أمسحُ الأرض من دموعكم.. فأنزل عميقاً في قلوبكم
هشام استيتو
شاعر من المغرب
افرش لي التراب
لكي تنمو في بلادي
باب جنة
أنا بذرة الحب
أمسح بيدي
الشقاء عن جبينكم
وعلى عجل
جئت لأصل الأرض
بالسماء
اختبأت خجلا
من دموعكم
لأني نزلت كالسر
عميقا في قلوبكم
كنت ألهو مع العصافير
وأحدث الشجر
عن غياب المطر
وكانت السماء وديعة
ترسم الموج
على عيني
سمعت نداء من النهر
أو ربما تبعت كرتي
ترددت قليلا
لكن حليب السماء
كان يشدني
إلى رائحة اللوز
في حلوى مرصعة
بكلام الله
لم أجد في الجب
إلا ملاكا
تريث قليلا
عله يربت على كتفي
أو يضمني
كان أنيني
سؤالا بريئا
عن زاد الرحلة
وهل تطول؟
قبل أن أسمع
صوت أمي ينادي
ريان.. ريان، يا كبدي
تلفت أبحث عن أنفاسها
وقلت في سري
حتى لا أوقظ
حراس الطريق
إلى السماء
أنا هنا أمي
أخرجيني
لكي تعبث أصابعي
بأقراطك الفضية
المتدلية كقمر
على ليل شعرك
ولكي تدثريني
بحضنك
ناديت أبي أنا هنا
أين تركت المصباح السحري
وحبل الأرجوحة
لكي أصعد سريعا
إلى أرنبي.. وإلى أخوتي
بطن الأرض في حديقتي
وأنا وديعا
أداعب البراق
لم يكن معتادا على سماع
أصوات الحفر
كان منزعجا قليلا
من تغريد الباحثين
عن النجوم
وكنت مترددا في السفر
بالربيع إلى الفردوس
حيث أطل عليكم
وأردد أغاني الحب والفرح
ربما تصلكم الأن
مشاعر حزن
لأنكم ما زلتم عالقون
في غيابات الجب.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة