د.فارس قائد الحداد *
مع مضي ما يقارب ١١ عاماً على اغتيال الرئيس معمر القذافي والدولة الليبية وتدميرها هي الأخرى التي اغتيلت أيضاً في اعقاب اندلاع احداث المؤامرة الربيعية الصهيو_ إيرانية المشؤؤمة وخروج المعارضة الليبية اقصد اللوبية الاسلامو_صهيو_ إيرانية الى الشارع للمطالبة بإسقاط ليبيا الرئيس معمر القذافى ، كانت المعارضة الاسلاموية تلك تخوض حينها معركة الهزيمة والفوضى والباطل الغائب فيها لغة الحكمة السائد بها ثقافة الكراهية والحقد ليس ضد الرئيس معمر القذافي وحده مثلما يتصوره البعض بل ضد الدولة الليبية وضد انفسهم ومستقبلهم ومستقبل ليبيا بشكل عام .حينها تعامل معهم الرئيس معمر القذافي بشكل مختلف قائم على مبدأ الدفاع عن ليبيا في وجه المؤامرات وهو مبرر مشروع له لكنه ابتعد قليل عن الحكمة والصوابية ايضاً من سياسة الرئيس الراحل معمر القذافي منذ البداية الامر الذي قاد الى حالة من الاقتتال العسكري بين شرعية الرئيس القذافي والمعارضة المدعومة بتحالف عسكري دولي الذي دخل الخط الاحمر مباشرة لدعم المعارضة على الارض الأمر الذي لم يكن في صالح ليبيا ككل بل كان وسيظل خطأ فادحا لذلك التحالف الذي رسم ومعه المعارضة الليبية سيناريوهات تدمير الدوله والشعب الليبي وحولت ليبيا إلى ساحة صراع كبير وهم الأدوات التي تم بها ضرب الدوله الليبية وتدميرها وليس الرئيس معمر القذافى ونظامة كما يعتقده البعض بل إنها مسؤولة عن كل المآسي والاقتتال والحروب والصراعات الدموية التي اغرقت ليبيا الحرية والكرامة فيها منذ قرابة ١١ عام .
وامام تلك الأحداث المتسارعة التي عصفت بليبيا مازال المشهد الليبي اليوم يلقي بكل ظلاله القاتمة بواقع جديد أكثر تعقيداً عندما دخل مرحلة جديدة عنوانها الواقع المضطرب ومساراته الدموية والعنف والصراع على السلطة بين فصائل ودوات الانتحار والارتزاق التي جلبها ورعاها الاجنبي كحكومة من لا حكومة له ولا شرعية قانونية أو وطنية له ” كحكومة الدبيبة “.التي وصلت إلى السلطة الليبية فيما بعد فترة اغتيال الرئيس معمر القذافي والدولة الليبية آنذاك وهي السلطة الاسلاموية التي وصلت إلى حكم ليبيا بعد رحيل الرئيس القذافي .لكن هل الليبين بكل نخبهم جميعاً يتذكروا ما كان يردده تلك الوجوه القبيحة المعارضة للرئيس معمر القذافى والوعودات العرقوبية والشعارات الزائفة الساقطة التي كذبوا بها على الامة الليبية ؟ نعم الجميع يتذكر ذلك لكنها ستبقى ذكرى مشؤمة في ذاكرة الاجيال الليبية وسقطت بسقوطهم وبسقوط ليبيا الجماهيرية العظمى وهي الشعارات الباطلة التي اصموا بها اذان الشعب الليبي بتغيير الحال الليبي إلى أفضل حال بعد اغتيال الرئيس القذافي والدولة الليبية لكن سرعان ما انكشف زييف تلك الشعارات وتجردت الة الكذب والنفاق لأول حكومة ما بعد رحيل الرئيس القذافي وصلت إلى أجزاء من العاصمة طرابلس فوق دبابة الموت وانهار الدماء وعلى انقاض واشلاء ملايين القتلى والجرحى والالاف المشردين واللاجئين من أبناء الشعب العربي الليبي خارج البلاد فضلا ً عن ارتفاع مؤشر الفقر والبطالة والجوع والتشرد والتمزق وتمدد الصراعات وتنامي المليشيات المسلحة التابعة لحكومة الدبيبة او معارضيها التي حولت ليبيا إلى ساحة حرب مفتوحة بين الليبين اولاً بقيادة حكومة الدبيبة غير الشرعية ومنتهية صلاحية ولايتها في اجزاء من طرابلس وبين حكومة شرعية أخرى تتواجد في اجزاء من طرابلس ومحافظات أخرى في ليبيا وبين قوى واطراف دولية ثانياً فهناك صراع وتتسابق محموم بين المعسكر الداعم للمعارضة 《حكومة الدبيبة》 انفسهم اي بين تركيا وبقية قوى اخرى داخل نفس المعسكر وهو صراع سياسي وعسكري خفي بينهما من تحت الطاولة ان لم يخرج للسطح اليوم سيخرج غداً وهذا كله صراع سيصل إلى حرب مدمرة بينهما لا محالة على ليبيا ليس حباً بالمعارضة بقيادة حكومة الدبيبة ومليشياتها ولا ليبيا بل طمعاً بنفط ليبيا مثلاً دور تركيا القذر التي وجدت نفسها في ورطة ليبيا وسيكون ثمن تدخلها باهظ ومؤلم وخسرت اكثر مما ربحت والمتواجدة قواتها ومليشياتها على منابع النفط الامر الذي أثار حفيظة القوى الدولية الداعمة للمعارضة التي تدعمها تركيا نفسها الذي سيقود في نهاية أدوارهم القذرة تلك إلى حرب واقتتال فيما بينهم ،ساحته ليبيا وسيدفع ثمنه الباهظ حكومة الدبيبة ومليشياتها إن اصرت على بقائها في السلطة والشعب الليبي .كما حولت حال الشعب بل والمشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في ليبيا إلى كابوس مرعب وبؤرة من الارهاب والنزاع والاقتتال والعنف طويل المدى .فهذا هي شعارات وجوه الموت التي ترصدت بليبيا ارضاً وانساناً تحت يافطة ليبيا الجديدة .
وامام سخونه المشهد الليبي ما زال العالم منقسم امامه والأطراف والقوى الإقليمية والدولية والمنظمات الأممية لا أقول عاجزة بل تستطيع ان تساهم في إيجاد حل سلمي وتسوية سياسية من خلال تفعيل آلية عمل عربي وافريقي ودولي واممي مشترك تتضمن :_خروج كافة المليشيات التركية وغيرها من ليبيا. وإيقاف مسلسل الدعم السياسي والاعلامي والاقتصادي للمليشيات التابعة لحكومة الدبيبة ._ الضغط على حكومة الدبيبة بالرحيل من السلطة المغتصبة وما تبقى من مؤسسات الدولة وايقاف التصعيد العسكري والإعلامي بين الأطراف الليبية والتهيئة لإجراء انتخابات رئاسية ونيابة واحده .
باحث يمني في التنمية الديمقراطية والقانون الدولي *
عذراً التعليقات مغلقة