واشنطن – بيروت- قريش :
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “CIA” ويليام بيرنز قام بزيارة سرية للسعودية منتصف نيسان- ابريل الماضي، التقى خلالها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد وحاكم السعودية الفعلي، في محاولة لإصلاح العلاقات الثنائية التي لم يعد تضررها خافيا على أحد.
وبحسب تقرير الصحيفة المستند الى مسؤولين أمريكيين وسعوديين لم تسمهم، ناقش “بيرنز” ومحمد بن سلمان أسعار النفط وتعويض نقص الطاقة والاجتياح الروسي لأوكرانيا، والحرب في اليمن، والاتفاق النووي الإيراني.
وتقول الصحيفة ان الزيارة تمت بمدينة جدة الساحلية، حيث أمضى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ونجله ولي العهد معظم أيام شهر رمضان هناك.
وقال مسؤول أمريكي عن لقاء مدير الـ”سي اي ايه” مع الأمير محمد بن سلمان: “لقد كانت محادثة جيدة، و ذات نبرة أفضل من المشاركات السابقة للحكومة الأمريكية”.
من جهتها، حصلت – قريش – على معلومات تفيد انّ تلميح مدير وكالة المخابرات الامريكية في اجتماع جدة الى إمكانية ترتيب زيارة لولي العهد السعودي الى واشنطن ولقاء الرئيس بايدن لم تلق استجابة فورية من محمد بن سلمان، وبدت فكرة غير محبذة في التوقيت القريب .
وقال مصدر سعودي مطلع ان بيرنز يمكن ان يكون لمس نبرة جديدة لدى القيادة السعودية فيها عتب واحباط لاسيما بشأن القصف الذي تعرضت له المنشآت النفطية السعودية في أرامكو.
وقال مسؤولون كبار من الحكومتين بحسب الصحيفة الامريكية ذاتها إن الخلافات السياسية بين أمريكا والسعودية قد تعمقت منذ غزو روسيا لأوكرانيا.
ويكمن الخطر للولايات المتحدة، في أن الرياض سوف تتعاون بشكل أوثق مع الصين وروسيا، أو على الأقل تظل محايدة بشأن القضايا ذات الأهمية الحيوية لواشنطن، كما فعلت مع أوكرانيا.
و”بيرنز” هو نائب سابق لوزيرة الخارجية درس اللغة العربية وشغل مناصب في الشرق الأوسط، فضلاً عن خبرته السابقة في مهمات الدبلوماسية السرية مع طالبان وايران.
وخلال حكم أوباما، ساعد بيرنز في قيادة محادثات سرية مع إيران أدت إلى اتفاق متعدد الأطراف في عام 2015، للحد من تطوير طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وسافر “بيرنز” أيضا إلى السعودية وكانت العلاقة بين واشنطن والرياض في أدنى مستوياتها منذ عقود، حيث قال المرشح الرئاسي آنذاك جو بايدن في عام 2019 إنه يجب معاملة المملكة كمنبوذة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان مثل قتل الصحفي خاشقجي.
وأكد تقييم استخباراتي أمريكي سري، أصدره بايدن العام الماضي أن الأمير محمد وافق على عملية للقبض على خاشقجي أو قتله، مما أدى إلى مقتله عام 2018 وتقطيع أوصاله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
ونفى الأمير محمد بن سلمان، ضلوعه في القتل وقال لمستشار بايدن للأمن القومي في سبتمبر، إنه لم يرغب أبدًا في مناقشة الأمر مرة أخرى، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
لكن خبراء الوضع السعودي تحدثوا عن ان الأمير محمد بن سلمان لن يترك الاتهام الأمريكي له الى حد الإدانة من دون رد، وانه لا يريد تحطم العلاقة مع واشنطن لكنه يفضل بقاءها عند نقطة معينة من دون وجود حماس لتطويرها اكبر ، غير انه لا يبدي رفضا اذا بادرت واشنطن بتقديم الدعم للسعودية بما يهدف لتطوير العلاقات من جانبهم .
ومنذ ذلك الحين، رفضت الرياض طلبات واشنطن لضخ المزيد من النفط لترويض الأسعار وتقويض تمويل الحرب لموسكو، بما يتماشى مع المصالح الروسية.
عذراً التعليقات مغلقة