الموصل – أحمد الحاج
على مدى ثلاث ساعات متواصلة من القراءة والتعقيبات والمداخلات، احتفى ادباء وكتاب نينوى بالشاعر عدنان الصائغ في أصبوحة شعرية برعاية رئيس جامعة الموصل الأستاذ الدكتور قصي الاحمدي وعميد كلية التربية الأساسية الدكتور صفاء الدين عبدالله سليمان يوم الاثنين الموافق 5/ 12/ 2022، والصائغ الذي لبى دعوة ادباء نينوى لزيارة مدينة الموصل أثناء زيارة خاطفة له للعراق قادما من منفاه في عاصمة الضباب لندن يلتقي بها بأصدقاء الحرف وينشد قصائده في المنتديات الأدبية والثقافية، وقد عقدت جلسة الصائغ الساعة العاشرة والنصف صباحاً في قاعة أم الربيعين في كلية التربية الأساسية – جامعة الموصل وقدمته الشاعرة الدكتورة هناء أحمد بحضور معاون العميد الإداري الدكتور محمد يونس صالح الجريسي ورئيس قسم اللغة العربية الدكتور جاسم محمد جاسم وعدد كبير من الشعراء والنقاد والتدريسين في مقدمتهم أصدقاء الشاعر القدامى وهما الشاعر هشام عبدالكريم والشاعر وليد الصراف، كما حضر الاصبوحة الأستاذ الدكتور احمد جار الله ياسين أستاذ النقد الحديث في كلية الآداب والذي اشرف على عدد من البحوث والدراسات في شعر عدنان الصائغ، هذا وحضر الجلسة الشاعر عبد المنعم الأمير عضو المجلس المركزي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وأمين اتحاد الأدباء والكتاب في نينوى الشاعر سعد محمد وعدد من طلبة الدراسات العليا والاولية.
والشاعر عدنان فاضل عباس الصائغ من مواليد مدينة الكوفة عام 1955، حاصل على الشهادة الإعدادية الزراعية، ولكنه لم يعمل في تخصصه، بل اتجه صوب موهبته الابداعية وراح يؤثث رصيده الأدبي من خلال قصائده التي ينشرها في عدد من الصحف والمجلات العراقية والعربية
، كما عمل محررًا ومسؤولاً ثقافياً، ثم رئيساً للتحرير في عدد آخر منها.
التحق في الجيش العراقي لأداء الخدمة الالزامية ابان الحرب العراقية الإيرانية، وقد تركت احداثها المروعة وظروفها القاسية ندبا مؤلمة في ذاكرته وجدت صدى لها في الكثير من قصائده، كما تركت اثرا دستوبيا في نفسيته مازال يرددها كلما سنحت له الفرصة لذلك.
غادر العراق صيف عام 1993 اثناء مشاركته في مهرجان جرش في عمان، وأقام فيها، ثم انتقل إلى بيروت عام 1996، ثم هاجر إلى أقصى القطب الشمالي ليستقر في السويد، حتى حط رحاله أخيرا في لندن.
شارك في العديد من المهرجانات في السويد والدول العربية والغربية، وترجمت بعض قصائده إلى السويدية والإنجليزية والهولندية والفارسية والكردية والاسبانية والفرنسية والنرويجية والدنماركية والاسبانية، وقد ظهرت الترجمات في كتب، منها:
“مختارات شعرية” باللغة الهولندية للمترجم ياكو شونهوفن، نوتردام 1997.
“تحت سماء غريبة” ترجمت للاسبانية عن دار ألواح، مدريد 1997.
والصائغ يتمتع بعدد من العضويات النقابية والاندية الادبية، فهو عضواً في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، والاتحاد العام للادباء والكتاب العرب، ونقابة الصحفيين العراقيين، واتحاد الصحفيين العرب، ومنظمة الصحفيين العالمية، واتحاد الأدباء السويديين، ونادي القلم الدولي في السويد، وله حضور مميز في المحافل الأدبية المحلية والعربية والعالمية.
ومن مؤلفاته الشعرية:
انتظريني تحت نصب الحرية، بغداد 1984.
أغنيات على جسر الكوفة، بغداد 1986.
العصافير لا تحب الرصاص، بغداد 1986.
سماء في خوذة، بغداد 1988
مرايا لشعرها الطويل، بغداد 1992
غيمة الصمغ، بغداد 1993.
خرجتٌ من الحرب سهواً، (مختارات شعرية)، القاهرة 1994.
تحت سماء غريبة، لندن 1994.
تكوينات، بيروت 1996.
نشيد أوروك، قصيدة طويلة، صدرت طبعتها الأولى عام 1996.
صراخ بحجم وطن (مختارات شعرية)، السويد 1998.
تأبط منفى، السويد 2001
كما صدر له مجلد الأعمال الشعرية، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت 2004، وتبعتها عدة مجلدات عن دور نشر أخرى ضمت بين دفتيها كل أعماله الشعرية، وقد حصل على العديد من الجوائز العالمية في الشعر، كما كتبت عن شعره العديد من البحوث ورسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه في الجامعات العراقية.
يتميز شعره بأسلوب السهل الممتنع، فهو يخاطب العقل والفكر الانساني قبل مخاطبته للوجدان، لذلك نجد أن شعره مليء بالصور الشعرية الفكرية والعبارات البليغة والمفردات الدلالية، كما اتسم شعره بطابع الرفض، فهو يرفض الحروب ويرفض كل أشكال الدكتاتوريات والانظمة الاستبدادية ، كما ينتقد بشدة كل أشكال الجشع والتنطع خلف الايديلوجيات الراديكالية وينتصر للعراة والمعدومين.
وعلى الرغم من أن الصائغ كتب كل أشكال الشعر من عمودي وتفعيلة ونثر منذ نعومة اظفاره، إلا أنه جنح نحو الأخيرة كونها تمتاز بالطبع الفكري وتختصر الكثير، كما أن قصيدة النثر تأتي من الصعوبة بمكان فهي تحتاج إلى خزين لغوي ومعرفي للشاعر، كما تحتاج لثقافة عالية لدى المتلقي.
أحمد الحاج منذ سنتين
شكرا جزيلا لصحيفة قريش على نشرها الموضوع