* دُوار *
هشام عبدالكريم
شاعر من العراق
لم يتوقع
مثل َهذا الدوار َالذي
سيبقى مُمسكا ً برأسه
دوار ٌ، تعبث ُأصابعُه ُ
في رأسه المسكين
…. …. ….
لليوم الخمسين او الستين
وهو لا يدري
بل ربما
منذ إفاقة ِ قلبه قبل عام
ومنذ اهتمامه
بمفردات الأشياء كلها :
بالباعة والسوّاقين
والمتسولين
والشوارع وأرصفتها
والماريّن عليها
وزاد اهتمامُه بالسياسة
ومصير الإنسان
أصبح محلقا ً
في السماء البعيدة
يرى إلى الأرض
وكأنها نجمة ٌ تتلألأ
وتنطفيء ُ من بعيد
فيتقدم إليها
حتى إذا أصبحت
قاب َ دمعتين منه
يروح إلى مدينة قلبه
ليراها
ويطمئن على ابتسامتها
هل أصبح عاشقا ً ؟
شيء عجيب !
لم هذا الدوار
الذي أمسك به ؟
لا يدري
سيعيش وسيفرح
لينسى
هذا الدوارَ في الحال
…. …. ….
ومضى إلى هناك
نازعا ً صُرة الألم
مسلحا ً بعُدة النسيان
كي يمسك
ببقاياه كإنسان
…. …. ….
وداعا ً يا دُوار رأسي
وداعا ً يا مواسم َ القلق
…. …. ….
سيكون هناك
وستلثم النوارس ُ
جبهَتَه ُ النقية َ
وستحط الحمائم ُ على كتفيه
سيودِّع ُ أشياء َ كثيرةً ً
وسيجد ُ راحة ً في توديعها
ولكن جُل ّ ما يخشاه
هو أن يرافقه
ذلك الدُوار اللعين
حتى نهاياته القادمة .
الموصل ٢٠٢٢
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة