليشيات ودموع المطبلين قتلوكِ يا حبيبتي وقالو نحن مارقين ، مازال الجرج ينزف يا حبيبتي بايدي المليشيات الذين قتلوا ابنائكِ وقالو عنهم خارجين ،
أتألم يا حبيبتي دارفور لحالك وانا اراكِ تصبحي وتمسي وانتي حزينة غاب عنكِ الفرح وهجرت أيامك السعادة فلم اعد اسمع تغاريد الطيور وسط اصوات الرصاص ،
قتلوكِ يا حبيبتي فأصبحنا تائهين ، مازال جرحك ينزف منذو سنين ومازال المليشيات يشربون من النزيف وقالو عنه كاسا من تسنيم فهل تبدل الدين يا دارفور واصبحنا نعيش زمن الجاهلين .
دارفور تؤلمني وانا أراها سجينة خلف القضبان تعاني مرار السنين ، دارفور تؤلمني وانا ارى اهلي مشردين يعانون قسوة الحياة ونحن صامتين وكأننا ليس منهم فعجبا منا لهذا الحد اصبحنا متخازلين ، لا نقدر على مساعدة اهلنا وهم يعانون ، ستضيع حبيبتي دارفور ايها الشعب فلا تكونوا من المتفرجين أليس فيكم رجلا رشيد يجمع القلوب على كلمة سوا ويعرف كيف يغيير الواقع الاليم ام ضاعت الحكمة واصبحنا لانعرف الا كلام التخوين ،
مازال الجرح يؤلم حبيبتي فمن يملك له دواء ليريحها من الانين من يملك ذاك البلسم الشافي ليوقف النزيف من يمتلك مياه الحياة ليعيد لدارفور الحياة من جديد قبل ان تموت فنصبح تائهين .
دارفور ..تبكي طعنات السنين ..وعزة فخر الشهداء والمناضلين لغة مقهورة في شفة طفل حزين ..موت امرأة تحت أقدام الظالمين ..واندثار وتمزيق أشلاء أطفال من الرحم قادمين دارفور تبكي ..وتبكي كالمساكين ..كالمحتاجين كالذليل الذي تحتقره أنظار الحاضرين ..كتوهج حارقٍ ألهب ببيداء الغارقين ..
دارفور كانت شامخة بنورها واليوم أمست أطلال من وحل وطين . حضارات يشهد لها جل العالمين ..وأمومة تنهشها أنياب الحاقدين ..وأنوثة تمزقت على أيدي المليشيات ، دارفور نهر يضج بالدماء ..وسيدة تلد الشهداء ..لم تكون نهاية المأساة في دارفور قطعا غدا ولا بعد غد .
عذراً التعليقات مغلقة