بقلم: د. نزار محمود
غداً، وبعد غد، يحتفل السنة والشيعة بعيد الفطر المبارك في العراق. ان المسألة لم تعد رؤية هلال شعبان أو شوال أو ذي الحجة، لقد غدت المسألة سياسة طائفية! انه شرخ وطني كبير أصاب مقتلاً في وحدة شعب العراق.إنها مسألة ترتدي ثوباً عقائدياً يصعب مناقشتها بصراحة، وقد تعاشقت مع اهداف سياسية وأطماع شخصية.إن هناك كثيرين من السنة ومن الشيعة من يدرك تماماً أن القضية ليست قضية إمامة علي أو سنة عمر. إنهم يعرفون تماماً انها قضية سياسية بامتياز ونهجاً من أجل الاستحواذ على السلطة والثروة. هذا الصراع يدفع ثمنه كل من السنة والشيعة البسطاء والضعفاء، أو من المحبين والراجين لوحدة العراق.
وفي اطار هذا “السيناريو” الذي يقوم في العراق وغيره من الدول العربية وجد من لا يحبنا، سنة وشيعة، فرصته الذهبية في ادامة النزاعات والتناحرات بيننا، بعد أن استنفذ ظروف الزمان بين ليبرالي وقومي وشيوعي واسلامي.إنني لست من السذاجة لأتحدث عن رؤية سطحية طوباوية تخديرية دون وعي لمواطن الظلم الاجتماعي الذي عاشته شرائح من أبناء الشعب العراقي عموماً من هذه الجهة أو تلك ممن تمثلت بهذا اللون أو ذاك، بيد أن ذلك الظلم يجب أن يجري التعامل معه في اطار النضال الوطني الواعي والجامع وليس المتخلف والمشتت.
ان من يتصفح تاريخ الشعوب الحية يدرك أن الوحدة الوطنية الواعية والحرة للشعب هي الضمانة الوحيدة لقوته وكرامته. هذه الوحدة التي تقوم على فهم وادراك لما تجره الانقسامات والتناحرات الروحية والسياسية وثقافة الغنائم الاقتصادية والمعيشية من كوارث، من جهة، وما يمكن أن يفتح من أبواب للذئاب المتربصة بنا والطامعة في ثرواتنا والمستهدفة لتاريخنا وحضارتنا ودورنا الإنساني، من جهة أخرى.
إن ما عنيته بعيد تسنن الشيعة، وتشيع السنة في العراق، هو دعوة الى وعي ما يسببه التناحر الطائفي من دمار وطني، وفي المقابل ما يمكن أن يحقق زواله من قوة وكرامة وسعادة.
برلين، ١/٥/٢٠٢٢
عذراً التعليقات مغلقة