الرباط – قريش
يتوجه المغرب حاليا بكل ثقة وبخطى حثيثة في اتجاه الطريق السريع والمشاريع الكبرى الاقتصادية والاجتماعية والطاقية في صلب العمق الافريقي ، ومن أكبر المشاريع التي يرعاها ملك المغرب أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا.
وهذا المشروع يمثل بحسم المراقبين -منازلة مغربية- للحد من تفرد الجزائر في ميدان الطاقة عبر ثروتها الغازية.
وفي هذا الإطار أبرز محمد السادس الأشواط التي قطعها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب وقال “اعتبارا لما نوليه من أهمية خاصة، للشراكة مع دول غرب القارة، فإننا نعتبر أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، أكثر من مشروع ثنائي، بين بلدين شقيقين. وإنما نريده مشروعا استراتيجيا، لفائدة منطقة غرب إفريقيا كلها، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 440 مليون نسمة.”
وأكد الملك محمد السادس إن “الصحراء المغربية شكلت صلة وصل إنسانية وروحية وحضارية واقتصادية بين المغرب وعمقه الإفريقي” ، وكشف الملك في خطاب الذكرى 47 للمسيرة الخضراء، التقدم الذي يعرفه مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، وقال إن مذكرة التفاهم الموقعة مؤخرا، بالرباط، مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وفي نواكشوط مع موريتانيا والسنغال، تشكل لبنة أساسية في مسار إنجاز المشروع.
وأكد أن هذا التوقيع يعكس التزام البلدان المعنية، بالمساهمة في إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي، وإرادتها السياسية لإنجاحه.
كما تطرق ملك المغرب في خطابه إلى شعبه بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء إلى النتائج التي تحققت على مستوى النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية ، حيث بلغت نسبة الالتزام حوالي 80 في المائة، من مجموع الغلاف المالي المخصص له.
كما أشار في خطابه الى تقدم “إنجاز الطريق السريع تيزنيت – الداخلة، الذي بلغ مراحله الأخيرة، وربط المنطقة بالشبكة الكهربائية الوطنية، إضافة إلى تقوية وتوسيع شبكات الاتصال، كما تم الانتهاء من إنجاز محطات الطاقة الشمسية والريحية المبرمجة”.
وفي إطار المشاريع بالأقاليم الجنوبية سجل الملك أنه سيتم الشروع قريبا، ” في أشغال بناء الميناء الكبير الداخلة – الأطلسي، بعد الانتهاء من مختلف الدراسات والمساطر الإدارية.”
وعلى الصعيد الاقتصادي، يرى الملك،في ذلك ” المحرك الرئيسي للتنمية، تم إنجاز مجموعة من المشاريع، في مجال تثمين وتحويل منتوجات الصيد البحري، الذي يوفر آلاف مناصب الشغل لأبناء المنطقة”.
وفي المجال الفلاحي، لفت الملك ، ” توفير وتطوير أزيد من ستة آلاف هكتار، بالداخلة وبوجدور، ووضعها رهن إشارة الفلاحين الشباب، من أبناء المنطقة”، وتعرف معظم المشاريع المبرمجة، في قطاعات الفوسفاط والماء والتطهير، نسبة إنجاز متقدمة.”
وقد شهد المجال الاجتماعي والثقافي، وفق الملك “عدة إنجازات في مجالات الصحة والتعليم والتكوين، ودعم مبادرات التشغيل الذاتي، والنهوض باللغة والثقافة الحسانية، باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية الوطنية الموحدة.”
كما دعا الملك “القطاع الخاص، إلى مواصلة النهوض بالاستثمار المنتج بهذه الأقاليم، لاسيما في المشاريع ذات الطابع الاجتماعي.”وفتح آفاق جديدة، أمام الدينامية التنموية، التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، على مستوى القطاعات الواعدة، والاقتصاد الأزرق، والطاقات المتجددة.
عذراً التعليقات مغلقة