فاضل المناصفة
لم يكتف حسن نصر الله بما يعانيه لبنان من أزمات داخلية وخارجية، بل راح يصب الزيت على النار ليجدد لهيب التوتر في العلاقات السعودية اللبنانية من خلال تصريحات ان دلت على شيئ فإنما تدل على حجم انزعاج إيران من السعودية، وان كان الناطق الرسمي لها في لبنان يحمل أيضا الكثير من مشاعر الكراهية اتجاه دول الخليج بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة، كيف لا وهي التي تريد كف يده العابثة باستقرار البلد، وتضع وقف نفوذ إيران على رأس قائمة شروطها لعودة العلاقات مع لبنان.
ضربات موجعة تلقتها إيران مؤخرا، سواءا في اليمن أو في لبنان جعلتها تطلب من مندوبها في لبنان بأن يتحرك عاجلا لزيادة حجم الفجوة بين دول الخليج ولبنان، خاصة بعد انقشاع الضباب الذي خلفه القرداحي.
لم يكتف نصر الله بما حل باللبنانين في الداخل من معاناة، بل راح يلاحق اللبنانين في الخارج ويعمق من مشاكلهم ويضعهم تحت رحمة ايران ولعبتها القذرة التي تريد تدمير لبنان نهائيا، ومن ثم شراءه بدراهم بخسه وتسليمه لحزب الله ليعبث به كيف ما شاء .
ولحسن الحظ أن الرد اللبناني أتى سريعا، اذ اكدت جميع الاطراف السياسية على خلاف توجهاتها بأنها تعارض خطاب نصر الله جملة وتفصيلا وتحمله المسؤولية الشخصية لكل كلمة أراد من خلالها أن يشوش بها مجددا على عودة لبنان الى علاقاتها الطبيعية مع دول الخليج. كما حملت ردود السياسيين، هجوما مباشرا على مشروع نصر الله الايراني، الذي يرمي الى عزل لبنان نهائيا وقطع تواصله مع دول الخليج.
اتهم نصر الله السعودية بتصدير داعش الى دول المنطقة، ولكنه في نفس الوقت حذرها من محاولة داعش لاستهدافها! أي صنف من المخدرات يتعاطاه نصر الله، ليخرج بكلام لا منطق له: فهل يعقل يأن يعض الكلب يد مالكه ؟ وهل داعش أكثر خطرا من ميليشيا إيران التي تفتك بالعراق وتدمر سوريا وتعزل اليمن عن العالم؟ هل يجرؤ نصر الله على قول الحقيقة في ان ايران هي من أطالت أمد الحرب في اليمن ؟ وهل يجرؤ أن يطلب منها أن ترسل مساعدات لليمنيين بدل القنابل والصواريخ التي تهديها لهم؟ لماذا لا يطلب نصر الله من ايران أن تكف عن احتجاز واستهداف السفن المارة عبر خليج العرب ولماذا لا يطلب منها الكف عن تخريبها للعراق والزج به في حرب طائفية ولماذا لا يتذكر نصر الله أن ايران لم تطلق صاروخا واحد باتجاه ما تسميه «العدو الصهيوني” ولكنها لا تتوانى عن اطلاقه باتجاه أراضي سعودية عن طريق كتيبة الحوثيين المتواجدة في اليمن ؟
ان هجوم نصر الله على السعودية يؤكد أن الأمور تسير في الطريق الصحيح لعودة العلاقات مع الممثل الشرعي للبنانيين، كما ان محاولته لتعكير الأجواء مجددا لا يصب في مصلحة اللبنانيين، بل هو مطلب ايراني يهدف الى ابقاء لبنان في حالة العزلة التي تزيد نفوذها فيه .
سيفعل نصر الله أي شيئ من أجل المحافظة على نفوذ ايران في لبنان، وقد يشن حربا ضد أي جهة تريد عزله أو تحاول التقارب مع دول الخليج لأن عودة لبنان الى مكانه الطبيعي يعني فشل المشروع الايراني في الاستيلاء عليه وتحويله لمقاطعة إيرانية، وقد تعود سلسلة الاغتيالات السياسية الى لبنان مجددا، لتحذر أي جهة من التقارب مع دول الخليج…لقد عودتنا الميليشيات على أنها تحرق الأخضر واليابس من أجل البقاء، وهذا تماما ماستسلكه مليشيا ايران في لبنان، فإما البقاء أو الخراب
عذراً التعليقات مغلقة