ترنيمة خلاص العصفور- نص:  رمضان زيدان

ترنيمة خلاص العصفور- نص: رمضان زيدان

آخر تحديث : الأربعاء 6 أبريل 2022 - 12:48 صباحًا

أنشودة الخلاص

رمضان زيدان

roundcube - قريش
رمضان زيدان- شاعر وكاتب مصري

الخلد للموعود

 أيقون الخلاص

في درب الكفاح

وثّاب الـخُطى

الـمجد للمصلوب

 شدوان الـمِراس

من صال في شجاعةٍ

 يقاوم العِدا

من كان إكسير الوثوب

 في وجه الردى

عند إشراق الصباح

 قد بدا الثائر المقدام

في مشهدٍ مهيبٍ 

يتوق أن يكحّل

 الأنظار بالفدا

في شممٍ 

كبرياؤه يعدو في علوٍ

 في إبائه الـمنشود

 ظل حيّا

في مواكب الخلود

 ساد مغواراً أبيّا

منحوتٌ اسمه 

على صروح البطولات

فأمعن الأباة والحماة

في الربوع في الساحات

 متقدو العزيمة رافعو الهامات

منتظرين على الطرقات

 في شغفٍ وصوله

ليقوم في صمتٍ مهيبا

 مفوهاً  فيهم خطيبا

 فوق ربوة الهبوب للحمى

فأبلغ الكلمات 

يحدوها الألم

يحدوها النضال في كل العصور

فاخرج العصفور

من قفص صدرك

 حُراً طليقاً

يطير بُكرةً على الغصون

مبشراً . مُعلماً

فارساً وعالما

إذا ما أرخى في الليل سدوله

مُنادياً من بعيدٍ صوته

فيجيب من عليائه الصدى

قد تجلّى وافتدى

وتدلّى في شموخٍ

فوق راحات الكرامة

معلقةٌ به روح تبوح

لا تخشى الضيم 

ولا تخشى الملامة

لتستعيد من بعد السبات 

همة الزنود كي تذود

 عن مكامن الخدور

عن شرف الرجال

 في ساح الوغى

يا تلة الجلجلة قد رُفع 

إلى مذبح الغفران

ما قد بدا لثلةٍ

من الورى

 فوق الذرى قربان

فتسمرتْ يدان

 على لوح الخشب

 تنزفان ريَّ هامات الحياة

فحينما ترفعوا

 رؤوسكم إليه

يهون كل شيء عليه

ويلمع في عينيه

 ومضٌ من سناه

ليطلق الزفرات حَرى

 تصرخ في المدى

الموت للشيطان 

والشرى ..

من سلّم الإنسان

معول الدمار 

ومقود العصيان والتمرد

وآلة الخسف الضرير 

التي يقودها

الشرير موروث الشنا

فيدوس ويغوص

 ويهدم كل ما طالت يداه

الثكنات على أفرادها

على كائنها الأمْثل

والبيوت على سكانها

والمدارس على طلابها العُزّل

لم يتألم حينها

 من أجل أنّات مخلوقٍ وديع

يزهو على قسماته وجه الربيع

هذا الذي لم يزل

 في مهده رضيع

وأمه الثكلى

وجدّه الذي

 نحت الزمان

 على وجهه العتيق

 مخطوط التعاقب للحِقب

هلّا علِمتَ

 بما أُصيب من النّصَبْ

يلاحقه الصراع السرمدي

على الوجود 

على التواجد

في موضع قدم

كي لا يصير

 إلى ماضي انعدم

وعليه نقشٌ 

من تعاريج الملامح

ساد الجباه 

وبين جنبات الحياة

قد أصاب 

من التعدي والتردي والوهن

وبين أرجاء المطارح

قد سكن

يا تلة الجلجلة

قد أنشد العبيد للخلاص

 ترنيمة الإخلاص

حينما اصطفوا 

حول المقصلة

مرددين أنشودة الإباء

 والشقاء والفناء

أنشودة في

 معانيها القصاص

فكيف صارت معضلة

 فلا مناص لا مناص

من حتف المصير

 إذا بقي الضمير

وقالها الأبيُّ

 مرة فــ مرة

لتبقى يا ضمير حيّ

 وظلاً على الغصن الندي

فلتبقى حيّ 

حتى وان طمروك 

في جوف الثرى

فاعلم أن وقْدَكَ

في شرايين البسالة قد سرى

واعلم أن وعدكَ 

يبقى بعدكَ صامداً

فـتراه حُراً

 يستمد من الوجود الـموردا

…..

النص خاص لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن

zidaneramadan@gmail.com

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com