شطحات الدراويش.. قصة قصيرة للكاتب المغربي رشيد سكري

شطحات الدراويش.. قصة قصيرة للكاتب المغربي رشيد سكري

آخر تحديث : السبت 11 ديسمبر 2021 - 10:04 صباحًا

 قصة قصيرة 

                                     شطحات الدراويش 

                                                                                   

Screenshot 2021 01 17 at 15.49.18 e1610898713403 - قريش

رشيد سكري 

قاص من المغرب

   يكفيني مع هذا الرسم أن تستدير و تدور مثل خذروف في يد الصبايا . وكان هرجهم ومرجهم يملأ المكان ؛ فيظهر لك أثر على لوحة مجهولة النسب والمصدر .

أن تباعد بين حرف وآخر ، أو أن تجعل من كوشات ألوان إيقاعا تتناغم فيه أصواتا ، وتتصادى بعيدا بين الظل والماء .. في هذا المرسم الكائن في شارع ليوطي عند الانعطافة العظمى المطلة على إقامة ماري دي بيريز، وجدنا ، أنا وهو ، المرأة التي نبحث عنها .

جنون و أناقة … 

هكذا مليئة ببهاء … وجمالها يعج بفراغات كخط عربي قديم . وجهها تتوسطه شامة عسلية كغرة فرس لاغب ، ألغبته فلاة وفياف . نادلها رجل عجوز أشمط الشعر يرتدي قفازات بيضاء . رفع عينيه ، في اتجاهنا ، يعلوهما حاجبين كثيفين . وقال :

       ـ أي خدمة ساداتي الأعزاء ؟  

أجابه صاحبي ، بصوت خفيظ 

      ـ  رسامون ، سيدي ، نبحث عن لوحة تضارع جوكاندا دفينتشي 

تبسم على ثنيتين فضيتين ، و أخد يخطو إلى الوراء وعبراته حسام وجد لا يخطئ بها صاحبته . رفع قبعته عاليا ، ودار حول جسده المهزوز في رقصة الدراويش… وانحى كراقص البالي إجلالا لهذا الثغر المبسام .  

  على السجاد المزخرف ، تناثرت حبات اللؤلؤ بدوائر تضيق على شكل بتلات داخل نجوم سداسية … أرخت المرأة رجليها البضتين على المصطبة ؛ فارتفع فستان أليغرا الفاتن إلى الأعلى من ركبتيها … فتسارع نادلها إلى خفضه ، وابتسامته لم تبرح وجهه المدور الداكن.

هزت كتفيها إلى الأعلى قليلا ، فاستدارت بوجهها نحو زخارف هندسية مشنوقة على جدار فسيفسائية … 

ـ ها هي لقطة العمر … إنها السعادة ,وأنت تباشر رسما في مرسم تعبت من أجله أياما وليالي…

ابتسمي … سيدتي …

ابتسمت ، فكانت لوحة شديدة التناسق و التوافق .  

القصة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن   

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com