جبار عبدالزهرة
النجف/ العراق
نعم انه من غرائب الامور ما ذكرته بعض وكالات الانباء العالمية من ان الولايات المتحدة الأمريكية عبرت عن استعدادها للعمل مع حكومة عراقية تضع سيادة واستقرار العراق على رأس أولوياتها0
انه من الغريب حقا وصدقا ان يصدر هذا الكلام عن الادارة الامريكية التي ما زالت تحتل العراق وفق كل القوانين والاعراف والمقاييس ،ومن الادلة الصارخة على ذلك فهي تحتفظ في المنطقة الحمراء بعد ان سفكت فيها دماء العراقيين اثر اعتصام الصدريين فيها قبل الاربعينية الحسينية بسفارة كل الدلائل تشير الى انها جيش بحاله ومزود بمختلف انواع الاسلحة الحديثة ذات القدر التدميرية العالية وليست جهة دبلوماسية تنأى بنفسها عن التدخل بشؤون العراق الادارية والسياسية كما هو معروف عن سياقات واصول عمل البعثات الدبلوماسية علاوة على ذلك هو احتفاظها بـ(2500 ) عسكري من قوات المارنز منتشرة داخل الاراضي العراقية ترفض سحبها باستمرا رغم مطالبة الحكومة العراقية المستمرة لها بذلك 0
وهذا دليل على ان العراق بلد محتل بامتياز من قبل امريكا لذلك فهو لا سيادة له على اضه ولا استقلال ناجز يتمتع به ثم ان النظرة السطحية لسياقات وركائز السياسة الخارجية الامريكية ومنطلقاتها تؤكد ان الاداة الامريكية ماضية بمشروعها السياسي غير الانساني الرامي الى انهاك العراق وزعزعة الامور فيه على كل الاصعدة 0
وانه ليس من المقبول ان الادارة الامريكية بعيدة عن العملية السياسية الجارية في العراق منذ العام 2003م بعد قيامها بغزو العراق واسقاط النظام البعثي الحاكم فيه وانها بمعزل عن التدخل بكل تفاصيل العمل السياسي والاداري في العراق 0
ان حالة الانسداد السياسي التي يمر بها العراق اليوم وما رافقها من تعقيدات تكبل حركة العمل الاداري واالسياسي فيه فامريكا هي المسؤولة عنها مسؤولية مباشرة وصانعة بقوة الفرض الارادي لكل قرار او توصية او اجراء يخرج او يصدر عن الجهات التشريعية والتنفيذية في العراق وحتى القضائية فان بصمات السياسة الخارجية عليه واضحة وضوح الشمس لذي عينين فحتى الاعمى الذي لديه ولو معرفة بسيطة بطبيعة السلوك الاستعماري لا يصدق ان امريكا قطعت اكثر من عشرة آلاف من شمال الكرة الارضية الى جنوبها بدعوة امتلاكه لاسلحة الدمار الشمال والتي اعترف بها الكثير من المسؤولين الامريكيين انها ذريعة كاذبة وغزت العراق واحتلته دون ان تكون لها اهداف ومصالح من وراء ذلك كانت سببا جوهريا في تدمير البنية التحتية للعراق اضافة الى التسبب بتمزيق الوحدة الوطنية وسفك دماء ما لا يقل عن 3 ملايين عراقي وتهجير ونزوح اضعاف ذلك العدد من العراقيين الى الدول المجاورة ومنها سوريا
ليست هناك قرارات سياسية مهمة تصدر عن الفرقاء المتنازعين في ظل الاوضاع الداخلية المضطربة التي تعصف بالعراق بسبب تدخل الادارة الامريكية من خلف الكواليس وكان آخر سيناريو لها هو ومن خلف الكواليس ايضا تاسيس قوة سياسية داخل البرلمان من المستقلين تحت عنوان تحالف (موقف العراق ) وقيام هذا التحالف دليل ساطع على لعبة المحتل السياسية في زيادة عدد الاطراف المتصارعة على ساحة المشهد السياسي العراقي مما يسهم في اتساع رقعة الخلاف والنزاع لكرثة الاهداف المتباينة نتيجة للزيادة العددية بين الفرقاء المتنازعين على مستوى المجموعة والافراد 0وهذا بدوره يزيد من عقبات عرقلة الوصول الى حل للمشكل السياسي العالق منذ عشرة اشهر بسبب التدخل الامريكي السافر بالشان العراقي
عذراً التعليقات مغلقة