بيروت- بغداد- قريش:
قال المرشد الإيراني الاعلى علي خامنئي، إن الحرس الثوري الذي كان تحت قيادته الميدانية المباشرة، كان قريبا من القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في إحدى العمليات أثناء الحرب الإيرانية العراقية التي امتدت ثماني سنوات وانتهت في ٨-٨-١٩٨٨ ببيان الامام اية الله روح الله الخميني حين قال انه يقبل ايقاف الحرب كما يتجرع السم.
ونقلت وكالة “فارس” الايرانية للانباء عن خامنئي قوله إن صدام حسين كان “أجرى مقابلة مع الإعلام في بداية الحرب بالقرب من مدينة إيلام (تقع غرب إيران)، ثم صرّح صدام قائلا إن مقابلته التالية ستكون في طهران! لكنكم رأيتم ما حدث له خلال الحرب وبعدها”. وفي الارشيف العسكري العراقي لا ترد اشارة لهذه الحادثة، سوى ان صدام حسين نفسه روى في خلال حديث تلفزيوني انه كان في مهمة تفقدية للقطعات واجتازت ، الارض الحرام ، الطائرة السمتية التي كانت تقله مع وزير الدفاع الاسبق الراحل عدنان خيرالله ، وانها وقعت في مرمى نيران الجانبين فأمر الطيار ان يهبط الى الارض فورا ، وتابع صدام امام مجموعة من ضباطه اثناء الحرب مع ايران انه في العام ١٩٨١ واثناء زيارة احدى قواطع الجبهات وبعد هبوط سمتيته ، ظهرت في الافق المرئي مروحية سمتية هجومية ايرانية، وكان صدام مع اربعة او خمسة من حرسه فقط، ، واستدارت المروحية في وضع هجومي للقصف باتجاهه ، ومرت لحظات حاسمة كانت قد تكون النهاية، حينها رمى احد حراسه وهو برتبة عريف نفسه على صدام وصرخ منتخيا انا اخو فاطمة أفديك بروحي ، ولكن الطيار الايراني لسبب ما اقفل راجعا ، فيما غادر صدام المكان سالما وهو يلوم حراسه على ضعف الاحتياطات. ومن الطرائف التي رواها صدام انهم في ذلك الموقف العصيب بالجبهة لم يكن معهم سوى المسدسات التي لا تعني شيئا هناك ، ومرّ جندي بالصدفة بالقرب منهم ذاهبا للقتال فأوقفوه حرس صدام وارادوا انتزاع بندقيته منه لاستخدامها لكنه رفض اعطاءهم سلاحه، ولم يصدق ان الذي يريدها هو صدام نفسه. وقام صدام بمنح ذلك العريف المضحي رتبة ملازم في الجيش وبقي في الخدمة حتى رتبة عميد وانقطعت اخباره.
وبعد كشف صدام تلك المعلومة قارن الايرانيون ماذكره مع مسافة قواتهم عنه ساعتها من دون ان يعلموا، وربما استنتج خامنئي المعلومة مما ذكره صدام نفسه.
وقال خامنئي الذي فقد احدى يده وعينه في تفجير اعترفت به حركة مجاهدي خلق في خلال الحرب ذاتها ، عن صدام إنه كان محظوظا خلال عملية “الفتح المبين”، مشيرا إلى أنه كان على وشك الوقوع في الأسر بيد الحرس الثوري، مضيفا: “هم وصلوا إلى موقع تواجده، ولو كانوا وصلوا أسرع بقدر نصف ساعة، لكان تم القبض عليه، لكنه كان محظوظا وتمكن من الهرب”.
وانتقل خامنئي إلى الحاضر، فقال “إن المهرج الأمريكي صرّح مؤخرا أنهم سيحتفلون بعيد الميلاد في طهران! يقولون كثيرا من هذا القبيل، لكن الواقع بعيد كل البعد عما يتمنونه”.
عذراً التعليقات مغلقة