بيروت- قريش :
انبثقت عن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي خسر الحكم في العراق مع الاحتلال الامريكي للبلاد العام ٢٠٠٣ ، قيادة جديدة حملت اسما غريبا لا يوجد في ادبيات الحزب الذي تأسس العام ١٩٤٧ في دمشق ، بحسب قيادي بعثي سابق . حيث جرى الاعلان عن ولادة التنسيقية القطرية للبعث في اشارة الى قطر العراق وخاصة به ، إذ لا يزال الانقسام واضحا منذ اختيار قيادة بديلة بعد وفاة عزة الدوري امين عام الحزب .
ولم يُعرف بشكل علني اي اسم من اعضاء التشكيل البعثي الجديد.
بيان التنسيقية حمل على تدخلات ايران والنظام السوري وحسن نصرالله في شوون حزب البعث بحسب نصه ، وجرى التذكير بالولاء لافكار وسياسة ونهج ميشيل عفلق مؤسس البعث الذي رحل في الثمانينات، كما ورد اسم عزة الدوري ، لكن اللافت ان اسم صدام حسين لم يرد في بيان التنسيقية القطرية، التشكيل الجديد في احدث انشقاق لحزب البعث الذي يعيش اتعس حالات التشرذم وعدم الفاعلية والغياب عن الساحات السياسية في العراق والدول العربية.
وقال القيادي السابق ان البعث يمر بفترة استعادة هويته التي جهرها صدام حسين له شخصيا ، وصارت البعثية تعني الصدامية وحين انتهت الصدامية باتت البعثية تواجه خطر التفكك والتلاشي لولا وجود نواة هن واخرى هناك ، لكن دون المستوى المطلوب للنهوض بالحزب مرة ثانية بعد استفحال اختراق المخابرات السورية والايرانية والامريكية بين صفوفه .
نص البيان :
2022 |
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
حزب البعث العربي الاشتراكي قطر العراق – التنسيقية القطرية :سيبقى البعث مقبرة لاي انحراف وامينا على هويته وتاريخه ونضاله |
ايها الرفاق المناضلون في وطننا العربي الكبير لم يكد يمضي اسبوع واحد على انتهاء الاجتماع التشاوري ونشر التقرير عن اعماله وبيانه حتى بدات الاتصالات تترى من قبل الرفاق اعضاء الفروع والمكاتب والشعب والفرق والاعضاء داخل وخارج القطر مطالبين كلهم وبحماس منقطع النظير بالارتباط بالتنسيقة القطرية لكي يساهموا في انقاذ الحزب من مخطط اجتثاثه من داخله،وبدات التنسيقية بعملية استقطاب المنظمات الحزبية وباشرت باعادة هيكلة الحزب التي مازالت تجري على قدم وساق وعلى مدار الساعة، وكل هذا تم نتيجة الخلل الفادح الذي تسببت به العناصر المرتدة التي فرضت على التنظيم في قطر العراق وبخلاف النظام الداخلي، وبعد ان نشرت عمدا وبتخطيط مسبق ظواهر تفكك المنظمات الحزبية وتوقف نشاطاتها خصوصا الانسحاب من الانتفاضة التشرينية المباركة وانصراف هذه العناصر لممارسة اساليب لااخلاقية بتلفيق الاكاذيب ضد رفاق مناضلين. ان التنسيقية القطرية تشعر بالفخر والاعتزاز بالرفاق جميعا لشعورهم العالي بالمسؤولية واصرارهم على المحافظة على سمعة الحزب ووحدته التنظيمية، ولكن بنفس الوقت واكثر مما مضى تمسكهم بحتمية المحافظة على هويته القومية الاشتراكية ورفض التخلى عن استراتيجيته القومية ومواصلة رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني ومقاومة محاولة المرتدين التخلي عن الاشتراكية مقابل قبول الليبرالية والتبعية للغرب بديلا عنها، مثلما تمسكت التنسيقية القطرية بالرفض المطلق لاي خطوة تتناقض مع نصوص وروح النظام الداخلي للحزب والتي مورست علنا وبصورة متكررة باستبدال النظام الداخلي بنزعة استبدادية تمثلت في قرارات الاقصاء التي لم تسبقها اي تحقيقات كما ينص النظام الداخلي وتلك اهم مظاهر الردة. لقد اثبتت الفترة القصيرة الماضية صحة مواقف القادة والكوادر التي عبروا عنها داخل قيادة قطر العراق لاكثر من عام وكان ابرزها المطلب الذي قد يبدو غريبا لمن لا يعرف حقيقة الازمة وهو الدعوة لعقد اجتماع للقيادة القطرية بكامل هيئتها لحل الازمة واعادة الامور الى نصابها بعد ان جمدت القيادة القطرية بصورة قسرية ومنحت صلاحياتها لمن عين امينا للسر،ولكن الفئة المنحرفة رفضت لمدة عام عقد اجتماع للقيادة بكامل هيئتها ومارست اسلوب التكتل التامري بالاتصال بجزء من اعضاء القيادة وتهديدهم بصورة علنية بعد تعاظم مقاومة قرار فرض امين سر القطر بالقوه. كما ان المطلب الاخر الذي يبدو غريبا والذي ركز عليه الرفاق في قيادة قطر العراق ثم القادة والكوادر فيما بعد وهو الدعوة لعقد مؤتمر قطري منتخب ليقرر مصير الحزب في العراق وينتخب قيادة قطرية لان ذلك هو الطريق الوحيد لحل ازمة الحزب في العراق والتمهيد لحل الازمة في الوطن العربي عبر عقد مؤتمرات قطرية تتوج بمؤتمر قومي منتخب بصورة فعلية ينتخب قيادة قومية تتولى ممارسة دورها القومي بصوره سليمة بعيدا عن التعيينات الكيفية فيها ولاجل انهاء التقصير الكامل للحزب على المستوى القومي واكتفاء المرتدين ببيانات متناقضة مع خط الحزب.ولكن من يستخدم اسم القيادة القومية لامرار خطة اجتثاث البعث من داخله رفضت بشده كلا المطلبين الشرعيين، وكان ذلك الرفض تاكيد قاطع لتنفيذ هؤلاء مؤامرة خطيرة على الحزب تبدأ بعزله عن كوادره وقواعده في الوطن العربي كله وليس في العراق فقط، واكبر دليل على ذلك هو الزلزال الذي احدثته انتفاضة احرار البعث في العراق في تونس والجزائر والاردن والسودان وبقية الاقطار، ومازالت الانتفاضة تتفاعل وتتسع في كل الوطن العربي، ووصل الحال الى حد توجيه نقد شديد لما يسمى القيادة القومية في مؤتمر قطر لبنان حيث اكد اكثر من رفيق شارك فيه عدم شرعيتها، واذا كان مؤتمر قطر لبنان قد شهد هذا الرفض الجامح للدور التخريبي لزمرة الردة رغم ان الحزب هناك خاضع لابتزاز حسن نصرالله وتأثيراته المخابراتية داخل التنظيم فذلك يؤكد بان الرفاق وصلوا مرحلة عدم تحمل الانحرافات الوقحة عن هوية الحزب وقيمه الاخلاقية ونظامه الداخلي، وهكذا دحض ادعاء المرتدين بان الازمة سببها شخص واحد وبدوافع شخصية.ان حالة الحزب الخطيرة تثبت بان مطلب الاعداد لمؤتمرات قطرية في كل الاقطار تتوج بمؤتمر قومي هو المخرج الوحيد من الازمة والذي يحمي وحدة الحزب وهويته في ان واحد، فالمؤتمرات الانتخابية هي التي تملك وحدها الشرعية وبدونها سيستمر الحزب في التراجع، ولكي تكون ناجحة فان من حق كل الرفاق المؤهلين لحضورها وبلا اي استثناء حق حضورها، ولكن زمرة الردة رفضت ذلك بشدة طوال عام واكثر ورفضها نابع من الخشية من دحر مخطط سيطرتها بوسائل القهر والتكتل على الحزب لاجل فرض خط سياسي وفكري عليه مناقضان لخط الحزب وينسجم مع مواقف ايران والنظام السوري وهي الحقيقة الاكثر خطورة والتي كشف عنها الرفيق عزة ابراهيم في اخر رسائله قبل رحيله ب17 يوما، ولان المطلوب اساسا هو انقاذ الحزب من ذلك الخطر المميت فان الكوادر والقادة وبعد انتخبوا التنسيقية القطرية مصممون على المحافظة وحدة الحزب واصالته وسيبذلون كل الجهود من اجل اعادة الرفاق الذين مازالوا مخلصين للحزب واصبحوا خارج التنظيم خلال العقود الماضية وهم عشرات القادة والكوادر والاف الاعضاء. ايها الرفاقان التنسيقية القطرية وقد حققت خطوات جبارة في استقطاب الجهاز الحزبي فروعا و شعبا وفرقا تؤكد انها اشد عزما على مواصلة عملية انقاذ الحزب من الانحراف متمسكة بالاصول العقائدية التي وضعها القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمه الله وكرستها المؤتمرات القومية اللاحقه.لقد اسقط الرفاق في اغلب الاقطار العربية الغطاء الزائف الذي تستخدمه زمرة الردة لدعم انحرافها وهو ادعاء انها تمثل الشرعية الحزبية وبالتالي يجب تنفيذ اوامرها مهما كانت منحرفة، وهذا غير صحيح بالمره فالمنحرف في اي شريعة لايتبع، والشرعية الحزبية تكتسب من خلال التمسك التام بعقيدة الحزب وستراتيجيته القومية لانهما نبعها الاصيل، وبقوه هذا المعيار الحاسم يمكن التمييز بين الخداع الذي تمارسه زمرة الردة عن طريق استخدام اسم الشرعية لتكريس الانحراف ودعمه وبين الدور القيادي لمؤسسة القيادة القومية والتي تحترم ويلتزم بما يصدر عنها عندما يكون من يحتل موقعا فيها متقيدا بضوابطها الحزبية وبخط الحزب، اما عندما ينحرف بعض هؤلاء فلا طاعة لهم ولا تنفيذ لتوجيهاتهم لانها غير شرعية. والرفاق الذين سجل نضالهم بأحرف من نور في تاريخ الحزب هم خير حراس لدور القيادة القومية وافضل حماة لعقيدته بنفس الوقت.فلا خداع وتضليل بعد الان تحت غطاء حماية الشرعية مادامت الشرعية هدفها الاول والاخير هو حماية وحدة الحزب والتعبير الميداني عنها هو بمواصلة النضال والعمل الحزبي وتصعيده ومنع اشعال الفتن التخريبية فيه، اما التخلي عن النضال وتجميد الحزب وتعمد خلق الفتن بين الرفاق، كما نرى ذلك في العراق وتونس والجزائر والاردن وغيره، فهو دليل قاطع على تنفيذ مؤامرة لاجتثاث البعث من داخله.فلنتمسك بصلابة المؤمن بوحدة الحزب ونبقيها في خدمة عقيدته واستراتيجيته القومية،فما قيمة وحدة الحزب اذا اصبح تحت سيطرة ايران والنظام السوري او امريكا وهو ما نراه في سوريا حيث يستخدم نظام الاسد اسم الحزب بعد ان جرده من مضمونه فشيطن الحزب بطريقة بشعة؟ الى امام ايها الرفاق في وطن الشهداء والصمود، ولنحافظ على وحدة البعث قطريا وقوميا ونقف متحدين ضد الردة، ولنبقي الحزب فاتحا ابوابه لابناءه مهما اختلفوا، ولنعزز علاقاتنا الرفاقية المبنية على الاحترام المتبادل وتجنب البذاءة،فنحن كلنا ابناء الحزب ولنا حقوق متساوية.عاش البعث طليعة الامة ورمزها الاخلاقي والنضالي ومنقذها.التنسيقية القطرية في 30-1-2022 |
شبكة البصرة |
الاحد 27 جماد الثاني 1443 / 30 كانون الثاني 2022 |
عذراً التعليقات مغلقة