الأربعينية الصدرية

آخر تحديث : الإثنين 4 أبريل 2022 - 1:25 مساءً
الأربعينية الصدرية

علاء المعموري

إن القنبلة السياسية المباغتة التي ألقاها زعيم التيار الصدري والتي ستظل شظاياها تتناثر الى ما بعد نهاية شهر رمضان ، الذي لم يكن شهراً عادياً بالنسبة الى العراقيين هذه السنة، ستضيف حلقات مثيرة على المشهد السياسي الغارق منذ شهور في تجاذبات وصراعات تبعث على اليأس في نفوس العراقيين.

ليس من الواضح حتى الآن ما اذا كان مقتدى الصدر من خلال تغريدة يوم الخميس 31 مارس قد أعلن “إعتكافا سياسيا” حقيقيا بقراره الانسحاب مع كتلته الصدرية من مفاوضات انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة التي طال انتظارها منذ أغلقت صناديق الاقتراع في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر الماضي حتى الآن.

موقف الصدر جاء بعد أن أخفق مجلس النواب العراقي للمرة الثالثة على التوالي في عقد جلسة لانتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد بسبب احتدام الخلاف بين التحالف الثلاثي (الكتلة الصدرية، الحزب الديمقراطي الكوردستاني، تحالف السيادة)، والإطار التنسيقي الذي يضم قوى سياسية شيعية.

وبالامكان التصور ان الصدر الذي يضمر بالتأكيد نوايا لمناورة قل نظيرها في الحالة السياسية العراقية خلال العقدين الماضيين، وربما ايضا ملايين العراقيين التواقين الى لحظة التوافق المتعثرة حتى الان، سيمضون “المهلة الرمضانية” التي تمتد اربعين يوما، ما بين اليوم الأول من شهر رمضان الى التاسع من شهر شوال (شهر أيار/مايو)، وهم كمن يتابعون مسلسلا رمضانيا استثنائيا غير معروف نهايته وان رمضان أصبح حافلا بالإفطار السياسي والحوار على شاشات التلفاز والسيد مقتدى سيقضي رمضاناً هادئا خلال اعتكافه السياسي.

إن مناورة مقتدى الصدر، قد تفتح كوة في جدار الاحتقان السياسي القائم والذي تسبب حتى الان في إخفاق مجلس النواب للمرة الثالثة في عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية برغم توحد جهود كتلة “انقاذ الوطن” التي تجمع الصدريين مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتحالف السيادة.

وبهذا المعنى، فإن المهلة الصدرية ان صح التعبير، تلقي كرة النار الملتهبة بين أيدي خصومه السياسيين في “الإطار التنسيقي” الذي بات يسميهم الصدر “الثلث المعطل” ويضعهم، ومن قد يتحالف معهم، أمام تحدي تشكيل الحكومة بأنفسهم، والخروج من عنق الزجاجة.

اذن، فأمام العراقيين شهر رمضان حافل بالاثارة والألاعيب السياسية والمناورات والتي من بين احتمالاتها ان تجد قوى “الاطار التنسيقي” نفسها مصطدمة بجدار العجز على المضي قدما في جهود تشكيل الحكومة، وستطن في اذانهم عبارة الصدر التي قال فيها وهو يلقي كرة النار، ان تحالفاته أزعجت كثيرين “فعرقلوا وما زالوا يعرقلون، ولكي لا يبقى العراق بلا حكومة فتتردى الأوضاع الأمنية والاقتصادية والخدمية وغيرها، ها أنا ذا أعطي (للثلث المعطل) فرصة للتفاوض مع جميع الكتل بلا استثناء لتشكيل حكومة أغلبية وطنية”.

ومعلوم ان انتخاب رئيس الجهورية يتطلب اكتمال نصاب قانوني يشكل فيه حضور النواب ثلثيّ عددهم أي أكثر من 220 نائباً من أصل 329، وهو ما لم يتحقق في الجلسات الثلاث حتى الان، وذلك بسبب مقاطعة “الإطار التنسيقي” الذي يمثل أحزابا شيعية بارزة، مثل كتلة دولة القانون، وتحالف الفتح، المظلة التي تنضوي تحتها فصائل الحشد الشعبي الموالية لايران.

والان، فانه يمكن القول انه مهما بدت “المهلة الصدرية” كفرصة، فان العراقيين موعودون بشهر رمضاني ساخن وربما ليس أمامهم في الوقت الراهن، سوى المزيد من الترقب والانتظار.

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com