: د. نزار محمود
لا ننحاز الى فئة دون أخرى في رفضنا للخرافة والشعوذة ونحن نعيش القرن الحادي والعشرين بكل ما يحمله من موجات تقدم علمي وتقني. هذا الرفض لا يجب أن يفسر على أنه تسفيه لدين أو مذهب أو شعائر معينة، وإنما ينطلق من موقف إنساني يشكله العقل والمنطق والخبرة والتجربة.
يجب علينا نحن السنة ان نرفض التفسيرات اللامنطقية واللاعقلانية في ما يدعيه هذا الشيخ وذاك الملا، وكذلك تأويلاته وتفسيراته التي لا تنسجم مع يثبته الواقع من خطأ واضرار بالانسان.
وهكذا ينبغي علينا نحن الشيعة كذلك أن نتدارك من يقوم باسم مذهبنا بنشر خرافات وممارسة شعوذات. ومما زاد في الطين بلة انتشار الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي التي تساهم في نشر مثل هذه السموم الحضارية.
ان نشر مثل هذه الخرافات والشعوذات، لا سيما بين الأجيال الجديدة من اطفال وشباب في عراق اليوم ويسري في عقولهم ونفوسهم كالنار في الهشيم وبالتالي يطبع وعيهم الباطن، انما ينذر بكارثة ثقافية وحضارية.
من هنا فإننا لا ندعو الى ذلك الرفض من منطلق طائفي ولا نرمي إلا الى التحذير من مطبة الاستمرار في نشر الخرافة والشعوذة التي تخدر عقول أبنائنا وتشيطن نفوسهم وهو ما لا يرضاه الله ورسوله والمؤمنون.
كما أن حرصنا كعراقيين على الوفاء لما انجزته أجيالنا السابقة من اختراع للكتابة ووضع للقوانين واقامة للعمران والجنائن المعلقة وغيرها من اختراعات واكتشافات وانجازات كثيرة، من ناحية، وإلى احترام ذاتنا بلعب دور إنساني في عالم اليوم، من ناحية أخرى، يجعل من أمر رفض الخرافة والشعوذة واجباً وطنياً وسمة حضارية لشعب وادي الرافدين وبغداد ألق التاريخ.
برلين، ٢٨/٣/٢٠٢٢
عذراً التعليقات مغلقة