د. فاتح عبد السلام
حين لم يجدوا سبيلاً لإعاقة تنظيم أول دولة عربية وإسلامية لبطولة كأس العالم بكرة القدم، بعد الضجة الابتزازية الواضحة مرات عدة بشأن ظروف أشغال العمّال الأجانب في بناء الملاعب المخصصة للمونديال، لجأوا الى التعريض بدولة قطر كونها لا تكفل حقوق المثليين، أي الشاذين جنسياً، وهذا لا ينسجم مع تنظيمها المونديال بحسب حجتهم الواهية وكأنّ قطر الدولة الوحيدة في العالم التي لا تعير بالاً لظاهرة لا أحد يعرف حتى الآن الذين يقفون خلفها ويساندون انتشارها بالتشريعات في دول كثيرة.
أولئك يسوقون الضجة الإعلامية تلو الضجة، من دون أن يقفوا لحظة واحدة، عند الحق الديمقراطي الذي منحوه لأنفسهم في تبني قوانين الشاذين، وهذا شأنهم الخاص طبعاً، في حين يسلبون ذات الحق في الاختيار والقرار ممّن لا يريد أن يؤيد هذه الظاهرة التي أفرزت كارثة فيروسية جديدة تهدد العالم، تتمثل بفيروس جدري القردة بحسب مستشار منظمة الصحة العالمية الدكتور ديفيد هايمان الرئيس السابق لقسم الطوارئ في المنظمة الذي نقلت عنه وكالة “أسوشيتد برس” قوله: إنّ النظرية الأبرز لتفسير انتشار المرض كانت الانتقال الجنسي بين رجال في حفلتين أقيمتا في اسبانيا. وبلجيكا”.
وينتشر الفيروس في أكثر من ثلاثة عشر بلداً منها اسبانيا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل والنمسا وإيطاليا وسويسرا.
بل إنّ من حق قطر أن تحتاط وتفرض شروطاً وفحوصات صحية لضمان عدم حمل الوافدين للمونديال من دول معينة فيروس جدري القردة.
مَن يظن انَّ الحملة تستهدف دولة قطر وحدها، فهو واهم، ذلك أنًّ الهجوم سيتكرر حين تنتزع السعودية أو مصر أو المغرب فرصة تنظيم المونديال في أية مرة مقبلة.
هناك مَن يريدُ من الآخرين أن يتطابقوا معه في الشكل والمضمون والرؤية والموقف والارتفاع والانخفاض، وإلا كان مارقاً عن المسار العالمي المقبول. اذا كنّا نتفهم ذلك في السياسة، وتجاذبات التحالفات الدولية العملاقة لضمان قوة كل تحالف، فما تفسير استخدام تلك المقاسات في الرياضة واستهداف الحق الذي انتزعته دولة قطر بإمكاناتها وترشيحها العلني في تنظيم البطولة الرياضية الأشهر في العالم، ويفترض انّ الدول كما كانت تقول دائماً في شعاراتها، ستجد في المونديال المقبل مناسبة لتعزيز فرص السلام والتضامن الدولي من اجل القيم السامية.
” قطر مثل بلادكم … ليست مثالية، تحاول باستمرار أن تتحسن، ومليئة بالأمل، من أجل مستقبل أكثر إشراقاً”
، هذا نص ما قاله أميرها تميم بن حمد آل ثاني بصراحة في منتدى دافوس.
مَن يظن انَّ الحملة تستهدف دولة قطر وحدها، فهو واهم، ذلك أنًّ الهجوم سيتكرر حين تنتزع السعودية أو مصر أو المغرب فرصة تنظيم المونديال في أية مرة مقبلة.
من هذه الزاوية، تكون الرؤية أوضح لمعنى مساندة مونديال قطر بوصفه منجزاً عربياً واسلامياً تاريخياً.
عذراً التعليقات مغلقة