الحبيب اعزيزي
شاعر من المغرب
( أبناء الكاكتوس)
لِوطني الّذي يزْبَدّ على صدْرِه
هُناكَ
بِعينِ بوليفيموس
يَرمي تُرابَ المَزارِع
على الظّهرِ المُدمّى
آخرَ ثَورٍ
في ساحَة الْكورِيدَا الدّمويَّة
وَداعًا..
– فلتَشْربْ كلَّ هَذا الرّملِ
حيثُ حَبوْنا جَميعًا
نحنُ أبناءُ الكاكْتوسِ الشّوْكيّ.
– فَلْيَرْقُصِ الْماتادُور إذنْ
مَزيدًا منَ المْاَكابْرَا
على الْعمائِم ِالبيْضَاء
وَفوْق مَا تَبقَّى منْ رَمادِ العِظامْ.
**
هُناكَ حيْثُ يَحفرُ وَطَني
آخرَ سرْدابٍ
على مُضارعِ الرّملِ
قُلتُ سَاعةَ أوّلِ مَخاض ٍ
عَسيرٍ:
صَباحُ الْخيرِ يَا أَشْجارَ الأُوكَاليبْتُوسْ
فَسالَ اللّيْلُ
عَلى الظّلال ِالبارِدةِ
والحُبُّ
منْ شِفاهِ التّينِ.
والشّمسُ
غنّتْ، مثل مْحكُومةٍ بالإعْدامِ
عَلى العَتباتِ
فانْفجَرتْ بسمةٌ معْتوهَةُ
في وَجهِ الْكِيتُو.
رائحةُ الُمحيطِ
آهٍ.
كانَتْ وَرْدِيّة
مالحَة ً
كَقَميصِ الحَصّادِينَ.
**
أين َماء ُالخوابي
تحت الثمُّام ِالأسْود
باردًا في قعْر الجحيم
أينَ رائحة القطران
في طلْعةِ جَدّاتِنا
صَاعدًا مثْلَ سُفنِ حَانُون
مِن ْمأتمٍ بَهيمْ
أينَ اللّيلُ
..والنّهارُ
والأحْضانُ المفتوحَةُ
كخيْمةِ عُرسٍ بدويّ
تحت قمرِ الوادِي.
أَينَ سِيرِينَا
ذاتُ النّايِ البحْرِيّ
تُرى هلْ كَفّتْ
عنِ اسْتِدراج ِعاشِقي الُمحيطِ
للمَوْت حُبًّا
على صُخورِ الشّاطئْ.
وَداعًا وَطنِي
– فَلتَشربْ كُلَّ هذا الرّمْل
حيثُ كنُّا نحْبُو مثلَ قَطيعِ السّحالي
نحنُ..
أَبناءُ الْكاكْتوسِ الشّوْكيِّ.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة