الطيب محمد جادة
كاتب من السودان
إن الشواهد الحية أمامنا في الساحة السودانية تشهد بأن كل القوى السياسية ضلت الطريق ، والسبب الرئيسي هو تمحور وتحول الصراع بين الأحزاب والتيارات المختلفة والعسكر لتحقيق أهداف السيطرة على السلطة والثروة واقتسامها بينهم .
والحقيقة أن السودان في قلب العاصفة هذه الأيام بسبب الأخطار المحيطة به ، فهناك قيادة عسكرية حائرة وفاشلة ومتخبطة ولم تنطلق بحزم لحل المشكل السياسي وتخشى الضغوط الداخلية والإقليمية والخارجية، وهناك قوي سياسية ضعيفة لا تستطيع أن تقود السفينة ، ولم تستطيع أن تستعمل أدوات التغيير والإصلاح والتأييد الشعبي التي كانت بين يديهم ، وهناك قوى التمرد والحركات المسلحة التي تتواجد بأسلحتها في الخرطوم وسوف تستخدمها اذا صارت الأمور على غير هواها .
الشعب السوداني اصبح اليوم ضحية لحكومة البرهان وحميدتي ، نحن شعب أراد لنا الله أن نعيش في سراب الأحلام وتاريخ المأساة يتجدد كل يوم ، نحن ضحية جملة ظروف استراتيجية وفكرية ، كل الطرق اليوم في الدولة السودانية تؤدي إلى المجاعة وكل المؤشرات تؤكد أن الشعب السوداني سوف يموت جوعاً ، الاقتصاد السوداني أنتهي والمصير اصبح مجهول بل يتفنن الانقلابيون في تنفيذ عملية التدمير باحتراف في الإسراع باستدعاء الجوع لقتل ما تبقي من الشعب ، فإن المجاعة قادمةٌ ويوم تدهمنا لن يكون في استطاعة أحد وقف تداعياتها فهي كالزلزال . هذا الانقلاب اذاق الشعب السوداني المآسي بسبب التخبط والفشل ، قبل أن تدور عجلة المجاعة المخطط لها فتطحن الشعب وتبيد الحرث والنسل يجب علي الشعب التكاتف من أجل إسقاط الانقلاب وكل المطبلين والمتسلقين والأحزاب القذرة . لا نضيف جديدا عندما نقول أن ما وصل إليه السودان حاليا من انهيار نتيجة لسرقة الثورة من قبل اللجنة الأمنية للبشير بمعاونة القحاتة الذين باعوا دم الشهداء وفي نهاية المطاف انقلبت عليهم اللجنة الأمنية ، نحن اليوم أمام امتحان حقيقي وهو الأخطر في تاريخ الدولة السودانية المهددة بالزوال ، لقد تم تدمير السودان وتقسيمه إلي شمال وجنوب بواسطة الكيزان ، واليوم هناك اتجاه إلي تقسيم جزء آخر ونحن نشاهد عملية التدمير بالصوت والصورة ولكننا لم نستيقظ بعد لحماية وطننا من العملاء والخونة وأنقاذ السودان من خطر المجاعة التي أصبح يلوح في الأفق .
نتمنى أن تنتهي مشاكل وطني لكي يعيش الشعب في أمن وسلام ، ولكن في ظل هذا الانقلاب لا يمكن أن تنتهي هذه المشاكل ، مشكلة السودان معقده وإذا أراد الشعب حل هذه المشكلة يجب أن يتخطى كل الأحزاب والعملاء والمطبلين .
في ظل هذه الأحداث الساخنة المرتبطة بالانقلاب تظل أسئلة مؤرقة حول مستقبل الوضع السوداني ، قد تكشف عملية تصحيح المسار كذب ونفاق الانقلابيون الذين يتجاهل بعضهم الشارع ، الواضح أن أيام السودان في طريقها إلى النهاية وربما تستمر هذه النهاية حتى تصبح الدولة السودانية دويلات .
وإذا حصل هذا السيناريو لا قدر الله سوف يبكي الشعب ولكن لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب ولن ينفع التحرك في لحظتها فتلك ساعة الفوضى . لا أتمنى أن يحدث ذلك وندعو الله أن يحفظ السودان لكن الأمر ليس بالتمني ، نحنوا نتفرج على كل الذي يحدث في السودان حيث أصبحت الدولة في حالة افلاس تام في ظل تنكر الانقلابيون والمطبلون ، وأصبح المشهد الصومالي والليبي علي الابواب وأن غداً لناظره قريب . أعود لأقول حمانا الله من صوملة الدولة السوداني لكن حين تأتي الصوملة لن يكون هناك وقت لمعالجتها الوقت متاح اليوم وغداً لا نعرف ماذا يجري .
عذراً التعليقات مغلقة