د.فارس قائد الحداد *
كاتب من اليمن
يأتي القصف الإيراني _ التركي على العراق وسوريا في توقيت واحد وكانهما اتفقا معاً لتبرير عملياتهما العسكرية على البلدين سوريا والعراق الذي يمثل انتهاكا صارخا وعدوانا غاشما على سيادة البلدين والقانون الدولي كما ان عدوانهما العسكري تحت مبررات واهية وغير قانونية ليس الا تدخلا واضحا في شؤون الدول وتهديد أمنها واستقرارها ،كما كشف للعالم أجمع بشكل عام وللنظامين العراقي السوري في دمشق وبغداد بشكل خاص حقيقة ان النظامي الإيراني والتركي لا يحترمان سيادة الشعوب وسلامة اراضيها ومواطنيها ،ولا ننسى الدور التركي والإيراني معاً والتدخل العسكري والإعلامي واللوجستي في سوريا والعراق منذ اندلاع الأزمة السورية قبل ١١ عاماً بل كان لتركيا وايران دورا قذراً في إشعال وتغذية الحرب في سوريا والعراق من خلال دعم المعارضة بالمال والسلاح والعتاد والى اليوم ،فتركيا دعمت المعارضة السورية ليس حباً بها وإنما رغبة منها لتدمير واضغاف سوريا في جميع المجالات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والصناعية.
في المقابل استغل نظام الإرهاب في طهران الازمة السورية بين النظام السوري والمعارضة ودخل على خط التنافس وتوزيع الأدوار الاستعماريه بينها وبين تركيا من جهة ليكون لها موطىء قدم ويد استعمارية في سوريا الى جنب الايادي الاستعمارية والمحتلة الاخرى في سوريا لكن بطريقة أخرى وهي دعم نظام الرئيس بشار الأسد وحكومته في معركته اذا صح التعبير ودعمها ظاهرياً لنظام الرئيس بشار الأسد ليس حباً بنظام الرئيس بشار الأسد وحكومته وان جودها عسكرياً ومليشاوياً على الأرض السورية ليس لدعم نظام الرئيس بشار الأسد كما نسمع ونقرأ عنه وليس مجاناً او من باب ضم نظام الرئيس بشار الأسد إلى قائمة حلفاءها وإنما لها أهدافها واطماعها الخفية طمعاً في تقاسم الكعكة السورية اقصد ثروات ومقومات سوريا بل تدميرها مع القوى الاستعمارية الأخرى التركية _وغيرها.
فقد يكون أحد أهدافها قابلة لاحتمالين الأول هو السيطرة على القرار السياسي والعسكري لنظام الرئيس بشار الأسد وخطفه وانتزاعة من نظام الرئيس الاسد او حتى محاولة الضغط والتأثير عليه بطريقة او بأخرى مستغلة التحالف الدولي والتكالب الاممي على نظام الرئيس الأسد والدولة السورية وهذا لن يتحقق لها ولا اعتقد ان النظام السوري يقبل به ،او يساوم عليه تحت اي مبرر حتى لو حاربه العالم كله ،
الاحتمال الثاني قد يكون لها طمع في معرفة البنية العسكرية والاقتصادية والصناعية الحربية والمدنية داخل بنية الدولة السورية وخاصة ما تناولته وسائل الاعلام الصديقة او العدوه للنظام الرئيس بشار الأسد قبل أشهر عن سيطرة عناصر ومليشات تابعة لطهران وحزب الله على مركز أبحاث سوري مهم في إحدى مناطق سيطرة النظام وان صح هذا التعبير فان هذا هو الاستعمار الإيراني بعينه وهذا ما يؤكد أن القوى الاستعمارية الإيرانية التركية قد تقاسمت أدوارها بين محتل فارسي ايراني ظاهره حليف وداعم لنظام بشار الأسد وباطنة عدوا وطامع وبين محتل عثماني تركي ظاهرة حليف للمعارضة السورية ضد النظام السوري وباطنه طامع بالارض العربية السورية .
اما بالنسبة للملف العراقي فأن نظام الإرهاب في طهران هو من ساهم في اغراق وتدمير الدولة العراقية واحتلالها ولا ننسى دور استلام النظام الإيراني للملف العراقي من المحتل الأمريكي عقب الغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣م الذي تولى مهمة تدمير وإضعاف الدولة العراقية في حروب وأزمات إقتصادية وعسكرية ونهب الثروة العراقية عبر أدواتها ومليشياتها واختطاف قرارها السياسي عبر حكومات عراقية متعاقبة عميلة لها اخرها حكومة العميل السوداني ،
كذلك الدور التركي في الملف العراقي نفسه يبقى ايضاً نموذجا آخر ولاعبا كبير افي تدمير وإضعاف الدولة العراقية من خلال تقويض كل جهود السلام والبناء وانتهاك سيادتها وسلامة اراضيها بل ذهب نظاما اسطنبول وطهران معاً إلى شن عدوانهم العسكري الأول يعلن على لسان رئيس تركيا بإطلاق عملياته العسكرية الجوية والبرية في سوريا والعراق على خلفية التفجير الذي ضرب أسطنبول قبل أيام متهما جماعات كردية وراء ذلك التفجير والذي نفى الاكراد في سوريا والعراق أن يكونوا وراء ذلك والثاني يعلن على لسان قادة إيرانيين عن إطلاق وتنفيذ عملية عسكرية وصل عدد عدوانه العسكري الجوي ما يقارب 104 غارة جوية عدوانية في شمال العراق معلن وبكل وقاحة واسفاف وتحدي صارخ ومتوعد الحكومة العراقية ان لم يقل السورية عن تنفيذ هجوم بري لحماية نظامه الإيراني الذي يلفظ انفاسةالآخيرة وقاب قوسين أو أدنى من الانهيار والسقوط متهما جماعات كردية وراء أعمال الشغب والاحتجاجات المستمرة التي تضرب ايران ،
وتحت هذه المبررات السخيفة للقوى الاستعمارية قد اتخذت قرار العدوان العسكري الواحد ليس ضد الاكراد او جماعات في سوريا والعراق فحسب وليس تحت مبرر حماية أمنها كما يتصوره البعض وانما هي مبررات سخيفة وواهية لشن عدوانهم ضد سيادة الشعوب العراقية والسورية مخلفه وراءها مئات القتلى والجرحى من المدنيين العزل وهي جرائم تظاف إلى جرائمهم بحق البلدين السوري والعراقي لن تسقط بالتقادم وبكل تأكيد أن عدوانهم العسكري ذلك سيرتد عليهم ويل وثبور وحسرة قد تكون طهران واستطنبول فتحت على انفسها أبواب جهنم في حال استمر عدوانهم الجوي والبري وان الشعبين العراقي والسوري وجيشه وأمنه وشعبه لهم بالمرصاد وان رمال أرض الرافدين وسوريا ستدفن أحلامهم وعدوانهم مثلما دفنت أحلامهم الاستعمارية في حروب الماضي .والايام بيننا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا يتذرع النظام الإيراني والتركي في عدوانهم العسكري على البلدين سوريا والعراق تحت مبرر حماية أمن شعوبهم ؟ اليس كذلك انتهاك لسيادة القانون الدولي وحقوق البلدين وأمنها واستقرارها ؟
ولماذا النظام السوري والعراقي والشعبان العراقي والسوري يلتزمون الصمت امام ذلك العدوان ؟ ما هي النتائج المؤلمة التي ينتظر نظامي العدوان الإيراني والتركي ؟ وما وتأثير ذلك العدوان الإيراني والتركي على الأمن والاستقرار العربي والدولي؟واين الموقف العربي الرسمي والشعبي من العدوان الإيراني والتركي المستمر على سيادة العراق وسوريا ؟ ولماذا المنظمات الاممية والأسرة الدولية لم تحرك ساكناً ازاء العدوان الإيراني والتركي على العراق وسوريا ؟
#عاشت سوريا حرة أبية .#عاش العراق حرةأبية .
باحث في التنمية الديمقراطية والقانون الدولي _ الحمهورية اليمنية *
عذراً التعليقات مغلقة