د.فارس قائد الحداد *
تداولت صحف غربية بان الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي امتنع عن الحضور في مقابلة صحفية مع محطة (سي إن إن) في نيويورك بسبب رفض صحفية في المحطة الأمريكية ارتداء غطاء للرأس ،إذ كتبت الصحفية كريستيان امانبور على تويتر:” بعد مضي 40 دقيقة على البداية من إجراء اللقاء الصحفي جائها أحد المستشارين وقال لها إن رئيسي رفض المقابلة و اقترح أن تضع غطاء على رأسها، لكنها رفضت ذلك ولسان حالها يقول بالمثل الشعبي للمستشار وابراهيم رئيسي معاً “طز فيك اذهب إلى الجحيم لست مكسب لكي لا نخسر لقاءك ” .ونحن لسنا في دولتك لتفرض شروطك ومطالبك السخيفة علينا وانها في مدينتها نيويورك وليست طهران وفي دولتها لها عاداتها وتقاليدها وخصوصيتها حيث لا توجد قوانين أو تقاليد تتعلق بأغطية الرأس في الدول الغربية كلها.
وقالت أن هذا الأمر الذي طلبه ابراهيم رئيسي لم يطلبه منها أي من الرؤساء الإيرانيين السابقين الذين أجريت معهم مقابلات صحفية خارج إيران “.
ولو تتبعنا مسارات المشاركات واللقاءات الدولية لا يوجد أي رئيس او زعيم في العالم من يرفض إجراء مقابلة صحيفة بسبب يخص الصحفية لان شعرها مكشوف او انها محجبة إلا من هو متطرف على شاكلة ابراهيم رئيسي .
لأنّ مثل ذلك مطلب غير منطقي وغير أخلاقي ، ويتنافى مع العمل الصحفي والإعلامي والأعراف الصحفية والمشاركات واللقاءات الدولية ولو وضعنا رئيس ما غربي أو أوروبي بمكان ابراهيم رئيسي وهو في زيارة إلى ايران مثلاً وطلبت صحفية إيرانية محجبة إجراء لقاء صحفي هل سيرفض بسبب انها محجبة وضروري نزع الحجاب الجواب بكل تأكيد لا .
ربما تعمد رئيسي أن يرفض إجراء المقابلة مع صحفية بسبب شعرها وبشروط لأهداف في نفسه لكن رفض الصحيفة الأمريكية لشروطه لإجراء المقابلة متعمد ايضا لتوجه له صفعه اعلامية _سياسية بوقت واحد لها أبعادهما انها أظهرت حاله التعاطي السلبي والنظرة الرسمية الإيرانية الحاقدة والعنيفة مع الصحفيات والنساء اللواتي لا يكونن على حسب مواصفاتهم او حسب توجهاتهم هذا من جهة ودلالة عن حجم الغباء السياسي في المشاركات واللقاءات الدولية لدى ابراهيم رئيسي من جهة أخرى .لا يهم أن قبل إجراء المقابلة مع صحفية او رفض ولا غرابه ايضاً عندما نقول كيف لرئيس مثل هذه المتطرف أن يرفض إجراء المقابلة مع صحفية بسبب شعرها وهو الرجل الدموي الذي ينظر للنساء بشكل عام بزدراء واحتقار واستعلاء وقاتل نساء شعبه اخرها الفتاة الكردية مهسا جينا ٢٢ عاما التي قتلتها ما تسمى شرطة الاخلاق اقصد شرطة الارهاب الايرانية لسبب تافه هو أن شعرها مكشوف وبدم بارد ، فأي دين وباي مذهب من يحلل لهم ارتكاب مثل تلك الجرائم البشعة !!
لما لا يرفض وهو المتطرف القادم من أوكار التفخيخ واوحال الاجرام والارهاب ومستنقع الافكار والايديولوجيات الاسلاموية المتطرفة الذي قذف به واوصله نظام عقائدي مؤدلج متطرف متوحش توراث العنف والعدوانية الاستعمارية التوسعية في كل مراحل نشأته ماشيا على أفكار شيطانهم الأكبر الهالك ليتولى منصب رئيس للبلاد الذي لا يستحق ذلك المنصب او حتى لفظ كلمة رئيس لرجل إرهابي مثله.
المفارقة العجيبة أن إبراهيم رئيسي سافر إلى أمريكا على هامش زيارته للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لم تكن زيارته تلك لتمثيل دولة تحترم حق الانسان وحق الجوار بقدر ما هي زيارة لتمثيل اشبه ما تكون بدولة عقائدية راعية للإرهاب والايديولوجيات الاسلاموية لها تواجهها العدائي التوسعي منذ قيامها والى اليوم .
فزيارته تلك لتأكيد ايضاً انه يحمل نفس الصورة النمطية المشوه المعتادة في سياسة ايران العدائية الداخلية والخارجية منذ سنوات ،وهي الصورة المتجردة من أخلاقيات السياسة وحقوق الانسان الصحفي واداب الزيارات والمشاركات وقيم اللقاءات الصحفية، كل هذه كشفتها هذه المرة الصحفية كريستيان امانبور .
باحث يمني في التنمية الديمقراطية والقانون الدولي*
عذراً التعليقات مغلقة