لا نستبعد أن  الأزمة العراقية لعبة ايرانية مفتعلة ؟ 

آخر تحديث : الأحد 4 سبتمبر 2022 - 4:48 مساءً
لا نستبعد أن  الأزمة العراقية لعبة ايرانية مفتعلة ؟ 

د. فارس قائد الحداد 


تشهدت العراق أزمة سياسية مفتعلة طاحنه منذ شهر تتصدر عنوانها   التيار الاسلاموي الشيعي جناحي تيار الصدر والإطار التنسيقي تحالف المالكي على خلفية خروج الصدر للشارع ودعوة انصارة للخروج بمظاهرات مليونية احتجاجية تحت مسمى ثورة ضد الفساد في البلاد  واقتحام انصاره مجلس النواب اخرها اقتحام القصر الجمهوري في بغداد وهروب الإرهابي المرتزق نوري المالكي إلى إيران .
خروج الصدر وأنصاره للشارع تحت مبررات حل البرلمان وإجراء انتخابات نيابية مبكرة  لم يكن في حسبان القوى السياسية العراقية كالاطار التنسيقي الشيعي “تحالف المالكي ” والقوى الأخرى التي لجئت أيضا للشارع  كوسيلة لابراز قوتها السياسية على الساحة في مواجهة مطالب التيار الصدري  .
دعوة الصدر بالمظاهرات وتمسكة بشروط حل البرلمان واجراء انتخابات نيابية مبكرة قوبلت برفض صنف من القوى السياسية الشيعية  العراقية كالاطار التنسيقي تحالف المالكي المدعومين كليهما من إيران  والأطراف الغربية  الأخرى التي تحكم قبضتها على فصول الأزمة السياسية في البلاد  سوء كانت مع تيار الصدر وتحالف المالكي أو ضدهما . 
ومع تنامي حدة الاحتقان السياسي في البلاد رعت اربيل وبغداد لقاءات ومؤتمرات المصالحة اخرها انعقاد مؤتمر الحوار  برعاية الكاظمي رئيس الوزراء العراقي  والمبعوثة الاممية جنين بلا سخارت الأربعاء الماضي بيد أن هذه اللقاءات والمؤتمرات فشلت في التوصل إلى اتفاق بين الأطراف السياسية الشيعية العراقية لإنهاء الأزمة لاعتبارات كثيرة: 
١_ الأزمة السياسية الشيعية العراقية تديرها قوى خارجية وخاصة  إيران  وفق صراع المصالح والنفوذ وليست بيد الصدر والإطار التنسيقي “تحالف المالكي ” كما يفهمة البعض بل إن الصدر والإطار التنسيقي تحالف المالكي ليسوا الا أدوات محركه لتمرير ما تبقى من اهداف ومخططات المحتل الإيراني في العراق .
٢_ ضلوع اليد الإيرانية ومباركة غربية  في الأزمة السياسية الراهنة حيث تسعى طهران لدعم حلفائها من الجناح الشيعي الموالي لها ضد التيار الشيعي الصدري وخاصة بعد إعلان التيار الصدري رفضة لسياسة إيران في العراق إضافة إلى مطالبتة باستقلال القرار العراقي ورفضه للمليشيات المسلحة المدعومة من إيران كالحشد الشعبي وداعش وأخواتها من الفصائل المسلحة خارج إطار الدوله ودعوته الى حل هذه المليشيات واحترام سيادة القرار العراقي والدولة العراقية الأمر الذي أثار حفيظة النظام الإيراني المتهالك معتبر تمرد التيار الشيعي الصدري يتنافى مع مصالحه العدائية  في العراق وهذا ما لا تريده إيران أن يحدث .  ٣_  ان الازمة السياسية العراقية هي مسرحية  لصراع قائم أو مؤقت  بين قوى المحتل  الإيراني وأدواته  على تقاسم ثروات العكعة العراقية من خلال دعم التيار الشيعي الصدري والمالكي بوقت واحد لفتعال الازمة والتصادم امام الرأي العام العراقي والعربي والدولي لكن في الخفى كليمها يعملون تحت مبدأ قد يختلفون لكنهم يتفقون على خدمة مصالحهم ومصالح ايران  حتى ولو كان على حساب مصالح الشعب العراقي بحيث تسعى ايران  لدعم مواليه بما يضمن لإيران   بقاء العراق تحت وصايتها واحتلالها الذي يضمن لهمها  استمرارية نفوذها العسكري والسياسي  في الملف العراقي لفترات طويلة .
٤_   أن الأزمة السياسية العراقية قد تكون  دليل على تنامي عمق الخلاف والصراع والنفوذ داخل التيار المرتزق الشيعي نفسة الصدر والمالكي فاحدهم ربما أراد أن يتطهر من نجس العمالة والارتزاق ويريد عراق مستقل عن سياسة ومصالح إيران  بحيث تكون دولة للعراقيين جميعا وليس للتيار الشيعي الموالي لإيران . 
٥_   أن الأزمة السياسية العراقية قد تكون مفتعله ولعُبه بين التيار الشيعي الصدر والمالكي لمحاولة كل منهما كسب ود طهران وإظهار كل منهما قوته وتأثيره في الشارع على الصعيد الديني المرجعية الشيعية او السياسي والذي يستحق اي منهما أن يصبح مندوب مرتزق لطهران في حكم العراق والانفراد الديني الشيعي بالحكم وإقصاء الجانب السياسي والقوى والأحزاب السياسية العراقية الأخرى كاحزاب السنة والاكراد العرب من المشاركة السياسية في البرلمان والحكومة ومجالس المحافظات .
٦_  أن الأزمة السياسية العراقية بين التيار الشيعي الصدر والمرتزق نوري المالكي لا نستبعد انها جاءت بضوء اخضر من المحتل الإيراني الهدف منها سحب  البساط ما تبقى تحت النفوذ الامريكي في بعض الملفات والمصالح  واستخدامها كورقة ضغط على أمريكا وأوروبا والغرب للوصول إلى اتفاق  حول برنامج إيران النووي وخاصة مع اقتراب موعد المشاورات بين إيران واروربا والغرب حالياً .

ناشط وصحافي يمني *

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com