حنانيك انَّ بعض الشر

آخر تحديث : الثلاثاء 30 أغسطس 2022 - 10:16 مساءً
حنانيك انَّ بعض الشر


جبار عبدالزهرة العبودي

كاتب من العراق -النجف 

يتبدى لي ان الشعب السوري على قدر من الذكاء فقد را ى بام عينيه ما حل بمصر من سفك للدماء وتدمير للبلد وتدهورلمقومات الحياة المعيشية والاقتصادية المثقلة بالديون الخارجية  وكذلك هو على علم بما يحل في تونس اليوم وهو معروف من قبل معظم شعوب العالم واقطاره  من اضطراب للاوضاع المختلفة ومحن قاسية وما يخيم عليها من دمارعلى يد الرئيس قيس سعيد بعد نجاح الثورة في العام 2011م وازاحة الرئيس زين العابدين بن علي الذي بدا تونسيون يحنون لايامه كحنين العراقيين لايام صدام حسين 0

 قيس سعيد الذي نهض بدعم واسناد من الجيش والشرطة وضرب عرض الحائط كافة مؤسسات الدولة الحديثة للنظام الديمقراطي  من حل البرلمان واسقاط الحكومة وتمزيق القضاء المستقل حتى جاء بدستوركرس فيه سلطة الشخص الواحد وقبض عليها وقعد على كرسي الحكم وهو يمسك بصولجان الترهيب للشعب ولممثليه من الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني وياويل الذي يخرج عن طاعته فانه سيتم بالخيانة لتونس كما حصل مع الرئيس السابق المنصف المرزوقي  0

وان شئنا نعرج على ليبيا فالنزاع  الرباعي بين افراد التسلط والسلطة على اشده  بين الدبيبة وباشاغا وعقيلة صالح والجنرال خليفة حفتر ذلك النزاع الذي جعل كل مقومات الحياة للشعب الليبي في مهب ريح لا قرار لها فالكل منهم لديه يد طولى في دمار ليبيا وخرابها وسفك دماء شعبها البريء منهم ومن افعالهم 0 وقد اندلعت ليلة الجمعة – السبت اشتباكات مسلحة بين ميليشيات مسلحة تابعة لعبد االحميد الدبيبة واخرى تابعة لباشاغا وكانت الحصيلة في الضحايا مقتل 43واصابة 140 شخصا بجروح والاشتباكات مستمرة 0

وكذلك السودان في ظل دكتاتورية حكم العسكر الانقلابيين لذلك آثر السوريون الابقاء على نظام الاسد خوفا من ان تحل بهم وببلادهم كوارث لا طاقة لهم بها 0

بقاء شخص واحد في حكم سوريا  مثل بشار الاسد متهم بارتكاب مجازر بحق شعبه أهون من ان تتسلط على حكم البلد احزاب لا عد لها ولا

وان شئنا نعرج على السودان وما فعل انقلاب العسكر بها  من تطبيع مهين للشعب السوداني مع اسرائيل على يد قائد الانقلاب الجنرال عبد الفتاح البرهان ومن ويلات سياسية في تقويض الديمقراطية ونسفها من الاساس والعودة بها القهقرى الى مربع الدكتاتوبية البشير ية  واما  الحالة الاقتصادية فهي في وضع يرثى له من الركود والكساد والمعيشة  البائسة للشعب السوداني الذي يعتمد جانب كبيرمنها في توفير متطلباتها على المساعادات الخارجية التي توقف الكثير منها لاجبار العسكر على تغيير برنامجهم السياسي  ثم ما زاد الطين بلة هو الفيضانات الامطار الغزيرة التي اجتاحت البلد وتركت عوائل كثرة بلا ماوى بعد ان تهدمت منازلهم  المتداعية اصلا  وهم يواجهون اليوم كارثة انسانية كبيرة  في ظل استجابة حكومية ضعيفة لمساعدتهم  0

هذا غيض من فيض من الماسي والكوارث في الدول التي تغيرت فيها الانظمة الحاكمة بفعل ما سمي في وقتها بثورات الربيع العربي لذلك  فان الشعب السوري قد ادرك ان تغيير النظام بالكامل او تغيير راس النظام لن يحل مشاكله بل سيؤدي الى تعقيدها وتفاقمها في ظل ثلاث جهات كانت ومازالت على الساحة السورية تقاتل لتغيير النظام وهي باقية الى اليوم  وهي الجماعات الديمقراطية والجماعات الاسلامية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي 0

ولكل من هذه الجهات برنامجها الخاص بها الذي ينطوي على ستراتيجية تتضمن كل افكارها السياسية ورؤاها المعرفية ومواقفها من الشواخص الوجودية لغيره من الجهات السياسية والاسلامية والعرقية وغيرها التي لوتم تغيير نظام بشار الاسد وآلت امور البلد اليها  فانه من النمستبعد التقارب بينها والتوافق على صيغة حكم ترضي الجميع وتؤدي الى انتشار الهدوء في البلد واستقرار الاوضاع العامة في البلد واستتباب الامن تحت سلطتهم  0بل ستسوء حالة البلد في كل المجالات وسينشب قتال بينهما من اجل  اهدافها 0لذلك آثر السوريون البقاء على الاسد حقنا لدماء السوريين ووقفا لدمار البلد وانهياره كما حصل في العراق وتونس وليبيا ومصروذلك عملا بالمثل العربي القائل ( حنانيك ان بعض الشر اهون من بعض ) فشر بقاء شخص واحد في حكم سوريا  مثل بشار الاسد متهم بارتكاب مجازر بحق شعبه اهون من ان تتسلط على حكم البلد احزاب لا عد لها ولا حصر وتاخذ في صراع فيما بينها  من اجل السلطة والمكاسب والامتيازات وهذا ما يجري الان في بلدي العراق

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com