جبار عبدالزهرة
/ النجف / العراق
على ضوء اعلان وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن مساء الاثنين الفائت الذي صرح فيه على ان الوقت قد حان لانهاء الحكم العسكري في السودان ، بيد ان اللافت للنظر في تغريدته قوله ( تقريبا ، قبل سنة من اليوم ، انقلب الجيش السوداني على حكومة بقيادة مدنية ، فقوض التطلعات الديمقراطية لشعبه ) 0
لا اعتراض لدي يا سيد بلينكن على افتراض حسن النية الامريكية وهو امر مستبعد حتى في اطار الافتراض فامريكا دولة استعمارية همها الدائم خدمة مصالحها واهدافها على اية بقعة من الكرة الارضية في اي عمل سياسي او عسكري او اقتصادي او تجاري تقوم به ظاهره تقديم الدعم والمساعدة للاخر وباطنه استغلال الشعوب واحتلال اوطانها ونهب خيراتها 0
ولكن على ضوء قوله تعالى (إنّ بعض الظنِّ اثم ٌ ) اظن خيرا بالادارة الامريكية في ان تتحرك عوامل الفعل الانساني لدى هذه الادارة تحت قيادة جوزيف بايدن والشعور بآلام الاخرين ومحنتهم وعقد العزم من اجل تقويض عوامل ازماتهم ووضع حد لمعاناتهم وانتشالهم من قارب الخطر الذي يبحر في بحر متلاطم من المشاكل والفوضى العارمة وخاصة في حالة مضنية مثيرة للشفقة مثل حالة الشعب السوداني الشقيق 0
ولكن نحن في العراق مضى علي معاناتنا زمنا طويلا قياسا الى زمن معاناة الاخوة في السودان والذي قلت عنه في تغريدتك ( تقريبا قبل سنة من اليوم ) من هنا الم يحن الوقت يا سيد بلينكن لانهاء حكم المحاصصة الطائفية في العراق والتي مضى عليها ما يقرب من عشرين عاما بعد غزوكم للعراق في العام 203م ثم قمتم بتشكيل حكومة طائفية فيه من كل شب من الناقصين ومن كل دب من المارقين ومن كل هب من كبار اللصوص وكل من اشرأب بعنقه من عملاقة الفاسدين 0
فكانت حكومة محاصصة بكل المقاييس والاعراف وبنظر كل الخيرين في العالم حتى في داخل بلادكم وداخل البلدان الثمانية عشرة التي شاركتكم في غزو العراق فهي حكومة ليس لدى افرادها اي خبرة في السياسة وليس لديهم اي باع في الدبلوماسية ولا كفاءة في الادارة فدخلت البلاد في حالة من التخبط السياسي والاداري والمجتمعي واضطراب الاوضاع على يد هذه الحكومات من العام 2003م الى اليوم والتي قوضت كل القيم والمبادى الديمقراطية فيه واغتالت الامن والامان بين اهله واجتثت الاستقراربين ربوعه وزرعت عوضا من ذلك الاضطرابات السياسية وتعميق الخلافات الفكرية وجذرت ونشرت الفوضى المجتمعية 0
وعممت على مدى ما يقرب عقدين من الزمن احياء الانتماء العرقي بين سكانه وعمقت الشعور بالانتماء الطائفي بينهم ورسخت التفرقة الدينية والمذهبية والاثنية في نفوس مكونات التركيبة السكانية في بلاد الرافدين بلاد الحضارة وارض مسلّة اول صفحة مشرقة في حياة الانسانية نادت بحقوق الانسان على يد حمورابي 0
كما انها سعت بكل ما لديها من مشاعر البغض للشعب العراقي وبكل ما انطوت عليه جوانحها الحاقدة عليه الى انتزاع الروح الوطنية لدى كل عراقي وغذت الروح الانفصالية لدى كل انتماء قومي او ديني ودفعته نحو التشبث بمساعي الانسلاخ عن اخوته في المواطنة وفي عشق الارض وفي حب الوطن 0
وافسدت حياة المجتمع العراقي ودمرت العلاقات الاخوية والانسانية التي كانت تطبع حياة العراقيين بطابع الاخوة العراقية والحقوق الانسانية والوطنية ولم تكتف بذلك بل توجهت نحو المال العام بكل ما لديها من وسائل السرقة والنصب والاحتيال وبكل ما لديها من طرق الكذب واساليب التلاعب بادوات السلطة وتسخير آلياتها لخدمة مشاريعهم في مختلف مناحي الفساد بمختلف اشكال ممارسة السرقة المالية وسرقة الحقوق الوظيفية وطمس معالم الادارة السليمة للبلاد من اجل خدمة اهل البلد الذين طالت معاناتهم وازدات قسوة الحياة عليهم بعد الجفاف الذي اصاب بلادهم وانعدام حالة العيش المطلوب بالرخاء وتلاشي فرص العمل للشباب العاطل واضطراب الامن والاستقرار في ربوع العراق0
لقد قلت في آخر تغريدتك بشان السودان ( الوقت حان لانهاء الحكم العسكري ) وانا اضم صوتي الى صوتك بهذا الخصوص فمعاناة الشعب السوداني اليوم كبيرة بعد اغتيال احلامه في اقامة حكم مدني ديمقراطي في ثورته ضد نظام البشير وذلك من قبل الانقلاب العسكري الذي قام به قائد الجيش الفريق الركن عبدالفتاح البرهان والذي رافقه تصاعد حالة القمع في البلاد على يد العسكر انفسهم ضنا منهم بان ممارسة العنف والقمع تجبر الشعب السوداني على السكوت عنهم والخضوع لهم 0
وكذلك اذا عدنا بهذه المعاناة الى الوراء الى ايام عمر البشير تكاد تكون من النوع الثقيل جدا في القسوة والتعسف والظلم ساهمت مساهمة ظلامية في تفجير الاوضاع في هذا البلد العربي وادت الى سفك دماء غزيرة من اجساد شعبه والى اضطراب الاوضاع المعيشية والامنية والاقتصادية فيه واهم ما في ذلك هو تقويض احلامه في حكومة ديمقراطية تحل محل حكومة عسكر البشير والبرهان وتنهي حالة الاستبداد والتسلط الدكتاتوري العسكري وتحقيق حكومة مدنية خلصة ديمقراطية بمعنى الكلمة تنهض بالسودان نحو افق تحسين الاوضاع العامة وتجسيد الحقوق الوطنية والانسانية لشعبه 0
وارتباطا بالطرح الفوقاني اقول من العراق الى وزير الخارجية الامريكية ان الالتفاتة القصيرة الينا في العراق قد حان وقتها وهي قد تساعد الشعب العراقي على الخروج من عنق زجاجة الانسداد السياسي وتردي الاوضاع فيه على يد حكومات فاسدة وغير كفوة في السياسة وادارة شؤون البلاد فاغرقت البلاد في بحر هائج من المشاكل والفوضى لقد اكدت ممثلة الامين العام في العراق جينيين بلاسخارت في تقريرها الاخير على ان اوضاع العراق غير مرغوب فيها وانها الحقت وتلحق اضرارا كبيرة في مختلف انشطة الحياة العامة في هذا البلد وانه حان الوقت لتدويل قضية العراق وباسرع ما يمكن واهم ما في ذلك هو اعادة امواله تحت طائلة البنت السابع من القانون الدولي لحمايتها من عبث الفاسدين واللصوص النهمين 0
عذراً التعليقات مغلقة