بيروت – لندن – قريش :
في الوقت الذي اكد وزير الخارجية الايراني حسين عبداللهيان من دمشق انّ ايران اصبحت قريبة اكثر من اي وقت مضى الى توقيع الاتفاق النووي، كانت الدوائر المختصة في واشنطن وتل ابيب تبحث فقرة ازالة العقوبات وصفة الارهاب عن الحرس الثوري الايراني، رأس حربة النفوذ الايراني في اليمن ولبنان وسوريا والعراق . في غضون ذلك
نشر موقع “أكسيوس” تقريرا لمراسله في تل أبيب باراك رافيد، قال فيه إن إيران رفضت الشروط الأمريكية لرفع الحرس الثوري عن قائمة المنظمات الإرهابية.
وقال الكاتب إن المسؤولين الإيرانيين رفضوا الموافقة بشكل علني على الالتزام بخفض التوتر في المنطقة، وهو شرط وضعته واشنطن تشطب اسم الحرس الثوري من قائمة الارهاب ، وكان أخبره مسؤولان على اطلاع بالأمر إلى جانب مسؤول إسرائيلي. وبحسب مصادر امريكية فإن المطلب الاسرائيلي المحدد من واشنطن ان تضغط لإلغاء اي تواجد عسكري سري او علني للحرس الثوري في الاراضي السورية .
وقال الموقع أن موضوع الحرس الثوري هو آخر نقطة عالقة في المفاوضات الإيرانية مع الولايات المتحدة ويطالب المسؤولون الإيرانيون بإلغاء إدارة جو بايدن قرارا اتخذته إدارة دونالد ترامب بتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية أجنبية، ولن يوقع أي اتفاق قبل التغلب على هذه العقبة.
وأشار التقرير إلى أن كبير المفاوضين الأمريكيين، روبرت مالي، ناقش موضوع الحرس الثوري بطريقة غير مباشرة مع إنريكي مورا، المدير السياسي في الاتحاد الأوروبي. وطرحت الولايات المتحدة مقترحات في المفاوضات، منها شطب إدارة بايدن الحرس الثوري من قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية، مقابل تعهد علني من إيران بتخفيض التوتر في المنطقة. وهو امر لا يقبل به المتشددون في ايران، كونه يمس عقيدة ولاية الفقيه التي تبيح التدخل في الدول الاخرى.
ولم يوافق الإيرانيون على المطالب، واقترحوا تقديم رسالة خاصة إلى الجانب الأمريكي، بحسب مصدرين أمريكي ومسؤول إسرائيلي. ولم يعلق مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية على الموقف الإيراني، لكنه كرر الموقف الأمريكي بشأن الحرس الثوري وتصنيفه للإيرانيين وينتظر جوابا منهم.
وقالت مصادر ايرانية لمراسلة – قريش – في بيروت ان المرشد الايراني الاعلى علي خامنئي اجتمع ثلاث مرات مع مسؤولي الخارجية والمخابرات والحرس الثوري بخصوص التعامل مع هذا المطلب الامريكي ،
واضاف المصدر ان تكرار اجتماعات خامنئي حول المطلب يعني انه متضايق جدا ويسعى الى حل للخروج من الانسداد المفاجىء الذي اعاق توقيع الاتفاق النووي .
وأضاف موقع اكسيوس أن البيت الأبيض يشعر بقلق متزايد من التداعيات المحلية لاتفاق مع إيران فيما يتعلق بالحرس الثوري، ولكنه بدأ يخفف موقفه من الفكرة. وقال مسؤول في وزارة الخارجية إنه لا يوجد أي تغير في موقف الولايات المتحدة بشأن الحرس الثوري وتصنيفه. وانتقد السناتور الديمقراطي بن كاردين، والسناتور بوب ميننديز إمكانية شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، وعبّر الجمهوريون عن غضبهم من تحرك بهذا الاتجاه.
وفي بيان مشترك يوم الثلاثاء، وصف ثلاثة من مسؤولي الأمن القومي في إدارة ترامب التحرك بهذا المسار “استسلام خطير”، إلا أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي وصف عملية الحديث وتصوير المحادثات غير المباشرة مع إيران بأنه غير دقيقة “كما قلنا في السابق بأننا سنعود إلى خطة العمل المشتركة الشاملة لو كانت تصب في المصلحة الأمريكية مع التزام كامل بالاتفاقية النووية. ولا تزال هناك عدد من القضايا العالقة والأمر يتعلق بإيران وقرارها ردم هذه الثغرات”.
ولكن وزير الخارجية الايراني عبداللهيان اخبر نظيره العراقي فؤاد حسين أن بلاده قدمت مبادرة إلى الولايات المتحدة عبر الاتحاد الأوروبي وتتعلق بالموضوعات الباقية، وأكد بدوره على أمريكا لكي تظهر حسن نية. وقال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية، إن أمريكا تنتظر لحين انتهاء احتفالات السنة الفارسية في عيد نوروز والتأكد من أن إيران مستعدة لتلبية المطالب.
وأكدت مصادر الموقع، أن بيان برايس لا يعني أن واشنطن ستنتظر لحين نهاية العطلات، بل تتوقع ردا إيرانيا خلال أيام. وقال برايس إن إدارة بايدن ناقشت بدائل مع فرنسا وبريطانيا ودول الخليج وألمانيا وإسرائيل من أجل التحضير لسيناريو لا تتم فيه العودة لاتفاقية عام 2015. لكن مصادر مطلعة قالت ان المهمة صعبت على الجانب الامريكي بعد ضعف التعامل مع موسكو في هذا المضمار حيث تساعد روسيا البرنامج النووي الايراني ولا يمكن الاستمرار من دون تلك المساعدة .
عذراً التعليقات مغلقة