بيروت- باريس -قريش :
ما ان انتهى رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت اجتماعه الثاني في اقل من ٢٤ ساعة مع الوزارة الأمنية المصغرة في دراسة التداعيات والموقف من الحرب الروسية الاوكرانية، حتى
أجرى مساء الجمعة 4 آذار اتصالا عاجلاً بجاك سوليفان مستشار الامن القومي الامريكي وابلغه انه سيتوجه في اليوم التالي الى موسكو للقاء الرئيس بوتين. بحسب ما سرّبه عبر موقع تويتر الصحفي الاسرائيلي باراك راڤيد، وتفيد معلومات إسرائيلية في الصدد ذاته إن سكرتير الامن القومي لم يمانع، ولكنه لم يكن مسروراً بما سمعه، إذ لا تزال واشنطن في بداية حشد التأييد للعزلة الدولية ضد روسيا، وان الزيارة الإسرائيلية ستغير بوصلة النظر او تحرفها للعديد من الدول الى الموقف من الرئيس بوتين تحديدا.
وفي موسكو خلف الأبواب المغلقة للكرملين كان اللقاء ساخنا بين الرئيس بوتين والرئيس بينيت ، واستمر ثلاث ساعات بحسب المصادر الروسية، ثم قام بينيت بالاتصال الهاتفي مع الرئيس الاوكراني والمستشار الالماني .
وكانت المعلومات شحيحة لدى الصحفيين الفرنسيين الذي يتابعون الزيارة الاسرائيلية بدقة، لكنهم أكدوا أن اسرائيل تواجه مشاكل في سوريا، وان هذا هو الموضوع الأساس الذي حمل بينيت ملفه الى موسكو ، بحسب ما نشره على موقعه باقتضاب الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو، وفي افق هذا الملف فإنّ كل هجوم اسرائيلي على المواقع الايرانية في سوريا يتطلب موافقة روسية مسبقة، ويبدو ان روسيا توقفت عن منح اسرائيل تلك الموافقات كون تل ابيب أظهرت تأييدا للموقف الأمريكي من الغزو الروسي لاوكرانيا. وتخشى تل ابيب ان تلتقط ايران الرسالة الروسية فتوسع انتشار قواعدها الحربية في سوريا وباتجاه دعم حزب الله اللبناني، من دون ان تكون الطائرات الإسرائيلية قادرة على توجيه ضربات مضادة في مجال جوي تحيمه القاعدة الروسية في الحميحيم. ذلك التفاهم الروسي الإسرائيلي مستمر من عدة سنوات في سوريا، وهو ما دفع كلا من الرئيس الايراني الاسبق محمود احمدي نجاد ووزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف الى نشر مقالتين وجّها فيهما انتقادات حادة الى روسيا
اقرأ ايضاً
عذراً التعليقات مغلقة