بيوت الحكم في العراق بُنِيت تجاوزاً وحان وقت إزالتها 

آخر تحديث : الجمعة 1 أبريل 2022 - 4:09 مساءً
بيوت الحكم في العراق بُنِيت تجاوزاً وحان وقت إزالتها 

تحت المجهر

موفق الخطاب

12239983 843129319119319 5914262127250468675 n - قريش

المنامة

‏الإنسداد السياسي والفشل في إختيار مرشح رئاسة الجمهورية في

‎العراق تعود أسبابه الرئيسية للتدخلات الدولية والإقليمية في الشأن العراقي

مما ينعكس سلبا على الأحزاب والطبقة الحاكمة وحدوث الإنشقاقات الحاصلة في البيتين ‎الشيعي و ‎الكردي حصرا لإصرارهم على إتباع نفس الآليات غير الدستورية  في تقاسم المناصب بعيدا عن مصلحة البلد والتفكير مليا الى ما وصلت اليه الامور من انهيارات وتردي في كل مناحي الحياة، ولكل بيت وخيمة يستظل بها اصحابها مجموعة قواعد هشة وأسقف  متصدعة لا يدركون خطورتها لأنهم قد وصلوا نقطة اللاعودة وقد أعمت الأطماع بصرهم وبصيرتهم. 

فالبيت الشيعي للأسف واضح أنّ مخططيه و بُناته هم ليسوا بعراقيين ولا من شيعة العرب الأصلاء وهم دخلاء عليه في وسط بلد عربي عاش لقرون متمسكا بعقيدته ويعرف معنى التشيع الصحيح المبني على الإيثار والزهد والتسامح مما انتج في حينها عراقا مستقرا فاعلا في محيطه الاقليمي ينعم بالأمن والآمان لا يعرف للطائفية معنى ولا للإرهاب سبيلا، حتى اجرمت امريكا بحقه وغزته حقدا وطمعا. 

ما حصل من تفكك وتناحر تتحمله أمريكا ومن تحالف معها من قريب وغريب  بإجرامها الذي لن يغتفر وتحطيمها لأواصر الحياة الكريمة فيه وتمزيق نسيجه الاجتماعي، ولن ينصلح حال العراق إلا بتفكيك بيت الحكم الشيعي وتحطيم أعمدته وهدم سقفه ونقل أنقاضه ورميها داخل حدود جارة السوء


إنّ من بنى قواعد ذلك البيت بعد احتلاله قد وضع نصب عينيه مصالحه في انهاك العراق وجعله تبعا له وإذلال أهله إنتقاما وثأرا، ورغم رفضنا واستهجاننا لتلك البيوت الطائفية لكنه لو بُني بدلها بيت عراقي و بسواعد عراقية وأُسست قواعده  وفق حياة مدنية تجعل الجميع يتعايشون مع بعض بعيدا عن الأطماع والغاء الآخر والانتقام منه وانصهروا في كل مناحي الحياة كما كانوا في التجارة والنسب والصهر كما عاش اسلافهم لقرون لما وصل بنا الحال الى ما نحن عليه ، 
ان ما حصل من تفكك وتناحر تتحمله أمريكا ومن تحالف معها من قريب وغريب  بإجرامها الذي لن يغتفر وتحطيمها لأواصر الحياة الكريمة فيه وتمزيق نسيجه الاجتماعي، ولن ينصلح حال العراق إلا بتفكيك هذا البيت وتحطيم أعمدته وهدم سقفه ونقل أنقاضه ورميها داخل حدود جارة السوء ،ثم إعادة بنائه وفق ثوابت التسامح والتعايش وان لا يكون فيه الولاء لشخص مهما علا شأنه ولا لدولة مهما كان قربها وتأثيرها وقوتها، بل يكون الولاء فيه للوطن والدفاع عنه وعن الشعب العراقي وخدمتهم والسهر على مصالحهم بعيدا عن العقائد الفاسدة والشعوذات والاطماع الخارجية والحرص على تولي الكفاءآت  . 

أما البيت الكردي فذلك في حقيقته عبارة عن بيت بطابقين منفصلين بأبواب خارجية وكل حزب يعيش فيه مستقلا عن الآخر ولا يلتقون الا عند الدخول والخروج منه نادرا، ولا يربطهم رابط سوى تقاسم  نصيبهم من الميزانية الاتحادية والمناصب السيادية، ولكل واحد منهم أجندته وحكومته وعلاقاته الخارجية ولولا الضغط الأمريكي والأوربي لتفكك هذا العقد الهش بينهم منذ امد بعيد، والحقيقة التي مهما حاولوا اخفاءها أن الطرفين يجمعهما ويفرقها الطمع في كركوك والإستحواذ على ابار نفطها ونفط الاقليم عموما  والتصدير خارج سلطة الدولة ومسك المنافذ الحدودية، ومن تكون له منهم الكلمة العليا، والتوسع خارج الإقليم مع ضعف وتراخي الحكومة المركزية وقضم الاراضي والتمركز فيها ، فهم يسعون لكامل حقوقهم في الحكومة الإتحادية وعدم السماح بالإقتراب من كل وارداتهم وحدودهم ، لكن ما طغى على السطح مؤخرا هو سعي الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة السيد مسعود البارزاني بإنتزاع منصب رئاسة الجمهورية من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ومقرهم في محافظة السليمانية، والذي بقي منذ الاحتلال من نصيبهم مقابل ان تكون رئاسة اقليم كردستان  بيد السيد مسعود بارزاني وعشيرته وحزبه،. لكنه حصل تطور جديد بنقض السيد البارزاني لذلك الاتفاق  لقطع الطريق على تولي السيد برهم صالح مرشح الاتحاد الوطني لولاية ثانية وهو مرشح الاطار التنسيقي( الجناح الإيراني) الذي لا يستغنون عنه لانه مرشح ايران وممهد لتواجدها وتوسعها!. 
وهذه تمثل ورقة ضغط وشرط من شروط التحالف الثلاثي لتمرير مرشحهم  ولتحجيم الإطار وقادته ودفعهم الى تشكيل جناح المعارضة، وسيستمر الاحتدام بين البيتين ومن يسكنها ومن الصعب التنبؤ بما ستؤول اليه الأمور لأن كلا الطرفين لديه مؤيديه ومليشياته وداعميه من الداخل والخارج ويمتلكون المال السياسي الذي تشترى به الاصوات وتلوى من خلاله الاعناق و الإرادات وتعبد للحكومة المقبلة الطرقات. 

أما البيت ‎السني فلا وجود له أساسا وهم كالبدو الرحل يتنقلون حيث الكلأ والماء والعشب ومعهم انعامهم الهزيلة التي قد اهلكها الجوع والعطش لكون الرعاة جلفين قساة قلب لايهمهم سوى مصالحهم. 
أما ما يسمى بالمستقلين من جميع الكتل فذلك فرية كبيرة فهم في العلن متحالفين مع التيار لكن كثيرا منهم خلسة قد إنسلوا وإصطفوا من باب التحوط بإتفاقات سرية مع الإطار بغية الحصول على مناصب وزارية ومواقع مهمة في الحكومة المقبلة، فرِجل هنا ورجل هناك وهم لا يعول عليهم بتاتا. 
لذا فإن الخيمة والبيت السني فهو بيت مهلهل ولا وجود له أساسا وهو كبيت العنكبوت فهو أوهن البيوت رغم أن فيهم شخصيات مستقلة مرموقة لكنهم ومع انضوائهم تحت زعامات فاسدة متمرسة في التلون وهمها الأول هو كيفية الحصول على المناصب والمكاسب فلا تأثير لهم في المشهد.. 

وإن بقي الحال على ماهو عليه فلا نستبعد أن تتقد النار في جذوة إنتفاضة تشرين من جديد (وقبيل إنتهاء مهلة السيد مقتدى الصدر التي تنتهي في التاسع من شوال والتي امهل فيها خصومهم بالتفاوض مع الجميع عدا تياره) لحرق هذه الخيام وهدم هذه البيوت الآيلة للسقوط فجميعها بُنِيت تجاوزا على ارض العراق، وهي متصدعة وآيلة للسقوط وستنهار من صوت هديرها و حتى قبل وصول آلة الهدم حدودها لأنها بنيت على باطل..

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com