عبد اللطيف الصافي
شاعر من المغرب
أعرِفُ أنَّ أجْراسَ الخَريفِ قدْ دقَّتْ
غاضِبةً
و أعرِفُ أنَّ الرَّبِيعَ مَا زالَ بَعِيداً
و أنَّ الشِّتاءَ الغامِضَ
قدْ يأْتِي مُتأخِّراً
مُتقطِّعاً
وقدْ لا يأْتِي أبَداً
وحْدَها الرِّيحُ
لا تهَادِنُ
ترْعَى قَطيعاً منَ السَّحابِ
المُرْتعِشِ
في سَماءٍ مُكْتظةٍ بألْوَانِ قُزحٍ
تكْتَحلُ بصَدَى رعْدٍ عابِسٍ
وومِيضِ برْقٍ خاطِفٍ
وحْدَها الرِّيحُ الشَّارِدةُ
تزْرعُ الرُّعْبَ في الشُّرُفاتِ
في هدْنةِ الأعْشاشِ
في غَمْرةِ الأعْراسِ
تصُبُّ أنينَ الزَّمنِ في جوْفِ النَّاياتِ
و الشَّجرةُ التِي بِلا ظِلٍّ
الشَّجرةُ المُتَعريَّةُ
تلْكَ التِي بعُيونٍ ظامِئَةٍ
تحدِّقُ في الغُبارِ
المُسْتطيرِ
وحْدهُ صوْتكِ
المُفْعمُ بابتِهالاتِ الألمِ
ونشِيجِ الغيْمِ
يُدَلِّلها
يُبلِّلُ جُذورَهَا المُنْغرسَةَ في الدَّمعِ
المُخْتبِئِ في النَّدَى
فيُصيبُها برعْشةٍ منَ الفرَحِ
في صوْتكِ
المُدجَّجِ بفيْضِ الحَنينِ
أنْهارٌ منَ المُوسِيقى العَذْبةِ
تُؤجِّجُ الدَّمَ في عرُوقِها
الشَّجرةُ التِي تُورِقُ في قلْبِي .
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة