بيروت- قريش
وصف السيناتور الأمريكي كريس فان هولين، يوم الخميس، ان النظام الايراني “يجب الا يلوم سوى نفسه على تصاعد الاحتجاجات السلمية بسبب قمعه للشعب الايراني، والا يحاول تصدير ذلك الى العراق”.
ووصف السيناتور الديمقراطي والذي انتخب لثلاث دورات في مجلس النواب، الهجمات الإيرانية الاخيرة على اقليم كردستان العراق والتي راح ضحيتها ١٣ من أحزاب معارضة والمدنيين بأنها “تطور خطير”، مؤكدا على اهمية استمرار الولايات المتحدة في دعم “حلفائنا الكورد” الذين وصفهم بأنهم “شركاء رئيسيون”.
لكنه راوغ بذكاء حين تحدث عن تغيير النظام في ايران.
جاء ذلك في إجابات في مقابلة مع الخدمة الكردية في اذاعة “صوت امريكا”،حيث قال هولين، وهو ايضا العضو الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، حول قصف الحرس الثوري الإيراني مناطق في اقليم كردستان بالصواريخ والطائرات المسيرة، ومدى خطورة ذلك على الاستقرار الإقليمي، “حسنا انه امر خطير، وهو انتهاك لسيادة العراق بالنسبة لتجاوز الحكومة الايرانية الحدود ومهاجمة المواقع والاشخاص في الجانب العراقي”.
واوضح ان “الحكومة العراقية والولايات المتحدة كانتا واضحتين للغاية بأن هذه الانتهاكات للسيادة، يجب ان تنتهي”.
ويصب حديث السيناتور البارز في اطار سياسة الرئيس بادن في التعامل الدبلوماسي وعدم التصعيد مع ايران، مع استمرار الضغط النفسي عبر تصريحات إعلامية.
وأضاف السيناتور ان على الولايات المتحدة القيام بما في وسعها لحماية سيادة العراق.
وبشأن عمليات التوغل اوالقصف التركي ايضا، قال السيناتور الامريكي ان القوات التركية تشن هجمات منذ شهور في مناطق الاقليم، حيث قتل العديد من الابرياء، مضيفا “يجب على الجميع خارج العراق ان يضعوا حدا لانتهاكاتهم لسيادة العراق. القوات الامريكية موجودة هناك بدعوة من حكومة العراق، ولكن هذه القوى الخارجية الاخرى لا”.
وتطرق السيناتور الى استهداف القنصلية الامريكية في اربيل بالقصف والتهديد من جانب الميليشيات المدعومة من ايران وما يتحتم على الولايات المتحدة القيام به من اجل دعم حليفتها حكومة الاقليم، فقال ان “الولايات المتحدة كانت تقوم بشيئين، الاول هو دعم الحكومة العراقية حيث لدينا الان التحدي المستمر في تشكيل حكومة عراقية، ونأمل أن يتم حل ذلك، ونعمل مع الاطراف لمحاولة حل ذلك”.
واضاف السيناتور الامريكي “لكننا بحاجة ايضا الى الاستمرار في دعم حلفائنا الكورد الذين كانوا شريكا رئيسيا في القتال ضد داعش وغيرهم في المنطقة الذين يمثلون اطرافا خبيثة”.
واوضح هولين ان واشنطن “قامت بتقديم الدعم المستمر والتدريب للقوات الكوردية، ولكن من الواضح ايضا في سياق دعم الجيش العراقي بشكل عام”.
وتناول السيناتور إصدار الرئيس الامريكي جو بايدن يوم الاثنين بيانا يتحدث فيه عن اتخاذ المزيد من الاجراءات ضد مرتكبي اعمال العنف في ايران، قال هولين “اعتقد ان ما ستواصل ادارة بايدن القيام به هو البحث عن الكيانات التي تشكل جزءا من هذه الشبكة التي تقوم بقمع الاحتجاجات السلمية بهذه الطريقة الوحشية”.
وسخر السيناتور الأمريكي من اتهام المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي ومسؤولين ايرانيين الولايات المتحدة واسرائيل بالتآمر في الاحتجاجات الجارية في ايران، قائلا “هذا مثير للضحك، ولدى ايران عادة توجيه اصابع الاتهام الى الاخرين عندما يحتاجون إلى النظر في المرآة”.
واضاف ان “هذه الاحتجاجات هي نتيجة طبيعية للحرمان المطلق من حقوق الانسان الاساسية للناس. وهناك نظام يستمر في قمع حقوق الإنسان تلك، من اجل حرمان النساء من الحريات الاساسية، ولهذا فأنه الطبيعي ان يكون هناك هذا النوع من رد الفعل من الاشخاص الساعين ليكونوا احرارا”.
وتابع السيناتور الامريكي قائلا “اعتقد ان الولايات المتحدة تبقي على خط تواصل مفتوح مع المجتمع المدني داخل ايران الى الحد الذي يمكننا من التواصل مع مجموعات المجتمع المدني داخل ايران”.
الا انه قال “اذا كنت تسألني عما اذا كان يتحتم على الادارة ان تتبنى سياسة التغيير العلني للنظام ام لا، فاعتقد ان الادارة تتبع المسار الصحيح في الوقت الحالي. واذا نظرت الى الوضع على الارض، اعتقد ان ادارة بايدن تستجيب كما ينبغي”.
وعما اذا كانت الولايات المتحدة ستساعد الشعب الايراني في اسقاط هذا النظام، قال هولين “ارغب شخصيا ان ارى هذا النظام يذهب. السؤال هو كيف ستسير الامور؟ واذا كان الايرانيون يريدون ان يقوموا بذلك بايديهم، فهذا هو السؤال الذي يتعين عليهم تحديده. لكن ما يجب على الولايات المتحدة ان تحرص على عدم القيام به هو الاقتراح باننا على سبيل المثال، سنستخدم جيشنا او قوتنا في محاولة استبدال النظام في ايران”.
وحول تأثير الاحتجاجات الايرانية على موقف العديد من النواب الامريكيين من كلا الحزبين السياسيين والذين طالبوا ادارة بايدن بوقف محادثاتها مع ايران من اجل احياء الاتفاق النووي، قال هولين “لا اؤيد الابتعاد عن محاولة التوصل لحل دبلوماسي يمنع ايران من الحصول على سلاح نووي.. السؤال هو كيفية تحقيق هذا الهدف؟ هناك من يود خوض الحرب في المنطقة. لكن وجهة نظري، وانا على علم بوجهة نظر الرئيس بايدن، وهي اننا جميعا سنكون افضل حالا في حال تحقيق هذا الهدف بشكل سلمي”.
دور ايران في العراق
وتابع السيناتور الامريكي قائلا ان “افعال ايران الخبيثة في العراق تحدث الان في غياب خطة العمل الشاملة المشتركة (النووية)، وقد تزايدت افعالهم في العراق بشكل كبير بعد ان مزق الرئيس دونالد ترامب خطة العمل الشاملة، واصبحت ايران اكثر عدوانية في العراق”.
وختم السيناتور الامريكي بالتذكير بأن الرئيس الاسبق رونالد ريغان اطلق في منتصف الحرب الباردة على الاتحاد السوفييتي “امبراطورية الشر”، الا انه تفاوض مع موسكو حول اتفاقية للحد من الاسلحة النووية، حيث انه في ذلك الوقت كان ذلك في مصلحتنا، ومن مصلحتنا بالتأكيد منع ايران من امتلاك سلاح نووي، ومن مصلحتنا الوقوف الى جانب الشعب الايراني ودعمه في حربه ضد القمع”.
عذراً التعليقات مغلقة