ضياء محسن الاسدي
أن للعراق أرثا حضاريا مميزا له بصمته على حضارات العالم تستطيع الدول العربية أن تتعاطى معه بالاستفادة منه في بناء جيل جديد له فكر ناضج يقف أمام تحديات المستقبل وأفكاره المشوهة، كما للعراق مقومات النجاح في الاقتصاد في حال إنضاج فكرة التكامل الاقتصادي العربي لبناء اقتصاد عربي موحد في سبيل الاستغناء عن هيمنة الدول الغربية على مقدرات الشعب العربي والتي حلبت ثرواته وجوعت شعبه وشرذمت أبناءه بين بلدان العالم مهجرين ذليلين يستجدون الغرب .
وفي ظل الصراعات العالمية على النفوذ والهيمنة العسكرية والاقتصادية والسياسية فأن على الدول العربية أن تخطو خطوات مهمة وجادة مدروسة بعناية بعيدة عن المصالح الضيقة في تعزيز أمنها وتحصين مجتمعها واستقرارها في خضم المتغيرات التي تعصف بدول العالم بقيادة الدمى الماسكة خيوطها الجهة المعروفة للعالم وهي ( الماسونية والصهيونية ) التي تقود العالم برسم واستحداث صراعات عالمية وإقليمية على كافة الأصعدة لهذا نرى كثيرا من دول العالم تقوم بتقييم برامجها وتحديثها للمستقبل ووضع الحلول اللازمة في استثمار قدراتها البشرية والمالية لرسم سياسة تواكب مرحلة العصر زمانيا ومكانيا وتقوم بتحالفات رصينة مبنية على المصالح المشتركة فيما بينها تصب في مصلحة شعوبها وتسعى دوما للتكامل والشراكة مع بعضها البعض لجعلها آمنة من تحديات المشاكل وهذا يجرنا بالحديث عن الوطن العربي الذي يسير باتجاه معاكس لما يريده شعبه وأمنه فالدول العربية نراها تتجه إلى التشرذم والفرقة والمناكثات السياسية والتوترات العسكرية فيما بينهم وتأجيج الصراعات الداخلية المخطط لها من خارج حدودها والعيش كدول طفيلية على غيرها والتي تؤدي إلى بعثرت إمكانياتها الاقتصادية وقوتها العسكرية .
فعليها أن تدرك أن لا سبيل لقوتها واثبات وجودها واستمراره كأمة واحدة بين الأمم الأخرى إلا التكامل والوحدة السياسية والاقتصادية والأمنية والدفاعية كجسد واحد مبني على المصالح المشتركة المتكاملة مستمد من إمكانيات بلدانها الوفيرة الذاهبة المستودعة في خزائن الغرب أما من الناحية الأمنية فلو نظرنا إلى خارطة الوطن العربي الجغرافية نراها مؤمنة من الغرب والجنوب منها المياه البحرية الدولية المتفق عليها بمعاهدات دولية لحمايتها وفي الجنوب دولا ضعيفة اقتصاديا وأمنيا على العكس من الناحية الشمالية والشرقية فهي الخاصرة الرخوة للوطن العربي والمهمة والخطرة على مستقبل وجوده حيث يعتبر العراق البوابة الشرقية للوطن العربي وما يمتلكه العراق من مقومات القيادة والعرب تعرف بذلك فقد خبرته تاريخيا وعسكريا .
حيث أن للعراق قيادة عسكرية ورجالا خبروا المعارك وتسلحوا بالخبرات القتالية وفنونها ويمكن الاعتماد عليه في تبادل المعلومات الأمنية في استقرار الأمن العربي وتعرف قدرات شعبه وموقعه الاقتصادي كشريان حيوي مهم ،فيما اذا تكاتفت الجهود العربية في أحياء المشاريع الاقتصادية الاستراتيجية كونه نقطة انطلاق وعقدة تجارية بين الشرق والغرب للعالم منذ القدم وامتداده الحضاري وأرثه العسكري والقيادي عبر التاريخ كل هذا يؤهله أن يكون اليد القوية والصخرة القوية الصلدة لحماية الوطن العربي لأن العراق يمتلك إمكانية الدفاع عن الأمة العربية إذا توفرت له الترسانة الحربية عند كثير من الدول العربية المكدسة في مستودعاتها عليها غبار الزمن أو تستخدم ضد شعوبها.
وكذلك حين يتوفر الأمن والأمان في العراق وعدم إشغاله في حروب داخلية تستنزف طاقاته المالية والبشرية يستطيع أن يساهم في أمن الوطن العربي وإبعاده عن الصراعات الخارجية وهيمنة القوى الغربية التي تحاول بين الحين والآخر جره إليها لإضعافه وفشل مقدراته في إدارة حياة شعوبه وقضاياه المصيرية فأن أمان الوطن العربي من استقرار العراق وازدهاره اذا توفرت النيات الصادقة اتجاهه فلا خيار ولا بديل إلا في ضم العراق إلى الحضن العربي وبيته الكبير واستعادة هيبته وتكون ظهره الساند في الملمات العصيبة من خلال إنشاء حلف عربي قوي كقاعدة صلبة تصمد أمام مصالح ومطامع الغرب وأعدائه
عذراً التعليقات مغلقة