جبار عبدالزهرة
النجف – العراق
هناك امور ابسط من البسيطة على مستوى تاريخ الحياة الانسانية ادى وقوعها الى حصول خلافات ونزاعات بسبب تهويلها وتضخيمها من قبل بني الانسان انفسهم دفعت الى حروب وكوارث لا يصدق احد ان امرا بسيطا كان هو السبب في وقوعها 0
وفي هذا السياق نشرت جريدة القدس العربي في عددها الصادر ( الخميس 26/ مايو /2022م) مقالا للكاتبة اللبنانية مريم مشتاوي وهي مسيحية تقيم في لندن حسب معلوماتي وفد نسجته على ثلاثة محاور ياتي في مقدمتها وهو الذي ساتبناه محور قيام طالب عراقي في كلية المستقبل في محافظة بابل التي تبعد بما يقرب من ( مائة كم جنوبا ) عن العاصمة الاتحادية بغداد قد قام بفصل راس حمامة عن جسدها 0
وما لفت نظري اولا في هذا المقال للتعليق عليه هو قول الكاتبة ( لقد قام ذلك الطالب بدم بارد وبكثير من الوحشية بقطع رأس حمامة بيده أمام زملائه داخل حرم الجامعة وتحديدا في حديقة الكلية.)
وتاسيسا عليه فان الله خلق من التراب اضافة الى عالم الانسان ثلاثة عوالم وهي عالم الحيوان وعالم النبات وعالم الجمادات وقد سخر الله سبحانه هذه العوالم الثلاثة لخدمة الانسان ، وللانسان طرق بعضها سماوي يستخدمها اهل الدين الالهي مثل المسلمين وبعضها وضعي من افكار بنات الانسان وممارساته التجريبية في حياته اليومية مع ما موجود في محيطه من كائنات حية مثل الحمام وجمادات مثل الاحجار يتعامل فيها مع انواع واجناس هذه العوالم من اجل تسخيراي نوع من احد اجناس هذا العالم او ذاك لخدمته في اطار رغبة من رغباته او اطار تحقيق حاجة من حاجاته0
والحمام نوع من جنس الطيور التي سمح الله للانسان بذبحها واكلها والطريقة التي استخدمها الطالب صحيحة من الناحية الشرعية للدين الاسلامي ولكن النظر الى الممارسة من زاوية القوانين الوضعية وبشكل عاطفي جعل من الطالب موضع اتهام في مجال حقوق الحيوان وهذا الاتهام مخالف للشريعة الاسلامية 0
وهو ايضا من الغريب الذي ينافي واقع الحياة الانسانية في التعامل مع الكائنات الحية ، ففي اليوم الواحد وفي كل انحاء العالم تذبح الملايين من مختلف الحيوانات والطيور من اجل اكلها فلماذا لم يحتج احد على ذلك ويعتبره الناس اعتداءا على خصوصية الحيوان الحقوقية ؟؟ ولماذا لم يحتج العالم باسره على الصين ويطالبها بتعويضات ؟؟؟ لان الشعب الصيني يقوم باصطياد اعداد كبيرة من الخفافيش ثم يقوم باكلها وكان ذلك سببا في انتشار مرض كورونا من الصين الى كافة انحاء العالم الذي تحمل الخفافيش فايروسه ( كوفيد—19) 0
لعلي لا اعدو الاسلوب الانساني السليم في التعامل مع هكذا حالة حين اقول ان الازدواجية والتعامل بمكيالين هما اليوم اكثر الممارسات الظالمة التي يستخدمها الناس في تقديم الدعم والاسناد لشخص في اطار الرضا والقبول عنه او في اتهامه وسلبه حتى حق الدفاع عن النفس في اطار السخط عليه
كما قال الشاعر العربي :- (البحر الطويل)
فعين الرضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ – ولكنَّ عين السخط تبدي المساويا
وعلى الكل ان يعرف بان قطع راس الحمامة او اي طير آخر باليد مسموح به شرعا في الاسلام من اجل اكله كما قلت آنفا وهذا ما يقره الله الذي سمح للانسان باستخدام مختلف الطرق التي تؤدي الى نفوق الكائن الحي لكي يستخدمه لأي غرض من اغراض حياته مثل الاكل او العلاج او الاستفادة من مكوناته الجسمية الاخرى في اغراض اللبس او البناء او غيرها 0
ولم يات عن النبي محمد (ص) ان منع الناس في تسخيرالحيوان لاغراضه سوى انه امر بالرفق بالحيوان دون ان ياتي عنه انه زجر بشكل شديد او عاقب اي انسان عقابا صارما على تعامله مع حيوان ما حتى وان كان تعاملا قاسيا وقد جاء عن الامام علي ان الانسان يحق له اكل الحيوانات ولكن ليس على سبيل الافراط الذي استنكره عليه السلام بقوله :- ( لا تجعلو من بطونكم قبورا للحيوانات ) وهو نهي لطيف وغير متشدد وهو برايي ينسحب على الحالات الاخرى في التعامل مع الكائنات الحية فان الاعتدال والرفق مطلوب في اي تعامل مع الكائن الحي دون منع ذبحه او قتله لأي غرض من الاغراض التي يحتاجها الانسان0
اما الامر الاخر الذي اتوقف عنده فهو تعاطف الجامعة مع الحمامة بشكل يكاد يكون تعاطفا من النوع الثفيل خارج حدود الشرع الاسلامي في امور الحلال والحرام وقد ادى الى قيامها بفصل الطالب كما جاء في بيأنها او اعلانها 🙁 تم توجيه عقوبة الفصل النهائي من الكلية للعام الدراسي 2021-2022 للطالب علي في قسم المحاسبة المرحلة الثانية استناداً لتعليمات انضباط الطلبة وبسبب تعنيفه وانتهاكه لحقوق الحيوان وقيامه بفعل مناف للأخلاق والآداب العامة. ) 0
عذراً التعليقات مغلقة