محمد واني
كاتب كردي
منذ ان دار الصراع بين اٍبنَي آدم “قابيل”و”هابيل”، يظل هناك خير وشر وفساد وإصلاح الى يوم القيامة ، كلٌ منهما لديه انصار ومريديه. الحروب والغزوات والاهوال التي حلت وتحل بالانسان جرت نتيجة الصراع بين اهل الحق واهل الباطل او بين المصلحين والمفسدين ، قابيل قتل هابيل لانه اعتقد انه اعز منه شأنا منه واعظم مكانة لذلك سمح لنفسه ان يأخذ اكثر من حقه المعلوم من خلال سلب حقوق اخيه ولم يجد بدا من قتله وازاحته عن طريقه ، لانه ليس من النوع الذي يتنازل عن حقه بسهولة ولايخاف التهديد وقد جرب معه وفشل! لذلك طوّع نفسه في النهاية قتل اخيه فقتله واستولى على ماله واملاكه وظن انه بذلك قد حقق حلمه ولكنه لم يحققه ابدا وخسر ما كان يخطط له واصبح من النادمين على هذه الصفقة الخاسرة!
وان كان الفساد مدعوم من علية القوم وكبار الشخصيات ورجال سياسة بارزين امثال فرعون وهامان وقارون ثلاثي السياسة والمال والقوة المسلحة ، فان الاصلاح تدعمه مصلحين و انبياء وفقراء وعبيد وعوام القوم امثال النبي محمد وصهيب وعماروبلال.. كل الانبياء وتابعيهم تعرضوا الى معاناة شديدة وعذاب اليم من قبل الفاسدين المهيمنين على مقدرات المجتمع والدولة والجيش وميليشيات (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) تسعة ميليشيات يتحكمون بدولة “الثمود” ،فما بالك بالعراق الذي ترتع فيه فصائل مسلحة لاتعد ولاتحصى تتحدى الحكومة وتتحكم في بعض مفاصل الدولة الأساسية!
وامام قوى الشر هذه برزت قوى الخيرالتي يمثلها المحتجون التشرينيون المناهضون لسياسة الفساد والتبعية والقمع التي تمارسها هذه الفصائل ومن وراء هؤلاء المنتفضون الخيرون يأتي إقليم كردستان الذي يتعرض لحصار شامل وعقوبات قاسية من قبل الأحزاب السياسية وفصائلها المسلحة منذ 2014 وتتعرض مطاراتها بين حين وآخر لصواريخها وطائراتها المسيرة! والحكومة العراقية عاجزة عن فعل شيء لانها اقوى منها!
ففيما تهدد قادة تلك الفصائل بالاقتصاص من الإقليم ويصفونه “بإسرائيل الثانية!” فان أربيل العاصمة تتعرض لهحمات مستمرة بالصواريخ والدرونات..
وفي تهديد واضح بأجتياح الإقليم واعادته الى الحضن العراقي قال”باقرالزبيدي” وزير الداخلية الأسبق الذي اندلعت في زمنه الحرب الاهلية ” 2006 و2007 ” والتي راح ضحيتها مئات الالاف من الطرفين السنة والشيعة ، يقول الزبيدي ؛(قادمون يا خريف الجبل، قلناها حين قرر الانفصاليون الاحتفاظ ببعشيقة، قادمون يا بعشيقة. وقلناها بوجه المحافظ الهارب، قادمون يا كركوك” وكما توعد ، فقد اعادوا المدينة الكردستانية الى العراق بقوة السلاح.
إزاء هذه التهديدات والهجمات المتكررة من قبل سياسيين وقادة الفصائل “الشريرة” ابدى قادة الإقليم مرونة سياسية ومبادرات إنسانية متواصلة” لترسیخ دعائم السلام والتعایش والتسامح ونبذ التطرف والفتن” في العراق كما دعا اليه رئيس الإقليم”نيجيرفان بارزاني” في تغريدة له بمناسبة اليوم الدولي للعيش معاً في سلام!
ونصح قادة بغداد ان يستجيبوا لمبادرة السلام العادل ونبذ الفرقة والخصام والاحقاد الطائفية ، فالعلاج الوحيد لجروح الحرب والإرهاب في العراق “هو فقط التسامح والتساهل والصفح، وهذا بالذات مطلب الله من عباده، وصية الله لنا ان يكون لنا قلب صاف، خال من الحقد، بعيد عن التفرقة والخداع ورغبة القصاص!”.
عذراً التعليقات مغلقة