كأني أحرث أرضاً بورا
بن يونس ماجن
شاعر مغربي مقيم في بريطانيا
لا املك بيتاً من بيوت الشعر
ولا بحرا ًمن محيطاته
بل لديّ كلمات يتيمة
أصطلي بها
امام جدوة محتظرة
وشمعة حزينة في مهب العاصفة
ذبحت كل أحلامي وقرابيني
واحرقت مسوداتي
على محراب الشعر
ثم دخلت يوما
معبد الالهام
فلم يتقبل توبتي
وتوسلت الى القمر
فلم ينير سبيلي
لن اغادر هذا الحلم
وانا متحزم بكابوس الاوهام
لوكان الامر بيدي
لنبشت ذاكرة الاعوام
ثم القي اللائمة
على تعاسة الايام
كأني احرث ارضا بورا
اسأل الشعر فيجيب:
هل تريد فجاج الارض
أم غبار القحط؟
أم حصاد قافية
لفظتها بحور مفخخة
في راحة يدي قصيدة
لم أقراها بعد
منعني مقص الرقيب
من كتابتها
اربعة عقود
وما زلت احفر على جدران المنفى
حتى اتباعي من الغاويين
فقدوا بوصلة التيه
هكذا هي تجربتي الشعرية
شغب تحت ظل شجرة
امام قطار سريع صادم
يتماهى مع سراب المسافات
ولن يعود ابدا الى المحطة
في كل لحظة حرجة
امعن النظر في ورقة بيضاء
على منضدة مهترئة الاضلع
لا أستطيع استيعاب المسارات الحلزونية
بعضهم يسألني:
متى تعود امورك الى نصابها؟
اقول لهم:
سوف أحذف خمس ثواني
من ساعة يدي
وسانتظر
رعشات شاعر هرم
فقدَ الذاكرة
لينبهني عن الاخطاء الجسيمة
وغير المقصودة
التي ارتكبتها في خربشات
نصوصي الرديئة
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب. -لندن
عذراً التعليقات مغلقة