جبار عبدالزهرة
النجف
/ العراق
هذه العبارة سمعتها من البدو كلما شجرت مشاجرة بين بعض الاطراف يقول البعض لهم (العقل زين) أي حكّموا عقولكم لايجاد حل عادل للمشكلة التي سببت الشجار بينكم وذلك خير من الانزلاق الى منحدرات الصراع الشديد والذي قد يقودكم الى ما هو اسوأ 0
لقد أسقطت صلاة الجمعة الماضية في مدينة الصدر التي دعا اليها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدركل التكهنات الحاقدة وتوقعات النوايا السيئة وحسابات الساعين الى الفتنة والمحرضين عليها وفوتت الفرصة على كل هذه النوايا غير الانسانية وخيبت توقعات كل المتربصين بالعراق واهله الشر والاضطراب بين الناس وتدهور الاوضاع العامة 0
فقد ادى المصلون صلاتهم وفق مضامين النسق الديني الاسلامي الحنيف لهذه الصلاة ولم يدخلوا في ادائها سلوكا منافيا للشريعة الاسلامية من باب الاصطفاف المحابي والمتعانق والمتناسق مع شخص معين او فئة بذاتها وبعد ان فرغ المصلون من صلاتهم غادروا مدينة الصدر بكل هدوء الى اماكن سكناهم في العاصمة الاتحادية بغداد وضواحيها البعض منهم وغادر العبض الاخر عائدين الى محافظاتهم في وسط وجنوب العراق وغيرها ولم تسجل وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية اية حركة شاذة للمصلين عكرت صفو الامن والاستقرار في العاصمة ولم تتوجه الاجهزة الامنية التي قامت بواجبات فرض الامن وتطبيق القانون نحو أي مصل بتهمة تشويه صورة امن المواطنين وتهديد انشطة الحياة بالخطر 0
وبهذا فقد ذر الصدر واتباعه كميات كبيرة من الرماد في اعين حاملي اوعية الزيت في عقولهم وفي سلوكهم وفي كلامهم وهم ينتظرون الفرصة السانحة لصب الزيت على نار الخلاف بين الصدريين والاخر الذي هو الاطار التنسيقي بزعامة نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون فخابت آمالهم الخبيثة وانقطعت رجاءاتهم الملتوية فنكسوا برؤسهم خاسرين للرهان ومدحوري الهدف والنية 0
واعتقد وبوجود العقلاء اصحاب العقول الراجحة والضمائر اليقظة والنيات الحسنة وبرايي هم جميع من ينتمي الى الكتلة الصدرية ومنافسها في دائرة السلطة والساحة السياسية الاطار التنسيقي ان الفرصة ستفوت على المتصيدين بالماء العكر وتقوض اركان رهاناتهم في توسيع دائرة الخلاف بين الكتلتين المنضويتين تحت سقف البيت الشيعي وتدفع بهم نحو الاقتتال كما سماه البعض الشيعي الشيعي 0
ان العقلاء يتمنكون بالقبض بقوة على عبارة (العقل زين) اعتمادا على حزم وارادة الطاقم القيادي للطرفين وجمهورهم من الاتباع والمريدين من ابناء الشعب العراقي الطيبين والخيرين ان الفرصة لن تكون الا خيبة وفشل ذريع للكاشحين للطرفين والذين راهنوا على مظاهرات التيار الصدري في الناصرية ليلة الاثنين / الثلاثاء واعتقدوا انها ستمتد الى المحافظات الاخرى
وسوف تولد انفجارا هائلا بين الصدرية والتنسيقية يهدد امن واستقرار البلد ويصيب بالوهن والاضطراب حياة الناس ومعاشهم ويؤدي الى انحدار العملية السياسية في نفق مظلم من الكوارث الاقتصادية والدبلوماسية والاجتماعية تؤدي الى فناء البنية التحتية للعراق وتدمر جميع مرافق العيش الهادئ البعيد عن المشاكل 0
اتسمت تحركات المتظاهرين بانسيابية اعتيادية كما ان اصواتهم كانت نبرتها هادئة ونظيفة من أي تشنج صوتي يدل على الغضب غير المتزن ولم تتجاوز عبارات كلامهم حد الاستنكار اللطيف المثقف والواعي لما يطلق من كلام والحذر في الفاظ كلامه فصدحت الحناجر في محيط الاستنكار الصوتي الوازن مستنكرة ومحتجة على ما يسمى بالتسريب الصوتي لتسجيلات صوتية منسوبة لزعيم ائتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي 0
وعلى الصعيد ذاته ومن زاوية النظر الى تصريحات مسؤولي التيار الصدري بهذا الخصوص الذي فيه تجاوز صارخ على السيد وصل الى حد التهديد بالقتل الذي جاء ضمن اطار هذه التسريبات فقد اتسمت تصريحاتهم ومواقفهم بالهدوء وعدم التشنج وفقدان الحفيظة ومتناسقة ومتناغمة مع تصريحات السيد بهذا الشان والتي لم يخرج فيها سيد مقتدى عن حدود الكياسة والعلانية عند مخاطبته للسيد المالكي عبر وسائل الاعلام فقد كان عالي الانضباط الاخلاقي وبعيدا عن خلق المعاضل والمشاكل مع الطرف الاخر 0
ويبدو انهم كانوا مدركين تماما انه يتوجب عليهم النظر لهذه التسريبات من زاوية اخرى تخص الجهة التي سربتها وهو رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي كمغا اشارت العديد منةوسائل الاعلام المحلية والعربية وغيرها وذلك من طريق جهازالمخابرات الذي كان يتراسه والذي مازال على ارتباط واتصال معه وفي هذا الوقت بالذات على المستوى الشخصي والمستوى الهدفي من ورائها الذي اشيع فيه ان رئيس الاطار التنسيقي نوري المااكي يبيت نية غير حسنة للكاظمي وانه قد يبعده عن رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس الوزراء فالمالكي اصبح زعيم الكتلة الاكبر في البرلمان والتي بيدها تسمية رئيس الوزراء 0
فالايقاع بين الصدر وبين نور المالكي يؤدي الى ارباك العمل السياسي واضطراب بوصلة الحراك الخاص به ويضع العوائق في طريق الاسراع بتشكيل الحكومة فيجدد الفرصة امام الكاظمي ليبقى رئيسا للوزراء ضمن اطار حكومة تصريف الاعمال الحالية او تشكيل أي نوع آخر من انواع الحكومات 0
اما من جانب الاطار التنسيقي فان رئيسه السيد نوري المالكي اتسم كلامه الموجه الى التيار الصدري بالاحترام والتقدير للسيد مقتدى الصدر مشفوعا بانكار شديد لهذه التسريبات رابطا انكاره بحجة الكترونية وهي تقدم تقنيات الصوت في هذا الاطار والذي يضع بين يدي مستخدميها قدرات تقنية عالية الدقة على فبركة الاصوات تساعد على تقليد اصوات الاخرين بشكل دقيق في التطابق يصعب التشكيك فيه0
وقد جرت محاولات لسحب عشيرة بني مالك وادخالها في جبهة هذا الصراع فما كان من جناب شيخها الفاضل المحترم شيخ عموم هذه العشيرة المبجلة الا انه ناى بنفسه وجميع ابناء عشيرته عن هذا الصراع السياسي الذي لا يخدم الاطراف المتنازعة ولا يخدم مصلحة عموم العراقيين ونصح الجميع بان يثوب كل طرف الى رشده وان يستدعي الحيطة ويركب قارب الحذر 0
اعتقد دون ريب ان عبارة (العقل زين) اخذت طريقها في السجال التخاصمي بين السيد مقتدى الصدر وبين السيد نوري المالكي وان الاوضاع تسير هلى وتيرة من الهدوء العالي وعلى طريق الارجحية ارجحية تغليب الاحلام والاناة من قبل الطرفين اضافة الى تدخل الاوساط السياسية الاخرى ومن مختلف الانتماءات العرقية والمذهبية فمصلحة العراق وشعبه على افتراض انهم سيهتمون بها تستدعي من جميع العراقيين على مستوى النخب والجماهير تهدءة الاوضاع وقطف ونزع فتيل الفتنة 0
وعليه فان الخلاف سينتهي بين الطرفين ولن تتمكن تسريبات صوتية من النفوس الكبيرة والهمم العالية التي يتمتع بها السيد مقتدى والسيد المالكي لن تتمكن من تاجيج نيران الخلاف الدموي السابق بينهما في العام (2008م) فهم على توافق بينهما ومع الجميع من افراد النخبة السياسية في نهب اموال الشعب والفساد في البلد وقمع ابنائه 0
وعلى الرغم من خطاياهم هذه التي لا تغتفر والتي انصبت على انتهاك حقوق الشعب العراقي في التمتع بالخدمات المالية والصحية والكهرباء والتعليم المتطور للاجيال وتحصيل فرص عامل للشباب العاطل والذي تتزايد اعداده بشكل مطرد فانا ناصح لهم بالتوجه نحو انتخابات جديدة يشارك فيها التيار الصدري والجميع دون اقصاء او تغييب او تهميش لاحد عسى ولعلها يكون في نتائجها النهائية حصة للمصلحة العامة للشعب العراقي في البحر المتلاطم لمصالحهم على مستوى الافراد وعلى مستوى الاحزاب 0
عذراً التعليقات مغلقة