مرثية شادان
هشام استيتو
شاعر من المغرب
إلى ولدي جاد
أيْنَ أنتَ يا بُنَيْ؟
هلْ أخَذْتَ طَيْفكَ
وهُدْبَ أمٍّ يَتَدَفَّقُ
جارِفاً من قَلْبها؟
وَقْعُ الْخَطْواتِ
تَتلَوَّى ألَماً
على بَــلاطِ الْمَـــشــفى
كُنْتَ تُرِيدُ عِناقِي ،
أَعْرِفُ نَبْضَ الْمُوَدِّعِينَ
مِنْ حَشْرَجَةِ صَوْتِي
ومِنْ نَظراتِ الْحاضِرينْ
*****
البُراقُ يَمْضي نَسيماً
بِرِفْقٍ يَدٌ تُداعِبُ شَعْرَ مُسافِرٍ ،
الصَّمْتُ جَلَبَةُ الْحاضِرِينَ
في وَداعِ الفَراشاتِ .
غَصَّةٌ تُعَفِّرُ مَهْداً
على مَهْلِ دَمْعَةٍ ،
تَوَسَّدَتْ جِذْعَكَ
فَهَلْ تَسْتَطيع حَمْلِي؟
*****
سَأمْضي
لِأنَّكَ مُتْعَبٌ يا أبِي
سَقْفُ بَيْتِنا
لم يُسْعِفْ أَنامِلي
لِتَعْبَثَ بِأوراقِكَ .
لَمْ أَجِدْ ريشَةً
لِأَرسُمَ وَجْهَكَ
لا سَماءٌ أَظَلَّتْنِي
كي أُسابِق الرِّيح
كُلَّ صَباحٍ إلى الْمَدْرَسَهْ
لا أَرْض أَقلَــتْـــني
كَي أَقْصُصْ رُؤياي
على أَحَد
*****
لَمْ أَرَ قَمَراً
يَقِفُ لُجَيْنٌ على مَوْجٍ
مُتَيَّمٌ بِجَناحِ نَوْرَسِ
تَرَكْتُ الْمَراكِبَ
مُعَلَّقة على قَلْبِكَ
أُفولَ مَناراتٍ
*****
قَطَفْتُ حَدائِقَ الأرضِ
غَيْمَةَ سِدْرٍ
على رابِيَةٍ في السَّماءِ
حيثُ يَكْفُلُ ابراهيم
سَجِية نُورٍ
في عَيْنِ الْحَمام
حَشا دُمْيَتِي
مِسْكٌ وَعَنْبَرْ
وخافِقي وَرْدٌ .
تَذَكَّرْ يا أَبَتِ
بَسْمَةُ شادانْ
مُغْمَضَ الْعَيْنين
لكي تَراني
أدفعُ عَنْكَ اللَّيل
بِبريقِ النُّجومِ
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة