جبار عبدالزهرة
/ النجف / العراق
احيي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على موقفها النادر في حصوله والنادر في تبنيه من قبل مسؤول عربي في بلد قد طبع علاقاته مع دولة اقل ما يقال عنها انها استولت على ارض من غير حق وشردت شعبها وهي تمارس معهم اليوم جرائم القتل والتهجير وقطع الارزاق وهدم المنازل والاستيلاء على البعض منها من قبل المستوطنين الصهاينة وتجريف الاراضي الزراعية والبساتين وغيرها من الجرائم 0
الحقيقة اقل ما يقال عنه إنْ هو الاّ موقفُ كريمُ سيذكره التاريخ في صفحاته السياسية والاجتماعية للشيخة مي على اعتبارها فرد من افراد الاسرة الحاكمة في البحرين تسلخ نفسها عن الواقع التطبيعي مع اسرائيل وتناى بها عن الاتهام التاريخي العربي بالخيانة لقضية العرب الاولى وهي قضية فلسطين وترفض الانجرار نحو ان تكون اسيرة سياسة استتباعية للمشروع الامريكي الساعي الى دمج اسرائيل مع دول المنطقة بقوة الضغط الامريكي العسكري والحمايوي للحكام العرب تحت ذريعة هي الخطر الايراني الذي يهدد وجودهم كحكام ويهدد وجود بلدانهم كدول مستقلة والتي قد تكون من دون الحماية الامريكية اراضي تابعة للنفوذ الايراني وتمدد مصالحها واطماعها التاريخية المعروفة في منطقة الخليج العربي على الاخص 0
احييها كمواطنة عربية اصيلة عبرت عن اصالتها في العزوف عن المشاركة في خطوة تعزز التطبيع البحريني وترفع من منزلته فاسرائيل في توجهها نحو كسب العرب والاندماج معهم كالغريق الذي يقال عنه انه يتعلق بالقشاية املا في انقاذ نفسه من الموت غرقا 0
ولذلك فاسرائيل تتشبث اهتماما باية خطوة يخطوها مسؤول عربي او باية كلمة يتفوه بها خاصة اذا كان بحجم الشيخة الثقافي والسياسي والاداري ووزنها العائلي (عضو في الاسرة الحاكمة في مملكة البحرين ) ومنزلتها السامية في سلم الوظائف السلطوية العليا والمتقدمة ضمن اطار الادارة والحاكمية في كل بلد ليس في مملكة البحرين فقط 0
فقد كانت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة مسؤولة بحرينية كبيرة وقد قامت باعباء مهام رسمية لأكثر من 20 عاما، فشغلت منصب وزيرة الإعلام البحرينية، ويشار الى انها أول امرأة تشغل هذا المنصب ، كما شغلت منصب وزيرة الثقافة البحرينية وقد حصلت وبامتياز على لقب سادس أقوى امرأة عربية في اطار مشاركة الرجل في الادارة الحكومية والسياسة الرسمية وذلك في عام 2014م في القائمة التي أعدتها مجلة فوربس الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق فلو ان الشيخة مي صافحت السفير الاسرائيلي ايتان نائيه في اثناء حضورها جنازة والد السفير الامريكي في البحرين فان اسرائيل ستفهم او تستغل هذه المصافحة على انها حركة تناغم وفعل توافق ورضى وتاييد وتطابق مع اسرائيل في وجودها كدولة احتلال وككيان عنصري السياسة مع الفلسطينيين ويذلك تسخرها باهتمام بالغ لتصب في مجرى مصالحها وتتلقفها بقوة غير مسبوقة وتسلط عليها اضواء الاعلام الرسمي وغير الرسمي وتوظفها بالاتجاه الذي يحسن صورتها ويوسع دائرة قبولها لدى المواطن العربي وعلى الاخص في الدول التي اندمجت مع اسرائيل بعلاقات تطبيعية مثل مملكة البحرين 0
واخيرا وليس آخرا احيي هذه الشيخة الفاضلة ثالثة لموقفها التي وثقت به حالة الرفض للتطبيع مع الكيان المحتل ليس من الشارع البحريني ولكن من داخل كيان الاسرة الحاكمة امراة ترفض ان تبيع كلمتها وموقفها الى مغريات الموقع الوظيفي المادية من اموال ومكافئات ومكاسب ومكانة رسمية ومنزلة اجتماعية واقول لها ان التاريخ سيذكر لك هذا الموقف الانساني المشرف الذي يؤشر قناعتك بان اسرائيل لا تستحق منك حتى المصافحة وهي قناعة كل عربي اصيل المنبع نبيل الفرع وسوق يذكر اسمك الى جانب اسماء النساء العربيات اللواتي كافحن الظلم والطغيان مثل المناضلة الجزائرية جميلة بوحرد والشهيدة الفلسطينية شهيدة نضال (الصوت والصورة ) شيرين ابي عاقلة 0
وسيكتب اسمك واسم كل امراة انتصرت لاخوتها العرب في فلسطين باحرف من ذهب في كل محفل كريم وذلك يوم يحرر العرب والمسلمون فلسطين من الكيان الصهيوني المحتل في الحرب الرابعة والتي سيكون النصر المؤزر فيها حليف العرب والمسلمين كما قال الامام علي عليه السلام والذي ذكر :- ان اليهود ستاتي من الغرب لتقيم دولتها في فلسطين ويكون العرب والمسلمبن يوم ذاك ضعفاء ومتناحرين وتجري ثلاثة حروب بينهم وبين اسرائيل تربحها اسرائيل جميعا وقد كانت بالفعل وهي ( حرب 1948م وحرب 1967م وحرب1973م ) اما الحرب الرابعة فستكون نتيجتها لصالح العرب والمسلمين بزوال اسرائيل وعودة ارض فلسطين الى اهل الشرعيين انشاء الله 0
عذراً التعليقات مغلقة