د. فخري مشكور
سأختزل عناوين ألتبجيل وألتوقير كلها من (فخامة) و(دولة) و(معالي) و(سعادة ) أختصرها بعنوان واحد أظنه الاقرب الى نفسك وأخاطبك ب (حجي ) !رغم علمي ايها ألحاج ابا اسراء ان ألدول لايبنيها (الحاج) و(السيد )و(الزاير) بل يشيدها ويعلي صروحها ألسياسي ألوطني ألغيور ومعه المهندس الكفوء، والاقتصادي الضليع، وعالم الذرة الفذ ، والطبيب الحاذق ، والقائد الاداري الناجح ، والاستاذ الجامعي المخلص…رغم يقيني بذلك الا انني سأقر بانك حاولت ان تكون زعيما ذات لحظة، وصدّقت بمن اضفوا عليك هذه (الكاريزما) ، أو خدعوك بها ،
غير أنك اكتشفت بعد حين ،مثلما اكتشف مريدوك واتباعك ، ان بدلة الزعامة كانت فضفاضة عليك لدرجة انك ضعت بين طياتها !ألزعماء يصنعهم ألتاريخ أيها الحاج وليس الغوغاء الذين يهتفون (علي وياك علي)،
والزعيم اللامع انما هو نتاج مسيرة نضالية قاسية ، وحصيلة لظرف تاريخي يندر تكراره ، والزعماء هم ابناء الاوطان وليسوا ابناء الطوائف ، والكهوف السياسية المظلمة!لا بأس ان تكون زعيما فالشيعة بامس الحاجة الى زعيم معاصر يعيد لهم امجاد قادتهم الكبار في العصر الحديث أمثال محمد الصدر ،وفاضل الجمالي، وصالح جبر وعبدالوهاب مرجان ، ولا بأس ان تكون ثائرا ضد الاحتلال الاجنبي لبلادك كما كان جدك محمد حسن ابو المحاسن ، أو كما فعل محمد سعيد الحبوبي في مواجهة الاحتلال البريطاني ،
ولا بأس ان تدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وتجادلهم بالتي هي أحسن كما امرك حزبك الذي اشتق أسمه من الآية الكريمة لكن ذلك لن يتحقق لك وانت تجمع من حولك جوقة من الكذابين والمرتزقة والمتهافتين على المناصب ،وسراق المال العام الذين يتلبسهم جوع عتيق لم يفلحوا بالتحرر منه!لو اجتمعت الخصال الحسنة كلها في شخصية السياسي تبقى اليد النظيفة والنفس العفيفة الميزة الأهم التي بدونها لايصبح الحاكم قائدا ، أو زعيما بل يبقى مجرد طالب سلطة يبحث عن المغانم الرخيصة ،
واستطيع القول، بكل أسف، ان اغراءات السلطة افقدتك عفتك ، وأبقتك سلطويا ، متشبثا بالمنصب ، وطامعا بالمال ، و كنت على استعداد تام ان تبيع العراق كله ، وتحرقه ببشره وشجره وحجره مقابل ان تبقى رئيسا لحكومة عجزت عن حماية نفسها وهي مختبئة في المربع الحصين!
ألزعيم ألوطني لايكذب وانت قد كذبت مرات ومرات وعلى رؤوس الاشهاد، وألزعيم لايسرق وانت اضعت موازنات بأكملها ، واهدرت ثروات تكفي لبناء دول من العدم ، وأعطيت مالاتملك لمن لايستحق، وأصهارك وسيلة ايضاح لفساد الحاشية في تسلطهم على مقدرات البلاد والعباد ،
والزعيم يواجه خصومه بقيم ومروءة الفرسان وأنت تغدر وتفجر ، وتتحين الفرص للايقاع بمنافسيك ، وتوظف القضاء لتجعل من الحق باطلا ومن الباطل حقا!
أتعلم أيها الحاج ان دوامة الكتلة الاكبر التي دخلنا في دهليزها اليوم هي واحدة من أحابيل ألمكر التي استخدمتها للاحتفاظ بالسلطة وليكن بعد ذلك الطوفان ، أتعلم انك أهنت جيشا كان في زمن ما واحدا من أهم الجيوش وأكثرها قوة ومراسا وبأسا عندما أوكلت للفاسدين والفاشلين والجبناء واللصوص مسؤولية قيادته وألتحكم به؟!
أتعلم ايها الحاج أبا اسراء انك لو اعترفت بهزيمة 9 حزيران عام 2014 على يد تنظيم داعش كما اعترف جمال عبد الناصر في حزيران عام 1967 لكنت قد احتفظت ببعض الهيبة والاحترام عند العراقيين، لكن مكابرتك ، وكذبك، وتهربك من المسؤولية ، وتعليق النكسة على شماعةٍ غير شماعتك انهت البقية الباقية من وطنيتك وصدقيتك.
مازلت تحمّل ( الشركاء) مسؤولية الفشل والانتكاسات وألهزائم وألدمار الذي حل بالعراق ،
وأود هنا ان اذكرك بقضية هي الاشد وضوحا على انك وحدك تتحمل الهزيمة ولا أحد يتحمل معك شيئا منها!ألم تكن، لحظة سقوط الموصل واخواتها من مدن العراق، قائدا عاما للقوات المسلحة، ووزيرا للدفاع والداخلية والامن الوطني والمخابرات؟ ألم تشكل هذه العناوين مجتمعة مايعرف ب ( مجلس الامن القومي) ..
بمعنى آخر انك كنت (مجلس الامن القومي) ألذي يتولى حماية حدود البلاد والدفاع عنها ولا أحد ينافسك أو ينازعك في ذلك!هل كان لأحد أن يشاركك القرار الامني وانت (مجلس الامن القومي ) بكامل أعضائه ؟
ماذا لو كنت قد انتصرت على داعش ، وحافظت على المدن العراقية من السقوط ، هل تمنح شركاءك شيئا من ذلك ( النصر ) ام تحتكره لنفسك؟!
أبا اسراء ….أستحلفك باسراء وزوجها ،وحوراء وبعلها وهم أغلى الناس عندك ، واستحلفك بأسباطك وأحفادك ، بياسر صخيل ، وبأبي رحاب ، أن تترك العراق يطبب جراحاته التي تركتها غائرة في جسده!أيها ألحاج تأمل قليلا في مخلفات حكمك ، دع شريط الفواجع يمر أمام ناظريك ، اترك خيالك يصور لك جانبا من فاجعة سبايكر بشهدائها وأيتامها وأراملها ،
وكارثة سقوط الموصل وتكريت والرمادي وجرف الصخر وبيجي وغيرها من مدن العراق؟لو كان سياسي آخر غيرك يحكم العراق ، وتسبب في كل تلك الفواجع ألم تجيش الجيوش لاسقاطه واتهامه بالخيانة العظمى؟
حسب علمي فانك تعاني من حزمة امراض من بينها السكر والضغط وقد اقتربت من عتبة السبعين ، أما آن لك ان تستريح وتتفرغ للعبادة لتكفر عن نفسك آثام السنوات العجاف عسى رب العزة أن يغفر لك بعضا مما اقترفت من كبائر اقلها تسببك في قتل الآلاف من الابرياء سواء بقصد او بسوء ادارة وفشل وغباء!
ألشعب لن يغفر لك مافعلت لكن الله سبحانه غفار رحيم فاطلب مغفرته واخلد للراحة وارح الناس من كابوس اسمه نوري المالكي.
عذراً التعليقات مغلقة