لندن – قريش :
اصدر مركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في إيران بيانا في الذكرى السنوية للقمع الدموي للنظام الايراني ضد التظاهرات في العام 2019 ، جاء فيه ما يلي :
في نوفمبر عام 2019 تدفق شلال الدم العربي في نهر الجراحي، وانبثقت اثر ذلك أزهار الدم وتلألأت على كل سطوحه، وضون ارض الأحواز التي حملت مآسي مئات من أبنائها الذين تضرجت ايادي العنصريين بدمائهم ليصبحوا ضحية لأحقادهم.
مضت ثلاثة سنوات من يوم الإثنين الدامي، 27 نوفمبر 2019، الذي شهد هجوما شرسا ضد أبناء شعبنا العربي في ميناء معشور بالأسلحة الآلية والدبابات والمدرعات، ولم تفلح أهوار نهر الجراحي في هذا الميناء في حماية المواطنين العزل الذين احتموا بها خلال المواجهة غير المتكافئة. تكرر في تلك الأحداث في ميناء معشور، الأسلوب نفسه الذي انتهجه جيش الشاه رضا البهلوي في المحمرة في يوليو(تموز) 1925، أي انهم قتلوا قبل 97 عاما، 240 من العرب في ميناء المحمرة وتباهوا بتلك الجرائم وهذه المرة قتلوا أكثر من 200 من أبناء الشعب الأحوازي في ميناء معشور.
تتكرر هذه الجرائم ضد شعبنا باستمرار خلال الـ 97 عاما الماضية، وتشكل عمليات القتل التي ارتكبها النظام الإيراني ضد العرب في الجراحي والكورة وميناء معشور والمحمرة والفلاحية والأحواز العاصمة قبل ثلاثة سنوات، نموذجا بارزا لإرتكاب “جرائم ضد الإنسانية”، وذلك ضمن جرائم أخرى غطت فيها الدماء سماء إيران.
مازالت دماء ضحايا ” ولاية الفقيه المُظلمة” تفور مثلما تدفق دم “جينا أميني”، تلك الفتاة التي صادر الاستعمار اسمها مثلما هو الحال بالنسبة لمعشور والمحمرة والفلاحية فاصبحت “مهسا” وماهشهر وخرمشهر وشادكان.
وقد ذكر أحد الأحزاب الإيرانية – حزب اليسار – في بيانه عن تلك المجزرة أن “مجموعة من الوافدين [المستوطنين] المرتبطين بالاجهزة الامنية يهيمنون على الشؤون السياسية والاقتصادية والإدارية في ميناء معشور وهو عصب رئيسي للاقتصاد وتصدير البتروكيماويات والنفط. فهؤلاء الوافدين ينتهجون العنصرية والإذلال بحق المواطنين العرب ويعتبرونهم “أجانب وأعداء”، إذ يعاني المواطنون العرب هناك الأمرين من فقر وسلب الحق والإذلال بسبب لغتهم ولباسهم المختلف، ومن هنا تنبثق هواجسهم وتطلعاتهم للحرية ولقمة العيش.
لا نستغرب من حدة القمع في معشور إذ يديرها وافدون [غير عرب] لا يأبهون بهموم العرب ويحملون الضغينة ضدهم، فالمدينة ليس فيها مسؤول واحد من العرب رغم انهم يشكلون معظم سكانها.”
بعد ثلاث سنوات من تلك المجزرة وخلال الأشهر الماضية أراقت قوات الامن الإيرانية دماء الشعب البلوشي بتلك الأدوات ووفق تلك الافكار الاستعمارية، ولم يستغرب أحد من تلك التصرفات. وقد امتدت المآسي من كردستان إلى مختلف أنحاء إيران وهذه صفحات سوداء من الهيمنة المستبدة للدولة القومية الفارسية التي تحكم شعوب إيران منذ 97 عاما على أساس هيمنة اللغة الواحدة والقومية الواحدة.
اذ يحيي مركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في إيران ذكرى شهداء التمييز والظلم في نوفمبر 2019 في الأحواز وباقي مناطق إيران ويأمل بانتصار الثورة الراهنة في البلاد بمشاركة الجميع، لكن يعتقد المركز ان القضاء على الاستعمار والاستبداد والعنصرية ومعاداة العرب في إيران أبعد من القضاء على نظام الجمهورية الإسلامية ويتطلب تغييرا جذريا في نظام الدولة القومية الفارسية لتحقيق المساواة بين كافة الشعوب في إيران.
53 / 2022/ 11/ 17
عذراً التعليقات مغلقة