محمد شاكر
شاعر من المغرب
قد تجري الآمال بما تشتهي…
(شذرات)
الطرقات،بلا دليل..
بلا أثر يشبه الغريب
ينبه استعارات العبور..
فتمشي ذاكرة الخطو
على إيقاع المعنى .
هذه المدينة…
حجبت دفاترها عن الغريب.
لا يدري كيف يقرأ سرها المكنون ،
على ضوء القلب..
يفك طلاسم البياض.
يلوح لي من وراء الأفق،
بيتي الخشبي القديم،
غارقا في غيم العمر.
وأنا لا أملك جناحي عصفور ،
بهما أطير إلى وكنه.
الجدران تعلو بطمأنينة شاهقة
وأنا أمشي في سفح التيه
قزما..
شرفات كلامه مغلقة.
أنوء بثقل الأمكنة،
محشورة في مزودة الذاكرة..
ولا ركن لي،
أنيخ عليه تعب العمر،
في الساعة الخاسرة.
ما الذي يفعله بنا المكان..؟
يسكننا،ثم يرمي بنا
إلى عراء الحنين ،والسؤال…
بلا سكن ولا مكان.
كما لو زلزلت تربة أعماقه،
يعيد ترميم دارسها
بطين الكلام..
لعله يجوس الحنايا،
موفور الإشراق.
هو دائما يكتب في السراء والضراء،
يصوغ من الهزائم نصرا،
حتى لا يخبو الصوت،
ويشمله التلاشي.
يعلل النفس بصرير الباب،
في إيقاعه الرتيب..
لعل أنسا يهب من فراغ
ويشعل صمت الردهات.
في الجهة التي لا تفضي إلى شيء،
يتربص بباب الأمل،
لعل ريحا توارب دفته..
ويرى ما لا يرى .
قد تجري الآمال بما تشتهي،
وإن عصفت ريح،
أوجعت شراع حب.
على مرمى شط،ترسو عليه،
وتنسى،مشاكسة الأمواج.
خاص لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة