سامي مهدي
شاعر من العراق
غياب
.
هنا ..
ها هنا بيتُنا كانَ ،
في جانب الكرخ ،
هنا كنتُ ألعبُ ،
في شارعٍ محدثٍ شُقَّ في الحيّ
( لكنَّه كان لم يكتملْ .. )
وأنا أتقلّبُ فوقَ الحصى والرمالِ
كجروٍ صغيرْ .
هنا كانَ أوّلُ ما أنبتته يدايَ
وآخرُ ما كان لي من متاعِ الفقيرْ .
هنا كبُرَ الجرحُ ،
ماتَ كثيرونَ ،
لكنني لم أمتْ ،
واكتفيتُ بأنْ غبتُ ..
( قلتُ لهم : لن أغيبَ طويلاً ! )
وغبتُ طويـلاً ،
وإذ عدتُ من غيبتي
لم أجدْ أحداً في انتظاري .
لم أجد غيرَ ما نفضوا عن عواتقهم ،
بعد أن يئسوا ،
من غبارِ .
من صفحة الشاعر
عذراً التعليقات مغلقة