ثلاث قصائد : حنين و عزلة .. أوهم مصيري
فاطمة الزهراء بنيس
شاعرة من المغرب
حنين
أحبو نحوَ باحةِ الذكريات
أقف ُفي الشارع المُطلّ على أشباحِ الروح .
ربّما احترقت شموعي
لكنّي مثلَ كلّ المجانين
أتخيّل كلّ ما ليسَ لي :
بيتاً مبلّلاً بالحياة
عاشقاً يُشعل مصابيحي
جرّة نبيذيّة
وغرقا يُفرحني
أتخيّل كلّ ما ليس لي
ثم أعود
إلى حيث تركتني أمّي .
عزلة
من شُرفة ورقية
أطلّ على زوابعي
أرى و لا أفهم
حياة تروح
وأخرى تجيء
وأنا بينهما أستعذب سفري
ولا يشدّني أيَّما مقام .
أوهم مصيري
لم أصدق غيومي
ولكنّي أوهم مصيري
أنّ العراءَ برشقه…. بصعقه
أحنُّ من اليابسة .
إذا سرتُ على طيش العصافير
وبنور الروح
ذوّبتُ قفصي
إذا سهوتُ عن رمادي
واقترفتُ جسدي
لا يعني هذا أني صدقتُ غيومي .
إذا رقصتُ على برق نازف
و توهّجتُ برذاذ عابر
وهمستُ للمدى : ليتني مطر
لا يعني هذا أني صدقت غيومي .
إذا سئمتُ فضيلة الليل
وأصغيتُ للشياطين
إذا أجلستُ الجمال على ركبتيَّ
وشممتُ جمري عطراً
إذا خنتُ عطشي
و سلتُ شهدا
هذا لا يعني أني صدقتُ غيومي .
إذا أدمنت الشّعر
وأفرطتُ في هواه
إذا سكنتُ الريحَ
واستعذبتُ صفيرها
إذا غنّيتُ ألمي
هذا لا يعني أني صدقتُ غيومي .
إذا جُنّ خيالي
إذا تماديتُ في أخطائي
إذا أزهرتُ
إذا اشتهيتُ …
إذا ركضتُ
إذا انفرجتُ ….
إذا أمطرتُ
هذا لا يعني أني صدقتُ غيومي.
قصائد خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عبدالكريم منذ سنتين
هي كلمات ليست كالكلمات
كل التوفيق و التألق أستاذة