السليمانية- بزورك محمد – خاص بقريش
في خطوة غير مسبوقة بل مفاجئة للأوساط السياسية والشعبية بسبب حدة الخلافات والصراعات التي كانت وصلت إلى حد تبادل الاتهامات بين لاهور الشيخ جنكي الرجل الامني المعروف والرئيس المشترك سابقا للاتحاد الوطني مع قيادات الحزب الديمقراطي على مدى سنوات طويلة، أبدى رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني عن استعداده الكامل لتقديم أي دعم ومساعدة إلى الشيخ جنكي الذي تم إبعاده من منصب الرئاسة المشتركة في الاتحاد الوطني ، تطور يراه بعض المراقبين أنه قد يمهد الأرضية أمام سلسلة أحداث في تغيير موازين القوى في إقليم كردستان، لاسيما بعد أن بلغت الخلافات والمشكلات بين الحزبين الرئيسيين “الاتحاد الوطني، الديمقراطي الكردستاني” ذروتها مؤخرا.
بختيار شاويس النائب السابق عن كتلة الاتحاد والمقرب من الشيخ جنكي كشف في تغريدة له، عن مكالمة هاتفية جرت بين مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان ولاهور الشيخ جنكي مؤخرا ، مضيفا أن مسرور بارزاني أشاد بالمواقف العلنية للشيخ جنكي في الصراعات والخلافات مع الحزب الديمقراطي، وتابع مسرور قائلا للشيخ جنكي: إنك خصم شهم قد واجهتنا علنا بمواقفك المعارضة معنا بشكل جريء دون أن تَطعن في ظهرنا، ولستَ من الذين أخفوا وراء أقوالهم الإزدواجية.
كما أشار شاويس إلى أن مسرور بارزاني أبلغ الشيخ جنكي عن استعداد والده مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني “مرجع القرارات الكردية” لتقديم دعم ومساعدة اليه.
التطورات الأخيرة في تطبيع العلاقات بين لاهورالشيخ جنكي وقيادة الحزب الديمقراطي تأتي في وقت تشهد العلاقات بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني توترا وأزمة كبيرة وصلت إلى تهديد الفريق الوزاري للاتحاد الوطني بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء في حكومة إقليم كردستان. لكن مراقبين قالوا ان التقارب قد يطويه الزمن لأن علاقات كوسرت رسول القيادي في الاتحاد الوطني كانت قوية دائما مع البارتي لكنه لم يستطع ان يؤثر في تغيير مسار او نهج تقرره القيادة الطالبانية للاتحاد الوطني، لاسيما منذ يوم الاستفتاء وما نجم عنه من اختلاف في وجهات النظر.
واستغرب اعضاء في الحزب ان يعمل بارزاني على اعادة الخصم السياسي والامني السابق الى الواجهة في حين ان الرجل الأمني الذي كان يقابله في الحزب الديمقراطي وهو الدكتور نزهت حالي لا يزال في الظل .
ويرى مراقبون أن لدى قيادات الاتحاد الوطني مخاوف كبيرة بشأن التقارب الذي حصل مؤخرا بين خصوم أمس لاهور الشيخ جنكي ومسرور البارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان ونائب رئيس الحزب الديمقراطي لاسيما بعد أن بعث الشيخ برسالة تهنئة إلى البارزاني بمناسبة نجاح المؤتمر التنظيمي الرابع عشر للحزب، متمنيا خلالها أن تكون أهداف ونتائج المؤتمر عاملا أساسيا في تخفيف التوترات وحل المشكلات المعقدة القائمة بين الأطراف السياسية والعمل من أجل رصف الصف الوطني خدمة لإقليم كردستان، تطورات قد تقلب الموازين ومسار الأحداث المستقبلية في إقليم كردستان.
مع تفاقم الخلافات والجمود السياسي بين الحزبين الرئيسيين، دعا الشيخ جنكي خلال بلاغ صدر عن مكتبه الإعلامي الأحزاب والقوى السياسية لاسيما قيادات الحزبين إلى لعب دور لتهدئة الأوضاع المتأزمة بدلا من التصعيد، إذ أكد أن السياسة ممارسة لن تُبنى على أسس الأحقاد الشخصية، خاصة في الظروف الراهنة التي يمرّ بها إقليم كردستان حيث أن مسؤولين كبارا من الحزبين الرئيسيين “الاتحاد الوطني، الديمقراطي الكردستاني” ينذرون بالإنقسامات السياسية وإنشطار إقليم كردستان إلى إدارتين على غرار التقسيم في التسعينات من القرن الماضي، مشددا على ضرورة إيجاد حلول ناجعة للمشكلات والخلافات السياسية على أساس الوحدة الوطنية بعيدا عن الأحقاد الشخصية.
جديربالذكر أن لاهور الشيخ جنكي الذي يتمتع بقاعدة شعبية وجماهيرية واسعة على مستوى إقليم كردستان كان قد حصل على أغلبية أصوات المؤتمر التنظيمي الرابع للاتحاد الوطني الكردي الذي انعقد بداية 2020 قد تم ابعاده في الثامن من تموز في 2021 من منصب الرئاسة المشتركة من قبل إبن عمه بافل طالباني الرئيس المشترك للحزب وقتذاك بتهمة محاولاته مع مجموعة من أقربائه بتسميمه “تسميم بافل طالباني” وملا بختيار ، ليتم لاحقا الغاء نظام الرئاسة المشتركة وليصبح بافل طالباني النجل الأكبر لجلال طالباني رئيسا للاتحاد الوطني الكردستاني، وبعد أحداث “الثامن من تموز” التي وصفت بالإنقلاب الأبيض في الاتحاد الوطني تمت محاصرة منزل لاهور الشيخ جنكي من قبل قوات أمنية وعسكرية لعدة أشهر في السليمانية، الأمر الذي دفع بالشيخ جنكي الى اللجوء للقضاء في حسم الملف بعد أن رفض الاتهامات الموجهة إليه.
في النهاية فإنّ لاهور الشيخ جنكي هو رقم صعب الاحتواء وسيكون له تأثير سياسي في المدى المنظور، وربما من خلال تأييد له في بغداد وطهران
عذراً التعليقات مغلقة