الطيب محمد جاده
مشكلتنا في السودان تتمثل في مصيبتان ، المصيبة الأولى متمثلة في وجود ساسة قذرين كالقرود . أما المصيبة الثانية وهي الأخطر و أشد مرارة فهي عقم ساحتنا حاليا إلا أن يشاء الله غير ذلك من الرجل الموهوب المنقذ ، السياسيين يعيشون في حلقة مفرغة لم يستطيعوا البتة التخلص منها ، وهو ما يصرف عنهم الشعب لعدم ثقته بهم .أما العائق الثاني على طريق التغيير فهو الشعب نفسه ، لا يزال الشعب السوداني يؤمن بأن يجد الخير من هؤلاء المنافقين .
من ناحية أخري يعيش رفضا كاملا لحكومة الانقلاب التي زرعة في نفسه الرهبة والخوف ، ومارسة عليه الاحتقار والذلة ، يعيش هذا الرفض بشكل مشوب بالخوف و الرعب ، لا يستطيع معه أن يفعل شيئا. و كيف تريد من الشعب أن يفعل شيئا وهو محبط وفاقد الثقة من كل الجوانب .يقول جورج اورويل السياسيون كالقرود في الغابة اذا تشاجروا أفسدوا الزرع واذا تصالحوا أكلوا المحصول ، هذه العبارة تنطبق على الساسة في السودان ، وما نشاهده اليوم في الساحة السودانية يثبت أننا في زمن حكم القرود .تعتبر القرود من الحيوانات الانتهازية ، فيتحول القرد الى مهرج يرقص ويقفز مقابل كمية موز ! حيث تحكمه المصلحة بعيد عن اي شيء اخر ، كذلك الساسة فما ان تكثر له العطاء فانه يكون مستعدا ان يرقص وينافق بل حتى ان يتحول لعميل مقابل صك بمبلغ كبير ! فلا كرامة ولا عزة نفس تبقى للسياسي امام المال ، ومصيبة السودان بوصول طبقة سياسية انتهازية اكثر من القرود .
كذلك يتميز القرد بانه لص خطير بما يملك من صفات السرعة وخفت اليد ، كذلك السياسي السوداني بارع في هذا المجال ، والتاريخ يشهد علي ذلك ، القوى العظمى تفضل اللص القذر على النزيه الشريف ، المصيبة العظمى ان نجد من يقدس هذه القرود السياسية ويدافع عنها !يتميز القرد بإظهار وجه واخفاء وجه اخر ، فقد يكون مبتسما لك لكن هو في داخله يغلي كي يقضم من لحمك ، كذلك السياسي السوداني تجده يظهر بوجه العفة والزهد والنزاهة وباطنه خلاف ذلك تماما ، فهو المنافق ، وهكذا نجدهم كالقرود يتسابقون بحثا عن قطعة اكبر من الكعكة مقابل ظلم الشعب وتغييب العدل ، والغريب ان الشعب يصدق نفاقهم فهو يحسن الظن دوما بهم .
لقد دخل السودان في الشهر السابع بدون تشكيل حكومة انتقالية ، وكل يوم يزداد تمسك العسكر وتعنت السياسيين ، لا أعلم ماذا يريدون؟ هل يعملون عدم أيجاد حلول لمشكلة الدولة السودانية يوصلنا إلى الهاوية إن لم نصلها أصلاً ، أليس لديكم خوف على السودان كي تستمروا بهذه الا مبالاة.. الشعب أصبح في حيرة من أمره . البلد منهار اقتصاديا وامنينا ومازلتم تعرقلون الحلول. أيها السياسيون لقد وصلنا إلى الهاوية الهالكة. أصحوا وضعوا المصالح الشخصية جانبا انه (سوداننا) الذي تذهبون به نحو الهلاك ولن يرحمكم التاريخ إذا لم تجدوا الحلول قبل فوات الأوان ماذا تنتظرون. نستحلفكم بدماء الشهداء ، نستحلفكم بدموع أمهات الشهداء . لم يعد الأمر يحتمل اكثر فالقادم من الايام اسوء إذا لم يعالج. وسوداننا اكبر منكم جميعا ولن يرحمكم.
عذراً التعليقات مغلقة